إدارة الغذاء والدواء الأمريكية توافق على أول علاج مناعي كيميائي لعلاج سرطان الثدي، ثلاثي السلبية.
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أول توليفة من العلاج المناعي الكيميائي، خاصة بعلاج سرطان الثدي، بعد أن شكّل العلاج المناعي أداة فعّالة استطاعت إحداث التغيير في طريقة علاج عدد من أمراض السرطان، كسرطان الجلد وسرطان الرئة وسرطان المثانة. ويتألف العلاج المركّب من عقار “أتيزوليزوماب” للعلاج المناعي، وعقار “ناباكليتاكسل” للعلاج الكيميائي.
خيار ملائم للسرطان ثلاثي السلبية
هذا العلاج الجديد “خيار مناسب” لبعض النساء اللواتي يتمّ تشخيص إصاباتهنّ بسرطان ثدي “ثلاثي السلبية”، يقول الدكتور جيم أبراهام، طبيب الأورام في مستشفى كليفلاند كلينك، أحد أبرز المستشفيات في معالجة أمراض السرطان بالولايات المتحدة.
مؤكّداً أنه “ليس مناسبًا لجميع الحالات المرضية”، ومتابعًا: “هذا العلاج مخصّص لحالات معينة من مرضى سرطان الثدي المتقدّم أو النقيلي، الذي ينتقل وينتشر فيه المرض من الثدي إلى جزء، أو أجزاء أخرى من الجسم، وهو مناسب بالتحديد لعلاج سرطان الثدي ثلاثي السلبية”.
ويتم تشخيص حوالى 15 بالمئة من حالات الإصابة بسرطان الثدي، بأنها ثلاثية السلبية، وهي شكل عدواني من المرض لا يستجيب استجابة جيدة للعلاجات التقليدية.
وتأتي موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، بعد أن أظهرت الأبحاث الحديثة أنّ هذه التركيبة المحددة من العلاجين المناعيوالكيميائي، يمكن أن تكون فعّالة في الحدّ من انتشار المرحلة الرابعة من سرطان الثدي ثلاثي السلبية، ما يساعد النساء على العيش لفترة أطول بلا سرطان.
آلية عمل العلاج الجديد
ينشّط العلاج المناعي خلايا المناعة في الجسم ويحفّزها على مهاجمة الخلايا السرطانية. ومن المرجح أن يتم تشخيص سرطان الثدي ثلاثي السلبية لدى النساء اللواتي تقلّ أعمارهنّ عن 50 عامًا، ولا سيما لدى النساء الأميركيات من أصول أفريقية، أكثر من غيرهنّ من النساء.
وأعرب الدكتور أبراهام عن أمله في أن يؤدّي التقدّم في تطوير العلاجات المناعية إلى إتاحة مزيد من خيارات العلاج لأنواع أخرى من سرطان الثدي في المستقبل، موضحًا أنّ التركيبة العلاجية التي نالت اعتماد السلطات الأمريكية، “خطوة واحدة تخصّ هذه المجموعة من المرضى، إلّا أننا متفائلون في إمكان أن يصبح العلاج المناعي خيارًا علاجيًّا لمجموعة أوسع من المرضى في الأيام المقبلة”.
وأشار الطبيب المختص في علاج الأورام إلى أنّ الأبحاث الطبية التي يمكن أن تؤدي إلى إتاحة مزيد من خيارات العلاج، “لن يُكتب لها النجاح ما لم يُتح لها أشخاص راغبون في المشاركة بالتجارب السريرية المرتبطة بها”، مُبديًا إعجابه بالمرضى الذين يلتحقون بالتجارب السريرية، وانتهى إلى القول: “استطعنا إحراز هذا الإنجاز من جرّاء موافقة مجموعة من المرضى على المشاركة في تجربة سريرية، لذلك نحن بحاجة إلى الاستمرار في طرح الأسئلة ومواصلة إجراء التجارب السريرية، عبر التفاعل البنّاء والمشاركة الفعّالة من المرضى”.