الصحة والجمال

كيف نحمي انفسنا من الالتهاب الرئوي

بروفيسور بشارات:

درهم وقاية خير من قنطار علاج، مع اقتراب فصل الشتاء انصح المعرضين للإصابة بالالتهاب الرئوي بتلقى التطعيم المطلوب لتفادي مضاعفات المرض والتي قد تؤدي الى ال وفاة خاصة عند كبار السن (فوق جيل 65 عاما) وعند من يعانون من الامراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري وغيرها

تشير الأبحاث بشكل واضح الى نجاعة التطعيم وأهميته في الحفاظ على الصحة والحماية من الامراض بما فيها الالتهاب الرئوي القاتل


استعرضت في المقال السابق قناعاتي لضرورة التطعيم ضد مرض الانفلونزا وقد تلقيت ردود فعل مشجعة لكتابة المزيد من النصائح الطبية والتي تهدف الى تحسين صحة المجتمع العربي. اخترت في هذا المقال أن أكتب عن الالتهاب الرئوي والذي عادة لا يفرق الانسان العادي بينه وبين الانفونزا المعروفة وبالتالي قد يصل الى وضع صحي سيئ. البشرى السارة هي اننا نستطيع ان نحمي انفسنا من الالتهاب الرئوي اذا ما التزمنا بالتعليمات التي سوف استعرضها وأيضا اذا تلقينا التطعيم المطلوب في الوقت المناسب.

بروفيسور بشارة بشارات

بداية، الالتهاب الرئوي هو من الالتهابات الخطيرة والتي قد تهدد ال حياة إذا لم يتم علاجها بالشكل الصحيح، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن ولدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وامراض الرئتين وهي تسبب 2.2% من نسبة الوفايات في البلاد بحسب معطيات وزارة الصحة ومن اعراضها انها تسبب اوجاعا في الصدر وصعوبة في التنفس وارتفاعا على درجة حرارة الجسم والارهاق والوهن وعادة ما يستمر الاتهاب لعدد من الاسابيع الطويلة كما وأنه من الممكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي الى تعقيدات خطيرة تتطلب رقودا في المشفى وفي بعض الحالات من الممكن أن يستغرق العلاج اشهر طويلة وتؤدي الى الموت .

تزداد حالات الإصابة بالتهاب الرئة في فصل الشتاء ، بسبب ضعف المناعة بشكل عام نتيجة أمراض أخرى مثل الانفلونزا وغيرها من الامراض التي تضعف المناعة عند المرضى المزمنين لكن الالتهاب الرئوي يختلف عن الانفلونزا. حيث يصيب فيروس الانفلونزا بشكل عام جهاز التنفس الأعلى وعوارضه خفيفة نسبيا ولكن عندما يدخل الفيروس الى الرئتين يسبب التهابا للرئتين وخاصة لدى الفئات التي تعاني من الامراض المزمنة مثل أمراض القلب، الانسداد الرئوي الحاد، مرضى السكري، ضغط الدم وأمراض الكلى ولدى المسنين من هم فوق 65 عاما.
من أجل المحافظة على صحتنا، ننصح الجمهور بأخذ الاحتياطات اللازمة والقيام بعدة خطوات أساسية للتقليل من العدوى.
1. غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات خلال اليوم، قبل الاكل وقبل التعامل مع الغذاء وبعد الخروج من الحمام.
2. تغطية الفم والأنف خلال العطس والسعال.
3. الالتزام بالبيت عندما تشعرون بوعكة صحية والمحافظة على مسافة من المعافين والراحة والنوم وشرب الكثير من السوائل
4. المحافظة على نمط حياة صحي وتغذية سليمة والاقلاع عن التدخين والامتناع عن التدخين السلبي ( عدم التواجد بين اشخاص مدخنين ). ويعتبر النيكوتين، الناتج عن السجائر، جسما غريبا يؤدي إلى إضعاف جهاز المناعة عند الإنسان وجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
أثبتت الأبحاث مدى أهمية ونجاعة التطعيم، وتأثيره إيجابيًا على صحة المجتمع. فقد أظهرت الإحصائيات في اسرائيل، أنه في السنوات الأخيرة، انخفضت نسبة المرضى البالغين الذين اضطروا للمكوث في المستشفى بسبب أمراض الشتاء مثل الانفلونزا والالتهاب الرئوي بـنسبة تصل الى 70% كنتيجة لتلقي التطعيمات، كما وكلما تلقّت نسبة أكثر من الناس التطعيم قلت نسبة تفاقم المرض. إضافة الى ذلك، فإنه وبحسب أبحاث أخرى أجريت، تبين أن تلقي كبار السن للتطعيم، يقلل الوفاة بنسبة 50%، قد يكون للتطعيم ا مضاعفات خفيفة او عوارض جانبية كالشعور بالحرارة ولكن أضرار المرض ومضاعفاته أكبر بكثير وقد تشكل خطورة على حياة المرضى وهو يخدم لسنوات طويلة . فلنأخذ المبادرة والمسؤولية على أنفسنا لنجعل من حياتنا وحياة عائلاتنا صحيّة أكثر، فإن قرار تلقي التطعيم، يحمينا وعائلاتنا على حد سواء، ويمنحنا امكانية التمتع بموسم الشتاء بوفرته وبركاته، بدل ان نلتزم الفراش، ونعدي الاخرين. اتمنى تجاوب الجمهور مع هذا النداء ليكون الشتاء القادم أكثر صحة وأقل أمراضا.

 

صحة كل العرب

إغلاق