أخبار
يحدث في ثلث المباريات.. ارتجاج الدماغ ما هو؟ وكيف يمكن التعامل معه؟
ارتجاج الدماغ من الإصابات الشائعة جدا بمختلف الرياضات ولدى جميع اللاعبين من كافة الدرجات، ووفقا لما نشره الفيفا فإن إصابة في الدماغ تحدث في واحدة من كل 3 مباريات.
في مناسبات مثل كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، التي بدأت أدوارها التمهيدية يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ومع الحماس والتنافس بين الفرق المختلفة على الصعود للأدوار التالية، تكثر حوادث اصطدام رؤوس اللاعبين بعضهم بعضا، أو ارتطام الكرة بعنف وقوة برؤوسهم، مما يمكن أن يؤدي إلى حدوث ما يعرف باسم “ارتجاج الدماغ”.
الارتجاج.. ما هو؟
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention)، فإن ارتجاج الدماغ هو نوع من إصابات الدماغ الرّضيّة (traumatic brain injuries).
هذه الإصابة تجعل الدماغ يتحرك في اتجاه ويرجع إلى الاتجاه الآخر بسرعة، الأمر الذي يسبب ارتدادا أو انحرافا للدماغ نحو الجمجمة، ومن ثم تحدث فيه تغيرات كيميائية، وربما تمدد أو تدمير لخلاياه.
في الرياضة قد يحدث الارتجاج نتيجة لتعرض اللاعب لضربة على الرأس أو الوجه أو العنق، أو ضربة في أي مكان آخر من الجسم قوية بما يكفي لتنتقل الإصابة إلى الدماغ.
ويعد ارتجاج الدماغ من الإصابات الشائعة جدا في مختلف أنواع الرياضات ولدى جميع اللاعبين من كافة الدرجات، ووفقا لما نشره الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” (FIFA)، فإن إصابة في الدماغ تحدث في مباراة من كل 3 مباريات.
يُحدث ارتجاج الدماغ طيفا واسعا من الأعراض التي قد تظهر مباشرة أو تتأخر لعدة أيام بعد الإصابة، الأمر الذي يشكل صعوبة في اتخاذ قرار متابعة اللاعب للمباراة أو الموعد المناسب لعودته للملعب.
وقد تكون الأعراض فيزيائية مثل الشعور بالدوار أو الصداع أو الغثيان، أو ذهنية مثل فقدان الذاكرة أو عدم القدرة على الكلام والتواصل أو الاكتئاب. وقد تختفي الأعراض من تلقاء نفسها، وقد تستمر لعدة دقائق أو إلى عدة أيام في بعض الأحيان.
الفحص الأولي والتشخيص والمتابعة
وفقا للفيفا فإنه يتم فحص اللاعبين قبل بدء الموسم لتقييمهم بشكل أولي والرجوع إلى المعلومات المسجلة عن اللاعب في حال حدوث ارتجاج له. بعد حدوث الضربة، توصي الفيفا باتباع خطة من 8 مراحل في الـ72 ساعة اللاحقة للضربة، تبدأ من متابعة الفريق الطبي لمجريات المباراة بدقة لاكتشاف الإصابات المحتملة، والتي غالبا ما تحدث أثناء المبارزات الهوائية بين اللاعبين.
ويقوم الفريق الطبي بالبحث عن أي مؤشرات لحدوث فقدان للتوازن أو الوعي، ويتم ذلك بالملاحظة المباشرة للاعب أو بمراجعة فيديو المباراة فورا إن أمكن ذلك.
بعد ذلك يقوم الفريق الطبي بفحص اللاعب واتخاذ القرار بشأن حالته، في حين قد يتم نقل اللاعب خارج الملعب لمتابعة فحصه بهدوء، أو يتم تحويله للمستشفى، أو قد يحتاج إلى تدخل طارئ. وبعد نقل اللاعب إلى خارج الملعب، يتم فحصه بعناية لتمييز الإشارات الحمراء (العلامات الخطيرة) أو البرتقالية (الأقل خطورة والتي قد تتحول لخطرة).
إذا لم تظهر أي مؤشرات حمراء أو برتقالية على اللاعب، تتم إعادته إلى الملعب ويقوم الفريق الطبي بمتابعته طوال المباراة لرصد ظهور أعراض متأخرة. وأما في حال ظهور أي مؤشرات حمراء أو برتقالية، فيتم نقل اللاعب إلى الغرفة الطبية ليتم استكمال فحصه.
المتابعات يخضع لها جميع اللاعبين الذين حدثت لهم ضربات أثناء اللعب خلال الـ24 ساعة اللاحقة للمباراة. وتتم أيضا إعادة فحص اللاعبين خلال الـ72 ساعة اللاحقة.
ويحق للاعبين الذين تابعوا اللعب بعد إصابتهم، أو عادوا له بعد استكمال فحصهم، أن يشاركوا في المباريات اللاحقة إذا لم تظهر لديهم أي أعراض خلال فترة المتابعة. في حين يتوجب على اللاعبين الذين تعرضوا لضربات وظهرت لديهم أي مؤشرات برتقالية أو حمراء، أن يعودوا وفقا لبرنامج تدريجي يبدأ فور اختفاء الأعراض.
برنامج العودة التدريجي لكرة القدم
وتُجمع التوصيات الحالية على أن اللاعبين الذين من المحتمل أن يكونوا قد تعرضوا لارتجاج في الدماغ عليهم أن يأخذوا قسطا من الراحة الذهنية والجسدية لمدة تتراوح بين 24 و48 ساعة، وبعد ذلك يتم إخضاعهم لتمارين لياقة خفيفة، ثم تتم زيادة حدة التمرينات في خطة من 6 مراحل تشمل: تمرينات اللياقة البدنية (من الهوائية إلى اللاهوائية، تمارين من دون مقاومة إلى تمارين مقاومة)، وتمارين كرة القدم (من الأبسط للأعقد)، وتمارين قد يحدث فيها احتكاك بالآخرين (من اللعب الفردي إلى اللعب مع فريق، ومن عدم التلامس إلى التلامس التام)، والتأثير على الرأس (من دون ضربات رأسية إلى ضربات رأسية).
كل مرحلة من تلك المراحل يجب أن تشمل جلسة تدريبية واحدة على الأقل، ومراقبة الأعراض لمدة 24 ساعة كحد أدنى. وإذا حدث للاعب أي تدهور يتم إعطاؤه استراحة حتى تزول الأعراض.