العظام
هل يعاني طفلكم من “تقوس الساقين”؟ إليكم الحل!
تقوس الساقين أو كساح الأطفال أو الرخد أو لين العظام في الأطفال هو مرض يصيب الأطفال نتيجة خلل في ترسيب معادن العظام كالكالسيوم والفوسفور أثناء مرحلة النمو، ونتيجة لذلك تصبح العظام هشة سهلة الكسر وذات إنحناءات وتشوهات شكلية، ويمكن للرخد أن يصيب الكبار، ويسمى عندها: تلين العظام، فما هو هذا المرض؟ وكيف يمكن التعامل معه بشكل صحيح؟
إنتشار “تقوس الساقين”:
الأكثر عرضة للإصابة بمرض الرخد أو تقوس الساقين (لين العظام في الأطفال) هم:-
- الأطفال الرضع الذين يرضعون طبيعياً من ثدي أمهاتهم ولا يتعرضون لأشعة الشمس هم ولا أمهاتهم.
- الأطفال الذين لا يشربون اللبن، مثل أولئك الذين لديهم حساسية من اللاكتوز.
- إذا كانت الأم تعاني من إنخفاض مستويات فيتامين د أثناء الحمل، قد يصيب طفلها الرضيع لين العظام عند الولادة، وهذا غالبا ما يشار إلى أنه لين عظام خلقي.
- الأطفال الأكثر عرضة هم من سن 6 شهور إلى 24 شهور، والسبب وراء التغير أو النقصان في مستويات الكالسيوم أو فيتامين دال هو في الأساس إما خلل في الجهاز الكلوي أو نقصان مستوى المعادن في الغذاء.
أسباب المرض:
وهناك أسباب أخرى لمرض لين العظام غير الخلل في وظيفة فيتامين د أو تصنيعه، منها أمراض الكبد أو الكلى المزمنة ومشاكل الدم وحالات الإسهال المزمنة وحالات خلل الإمتصاص من الأمعاء الدقيقة وإستخدام بعض الأدوية لفترات طويلة كبعض الأدوية المستخدمة لعلاج حالات الصرع.
ويمكن أيضاً أن يحدث مرض لين العظام لأسباب وأمراض وراثية كتلك التي تؤثر على الكلى منقصة نشاط إنزيماتها اللازمة لعمل فيتامين د أو مضعفة قدرتها على حفظ أملاح الفوسفات في الجسم.
أهم المصادر الطبيعية لفيتامين د:
- أهم المصادر الطبيعية لفيتامين د هو تصنيعه من الكولسترول في الجلد بعد تعرضه لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
- وأهم مصادره الغذائية هو الحليب ومشتقاته كاللبن والجبن والقشدة والزبدة ويوجد أيضاً في البيض وزيت السمك والكبد وأطعمة أخرى متعددة.
السبب الرئيسي لنقص فيتامين د:
إن السبب الرئيسي لنقص فيتامين د هو قلة التعرض لأشعة الشمس بالإضافة إلى قلة تناول الأغذية التي تحتوي على هذا الفيتامين، ويتعرض الأشخاص ذوو البشرة الداكنة لنقص فيتامين د أكثر من غيرهم لإحتياجهم لإمتصاص كمية أكبر من أشعة الشمس لتكوين الفيتامين.
كما يزداد شيوع المرض في المناطق الباردة غير المشمسة، ويتعرض الأطفال الخدج لأعراض مبكرة للمرض لأن الجزء الأكبر من تكوين عظام الجنين يتم في المرحلة الأخيرة من الحمل ولأزدياد حاجاتهم للتعويض نتيجة لسرعة النمو.
أعراض المرض:
يزداد شيوع مرض لين العظام في السنتين الأولى والثانية من عمر الطفل وتظهر الأعراض بعد نقص فيتامين د لعدة أشهر وتزداد شدة أعراض المرض مع تأخر علاج الحالة أو حسب مصاحبته لمسببات مرضية أخرى، وأهم أعراض المرض كما يلي:
- الرأس: غالبا ما يحدث رخاوة في المناطق المجاورة لمفاصل الجمجمة وإستمرار إتساع منطقة اليافوخ مع إزدياد حجم الرأس وبروز الجبهة وتغير شكلها الدائري وتأخر أو عدم ظهور الأسنان أو تشوهها يعتبر عرض مشهور أيضا.
- الصدر: ظهور نتوءات على شكل مسبحة في أطراف الأضلاع عند إتصال الغضاريف بالعظام، وأيضا وجود بروز عظام الصدر إلى الأمام لتعطي شكلاً شبيها بصدر الحمام وهو ما يسمى بالصدر الجؤجؤي، ووجود تقعر في الجزء السفلي من الصدر على إمتداد إرتباط الحجاب الحاجز بجدار الصدر من الداخل ويسمى تقعر أو أخدود هاريسون، وهاريسون هو الطبيب البريطانى الذي وصف هذا الأخدود.
- العمود الفقري: قد يتعرض العمود الفقري إلى إنحناءات جانبية أو أمامية غير طبيعية.
- الحوض: يتأخر نمو عظام الحوض مع حدوث تشوهات متنوعة.
- الأطراف: تتضخم نهايات عظام الأطراف حول الرسغ والكاحل مع وجود إنحناءات في العظام الطويلة للأطراف العلوية والسفلية تظهر بشكل أوضح في تقوس الساقين أو تلامس الركبتين وقد تؤدي هذه التشوهات في العمود الفقري والأطراف السفلية إلى قصر القامة.
- الأربطة: تتعرض أربطة المفاصل إلى إرتخاءات وليونة.
- العضلات: يؤدي هذا المرض إلى تأخر نمو العضلات وضعف عام وإلى تأخر النمو العضلي لدى الطفل بحيث يتأخر الطفل في الزحف والحبو والجلوس والوقوف والمشي.
- أعراض أخرى: نتيجة سوء التغذية تصاحب المرض أعراض أخرى كفقر الدم وأمراض نقص الفيتامينات أو المواد الغذائية الأخرى كما تزداد نسبة الإصابة بالأمراض الصدرية.
العلاج:
في حالات نقص فيتامين د نتيجة نقص التغذية أو قلة التعرض للشمس يتم علاج المرض بتعويض الفيتامين عن طريق الفم لعدة أسابيع تحت إشراف الطبيب، فيتحسن شكل تشوهات العظام ولكن الحالات المتطورة قد تسبب تشوهات عظمية مزمنة وينبغي علاج التشنجات نتيجة نقص أملاح الكالسيوم، كحالات إسعافية نلجأ لتعويض أملاح الكالسيوم مع ملاحظة دقيقة وتحاليل دم متكررة لمعرفة نسبة الأملاح.
أما الأسباب الأخرى لمرض لين العظام وهي أقل شيوعاً فيتم علاجها تحت رعاية طبية متواصلة، حيث يحتاج المريض إلى تعويض دائم لفيتامين د ويحتاج إلى تعويض دائم لأملاح الكالسيوم والفوسفات وإلى علاج المضاعفات الأخرى المصاحبة للمرض المسبب.
الوقاية خير من العلاج:
وهنا عدة نصائح لمنع هذا المرض:
أولا :ينصح بالتعرض لأشعة الشمس المباشرة على فترات متكررة أثناء إعتدال حرارة الشمس في بداية النهار أو نهايته.
ثانياً: الغذاء الصحي المتوازن الذي يحتوي على كمية كافية من فيتامين د.
ثالثاً: أخذ الفيتامينات والغذاء المناسب من قبل النساء أثناء فترة الحمل لمنع حدوث المرض لدى المواليد.
رابعاً: بداية الغذاء الإضافي للطفل من غير الحليب في العمر المحدد وإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فيجب إضافة الفيتامينات حسب إرشادات الطبيب وخصوصاً للأمهات اللاتي يعانين من نقص أملاح الكالسيوم أو فيتامين د.
خامساً: المتابعة الصحية المتواصلة عند إكتشاف المرض أو مسبباته لمنع مضاعفات المرض أو مضاعفات مسببات المرض الأخرى.