قالت صحيفة “ديلى ميل “فى تقرير لها اليوم الاثنين: إن السير “الكسندر فليمنج”، مكتشف البنسلين حذر من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية فى عام 1928، وتوقع بالفعل مخاطرها.
وأضافت الصحيفة “كان الدكتور ويليام فرانكلاند، وهو مختص فى علم المناعة فى بريطانيا، تلميذا للسير فليمنج فى عام 1936، ثم مساعدا سريريا فى مستشفى سانت مارى بين عامى 1953 و1955، وقد تم تصويره بعد تعيينه ضابطا من بعد حصوله على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) فى قصر باكنجهام فى عام 2015.
كان ويليام فرانكلاند، 106 أعوام، طالباً ومساعداً لاحقاً لسير فليمنج، مشيرا إلى أنه إذا كان السير فليمنج على قيد الحياة، سيقول “أعرف أن هذا سيحدث” مضيفا أن السير ألكسندر فليمنج توقع زيادة مقاومة المضادات الحيوية بعد سنوات قليلة من اكتشافه للبنسلين.
وقال ويليام بيل فرانكلاند، 106 عاما، إنه إذا كان عالم الصيدلة الأسطورى مازال حيا، فسيقول: “هذا ما كنت أعرف أنه سيحدث”.
يدعى الدكتور فرانكلاند، وهو عالم مناعة بريطانى، أن السير فليمنج قد قام بتحذيره فى عام 1936، عندما كان طالباً فى محاضراته.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان اكتشاف السير فليمنج للبنسلين فى عام 1928 بمثابة بداية للمضادات الحيوية الحديثة.
وحذر فى السنوات التى تلت اكتشافه من أن أى شخص يصف البنسلين دون تفكير، والذى سيكون مسئولا عن “موت الإنسان”.
وقال الدكتور فرانكلاند، وهو أكبر خريج من جامعة إمبريال كوليدج فى لندن، إن البكتيريا ذكية جدا، وسوف تشكل بعض البكتيريا مقاومة للبنسلين، مضيفا أنه كان ذلك فى عام 1936، لذلك كان يتوقع بالفعل ما هو يمثل الآن مصدر قلق كبير، من مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية.
كان السير فليمنج يستعرض إنجازاته العلمية فى عام 1944، وكان يُنظر إليه على أنه أحد أهم الأشخاص فى القرن العشرين.
وقال فى تصريحاته الكثيرة فى جميع أنحاء العالم، إن السير فليمنج بدأ تحذيرات مماثلة، فى محاضرة نوبل عام 1945، وأشار إلى “الجرأة” من قبل أفراد جهلة من الجمهور لاستخدام المضادات الحيوية بشكل عشوائى باعتباره خطرا كبيرا يهدد البشرية، مضيفا أنه فى مقال فى صحيفة نيويورك تايمز، قال: “إن الميكروبات تعلمت كيفية مقاومة البنسلين، وهناك مجموعة من الكائنات السريعة التى تقاوم المضادات الحيوية، وفى مثل هذه الحالات، الشخص العبثى الذى يلعب بالبنسلين، والمسؤول أخلاقيا عن وفاة الرجل الذى يستسلم أخيرًا للعدوى بالبكتيريا المقاومة للبنسلين، آمل أن يتم تجنب هذا الشر “.
ويردد خبراء الصحة هذه التصريحات اليوم، حيث إن مقاومة المضادات الحيوية هى واحدة من أكبر التهديدات للبشرية.
ووفقا لما أعلنته منظمة الصحة العالمية (WHO) فان مقاومة المضادات الحيوية تحدث بشكل طبيعى، لكن إساءة استخدام المضادات الحيوية فى البشر والحيوانات تسرع من تفاقم هذه المشكلة، وتزيد من خطورتها.
وقال التقرير إن منظمة الصحة العالمية ترجع العدد المتزايد من الإصابات التى تزداد صعوبة فى علاجها بسبب مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، بما فى ذلك الالتهاب الرئوى، والسل، والسيلان.
وقالت صحيفة “ديلى ميل”، عمل الدكتور فرانكلاند مع الدكتور فليمنج كمساعد إكلينيكى فى مستشفى سانت مارى فى وسط لندن بين عامى 1953 و1955، حسبما ذكرت صحيفة التايمز.
وعلى الرغم من كونه 106 عاما، يخطط لنشر ورقة أخرى فى العام المقبل والتى ستنظر فى تاريخ العفن، وكيف عرف السير فليمنج البنسلين.
يذكر أن الدكتور فرانكلين، كان قد طلب من صدام حسين بالتوقف عن التدخين فى السبعينيات من القرن الماضى.
ما لا تعرفه عن مكتشف البنسلين؟
ولد السير ألكسندر فليمنج فى لوشفيلد بالقرب من دارفيل فى أيرشاير، أسكتلندا فى 6 أغسطس، 1881.
أمضى أربع سنوات فى مكتب الشحن قبل الدخول إلى مدرسة سانت مارى الطبية بجامعة لندن، تأهل بامتياز فى عام 1906 وبدأ البحث فى سانت مارى تحت إشراف السير المروث رايت، وهو رائد فى علاج اللقاح.
خدم طوال الحرب العالمية الأولى كقائد في الجيش الطبي ، وفي عام 1918 عاد إلى سانت ماري.
انتخب أستاذًا للمدرسة في عام 1928وأستاذًا متفرغًا في علم الجراثيم بجامعة لندن عام 1948. وانتخب زميلاً للجمعية الملكية عام 1943وحصل على لقب فارس عام 1944.
كتب السير ألكسندر العديد من الأبحاث حول علم الجراثيم، والمناعة، والعلاج الكيماوى، بما في ذلك الأوصاف الأصلية للبنسلين. وتوفى الدكتور فليمينج فى 11مارس عام 1955 ودفن فى كاتدرائية القديس بولس.