الجراحة والتشريح

جراحة تحويل مسار المعدة فعالة.. ولكن

تعتبر عملية تحويل المسار (Gastric bypass surgery) هي الأفضل فاعلية بين عمليات جراحات السمنة، فهي الأكثر تحقيقا لفقدان الوزن، وهي جراحة آمنة إلى حد بعيد إذا تم إجراؤها بمعرفة فريق متكامل عالي التدريب، وفي مكان مؤهل، وللمريض المناسب، والاسئلة التالية ستصحبنا في جولة تعريفية عن جراحة تحويل المسار.

  • لمن ننصح بها؟
للمرضى الذين يعانون من سمنة مفرطة، ويبلغ معامل كتلة الجسم لهم أكثر من 40، وخاصة للذين يعشقون أكل السكريات، والذين يعانون من ارتجاع حمضي من المريء، وكذلك لمرضى السكر من النوع الثاني حتى ولو لم يبلغ معامل كتلة الجسم لهم 40 (معامل كتلة الجسم هو ناتج قسمة الوزن بالكيلوغرامات على مربع الطول بالأمتار).

  • ما هي عملية تحويل المسار؟

هي إحدى عمليات جراحة المناظير، والتي تتم عن طريق فتحات صغيرة في جدار البطن، تقوم بفصل جزء صغير من المعدة، وتوصيلة بالأمعاء على بعد مترين من الإثني عشرية باستخدام الدباسات والغرز الجراحية.

وهي تنقسم تقنيا إلى نوعين:
1- تحويل تقليدي، وفيه يتم عمل توصيلتين واحدة بين المعدة والأمعاء، والأمعاء والأمعاء.
2- التحويل المصغر وفيه يتم عمل تحويلة واحدة بين المعدة والأمعاء فقط، وهذه العملية تعتبر أسهل تقنيا، ونتائجها ومضاعفاتها مقاربه جدا للنوع الأول “التقليدي”.

  • كيف تعمل وتحدث نتائجها في تقليل الوزن؟

يحدث ذلك من خلال:
1- فصل جزء صغير من المعدة ليقوم بدور تخزين الطعام فلا يستطيع المريض تناول كميات كبيرة منه.
2- أما الدور الأهم فهو إحداث حالة من سوء الامتصاص للطعام بكل أنواعه (البروتين والدهون والسكريات وكذلك الفيتامينات)، وذلك بسبب عدم مرور الطعام على الإثني عشرية فيحدث خلل في إفراز الإنزيمات الهضمية من البنكرياس، ومن الأمعاء، كما أن عمل توصيلة المعدة بالأمعاء على بعد حوالى مترين يفقدها حوالى ثلث قدرتها على الامتصاص.

  • ما هي أهم مضاعفاتها؟

هناك مضاعفات هامة: ويجب أخذها بكل جدية واهتمام، وهي حدوث تسريب أو جلطات أو نزيف، وهذه المضاعفات كما تحدثنا عن أعراضها وعلاجها –في مقالة التكميم – يمكن اكتشافها بدقة، وفي توقيت مناسب، وعلاجها بسلام وأمان؛ طالما تم ذلك بمعرفة فريق متخصص، وفي مركز عالي التجهيز.

أما المضاعفات الأقل خطورة:
– فتتمثل في حدوث قيء أو إمساك.
– وكذلك حدوث ما يسمى “الإغراق”، وهي ترجمة كلمة Dumping، والمقصود بها حدوث إحساس بالهبوط والدوخة والعرق وزيادة نبضات القلب خاصة بعد شرب سوائل عالية السكر بسرعة.
– وأيضا حدوث انتفاخات وغازات وزيادة في حجم البراز، سوء رائحته.

وهناك بعض المضاعفات التي قد تحدث متأخرة بعض الشيء في حوالي 5% من المرضى وهي:
– حدوث ارتجاع للسائل المراري في المعدة، مما قد يسبب آلاما أو حموضة أو التهابات في المريء.
– أو حدوث انسداد معوي بسبب حدوث التصاقات.

لذا ننصح دائما المريض الذي أجريت له أية جراحة لعلاج السمنة – وخاصة تحويل المسار – أن يقوم بالمتابعات الدورية مع طبيبه المتخصص ويأخذ أي شكوى مرضية طارئة قد تحدث له بعد إجرائه للعملية بجدية واهتمام؛ فلا يتكاسل عن الذهاب إلى الطبيب أو المستشفى، وأن يُعلم من يفحصه من الأطباء بعمليته الجراحية السابقة حتى يدرك الطبيب أسباب هذه الشكوى الطارئة، والتي قد لا تحدث في أي مريض لم يجر عملية لجراحة السمنة.

  • أما لماذا قلت: هي الأكثر فاعلية ولكن؟

لأن سوء الامتصاص الذي يحدث بالنسبة للبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات – مثل الحديد والكالسيوم وفيتامين ب المركب – قد يؤدي إلى نقصها نقصا شديدا، مما يسبب العديد من الشكاوى والأمراض، والتي قد تأخذ شهورا أو سنوات حتى تظهر – وأهمها الهزال وآلام العظام وعدم التركيز والنسيان والتنميل والأنيميا – والتي تمنع تحقيق الهدف الأكبر من فقدان الوزن الزائد ألا وهو الحياة الصحية السعيدة.

يبقى رسالة أخيرة: كل جراحات المناظير لا تعمل بذاتها، ولا تقدم شهادة ضمان للمريض أنه سيظل ينعم بوزن مناسب دون أن يغير نمط حياته بتغيير عاداته الصحية الغذائية، وحرصه على برامج رياضية مناسبة لبناء عضلاته لتحقيق سعادة روحه وجسده.

إغلاق