الاذن والانف والحنجرةسلايد 1منتجعات علاجية

التهابات الفم، البلعوم واللوزتين

الالتهابات في الفم والبلعوم قد تنجم عن فيروسات، جراثيم أو فطريات. بعضها ينجم عن ملوثات تتواجد بشكل دائم في تجويف الفم والبلعوم، وبعضها الآخر ينجم عن ملوثات تصل عن طريق الهواء. وتنبغي الإشارة هنا إلى أن بعض هذه التلوثات / الالتهابات يدعى، خطأ،  “التهابات الحلق”.

الالتهابات التي تسببها الفيروسات
هي الالتهابات الأكثر شيوعا في الفم والبلعوم. الأعراض النموذجية المميزة لهذا النوع من الالتهابات هي: الألم، صعوبة البلع، الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم) واحمرار الحلق. في الغالب، لا تظهر نضحة (Exudate) (مسحة بلون أبيض – رمادي فاتح) على سطح اللوزتين. قد تكون هناك أعراض إضافية أخرى، مثل: سيلان الأنف، السعال، التهاب الملتحمتين والإسهال. على الرغم من أن أعراض العدوى الفيروسية مميزة ومعروفة، إلا انه من الصعب، أحياناً، التمييز المؤكد بينها وبين العدوى الجرثومية (البكتيرية) من خلال الأعراض السريرية فقط، مما يستوجب إجراء اختبارات إضافية لتحديد التشخيص النهائي (أنظر أدناه عن الالتهابات التي تسببها الجراثيم). علاج العدوى الفيروسية هو عبارة عن علاج داعم يتمثل في: خفض درجة الحرارة، إعطاء مسكنات الآلام وإعطاء السوائل في حالات التجفاف (Dehydration). يمكن المعالجة بواسطة المضادات الحيوية (Antibiotics) إذا كانت هنالك عدوى ثانوية تسببها البكتيريا.

– الذباح الهربسي (Herpangina): هو التهاب تسببه الفيروسة الكوكساكية (Coxsackievirus). يتميز هذا الالتهاب بألم في الحلق، بارتفاع درجة حرارة الجسم وبتكوّن نفطات (Blisters) صغيرة حمراء اللون، وكذلك بتقرحات (Ulceration) في الحنك، في البلعوم وعلى اللوزتين. العلاج لهذا الالتهاب هو علاج داعم.

– هربس الأغشية المخاطية في الفم واللثة (Herpes): هو التهاب يسببه فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex). وهو أكثر شيوعا لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 – 3 سنوات. أعراضه: الألم، صعوبة البلع ، الإلعاب (سيلان اللعاب)، الحمى ، تكوّن نفطات في الأغشية المخاطية في الفم، الفكين واللثة. مع مرور الوقت تتحول هذه النفطات إلى قرحات مؤلمة. أحيانا، تظهر النفطات، أيضا، على الشفتين، الذقن والخدين. يتم تحديد التشخيص في هذه الحالة من خلال الأعراض السريرية، إضافة إلى استنبات (Culture) مسحة من مكان الإصابة بغية تشخيص وتحديد الفيروس المسبب. يتضمن العلاج إعطاء أسيكلوفير (Acyclovir)، سوية مع علاج داعم.

-كثرة الوحيدات العدوائية (Mononucleosis syndrome): هو التهاب يسببه فيروس إبشتاين – بار (Epstein – Barrvirus – EBV ). هذا الالتهاب شائع، بشكل خاص، في سن المراهقة. أعراضه: الحمى الشديدة، ألم في الحلق، ألم وصعوبة في البلع، تضخم اللوزتين اللتين تنمو على سطحهما طبقة ذات لون رمادي – أبيض، وكذلك نزف قليل من الغشاء المخاطي في الحنك. قد يكون هذا المرض مصحوبا بتضخم حجم الغدد الليمفاوية، تضخم الطحال والكبد واضطراب في الأداء الوظيفي للكبد. يتم التشخيص اعتمادا على الأعراض السريرية وعلى فحص دم لاختبار الأجسام المضادة (Antibodies) للفيروس. يمكن الشفاء من هذا المرض تدريجيا، وقد يستغرق الأمر بضعة أسابيع. العلاج لهذه الحالة هو علاج داعم.

– التهابات (تلوثات) تسببها الجراثيم: الالتهاب الجرثومي الأكثر شيوعا في الفم والبلعوم هو الذي تسببه الجرثومة العقدية بيتا الحالة للدم من المجموعة أ (Streptococcus beta hemolyticus – A). في الماضي كانت التهابات البلعوم الشائعة هي تلك التي تسببها جراثيم الخناق / الدفيتريا (Diphtheria)، السفلس / الزهري (Syphilis) والسيلان (Gonorrhea). أما اليوم فهذه الالتهابات نادرة جدا.

  • التهاب البلعوم الناجم عن الجرثومة العقدية بيتا الحالة للدم (Angina): هو التهاب في اللوزتين والبلعوم تسببه الجرثومة العقدية بيتا الحالة للدم من المجموعة أ (Streptococcus beta hemolyticus – A). من أعراضه: التهاب الحلق، ألم وصعوبة في البلع، حمى فوق 38،3 درجة مئوية، نضحة في اللوزتين أو البلعوم ، وتضخم العقد اللمفاوية في الرقبة. تحدث معظم هذه الإصابات لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 – 6 سنوات. يتم التشخيص طبقا للأعراض السريرية واعتمادا على فحص مسحة سريع لتحديد نوع الجرثومة.

المضاعفات المحتملة لالتهاب البلعوم من جراء جرثومة العقدية الانحلالية بيتا هي: الحمى الروماتزمية، التي تسبب أضرارا للمفاصل والقلب، التهاب الكلى (Post streptococcal glomerulonephritis) الذي قد يؤدي إلى فشل كلوي، أو حمى القرمزية (Scarlet fever) التي تتميز باحمرار وطفح على اللسان، خراج حول اللوزتين وخراج في منطقة عميقة من الرقبة.

علاج الالتهاب من هذا النوع يشمل المضادات الحيوية من عائلة البنسلينات (Penicillinse) أو من عائلة السيفالوسبورينات (Cephalosporins). عندما تكون لدى المريض أرجية (حساسية – Allergy) للبنسلين تتم معالجة المريض بالمضاد الحيوي أريثروميسين (Erytromycin) أو كلينداميسين (Clindamycin).

العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة يقصّر من مدة المرض ويقلل من معاناة المرضى، بالإضافة الى انه يقلل من إمكانية تكون خراجات أو نشوء التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis). يمكن بدء العلاج بالمضادات الحيوية حتى تسعة أيام منذ بدء ظهور الأعراض، في محاولة لمنع تطور التهاب المفاصل الروماتويدي. من المهم أن يتم استكمال الجرعة العلاجية لمنع تكرار العدوى ولمنع ظهور مضاعفات الالتهاب. بالإضافة إلى العلاج بالمضادات الحيوية، يعطى، أيضا، علاج داعم.

حامل (ناقل) الجرثومة هو أي شخص أظهر فحص مسحة الحلق وجود الجرثومة فيه، لكن دون أن تظهر لديه أعراض التهاب اللوزتين، ودون أن يظهر لديه ارتفاع في عدد الأجسام المضادة للجرثومة في الدم. عادة، ليس هنالك حاجة لمعالجة لحاملي الجرثومة، إلا إذا كانوا يعيشون بالقرب من اأشخاص يعانون من التهابات متكررة في اللوزتين جراء البكتيريا العقدية، أو يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي.

التهابات تسببها الفطريات:
داء المبيضات (Candidiasis) في الفم : هو تلوث ناجم عن عدوى فطر المبيضات (Candida). تظهر العدوى عادةً لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو المرضى الذين تتم معالجتهم بالمضادات الحيوية لفترات طويلة ومتواصلة. يتميز هذا التلوث بالنضحات البيضاء على الأغشية المخاطية في الفم والبلعوم. عند خدش هذه النضحات البيضاء تظهر الأغشية المخاطية حمراء اللون ونازفة. يتم تشخيص العدوى عن طريق الفحص السريري: مسحة مباشرة من سطح الحلق واستنبات من المنطقة المصابة. العلاج يشمل استعمال الأدوية المضادة للفطريات، مثل:  نيستاتين (Nystatin) وفلوكونازول (Fluconazol).

إغلاق