الصحة والجمال
أسباب كثرة الأمراض في الجسم.
أسباب كثرة الامراض في الجسم قد يكون سببها الالتهاب المزمن، الذي يمكن تلقيبه بـ”القاتل الصامت”. والالتهاب رد فعل طبيعي لنظام المناعة، ولكن عندما يصبح الالتهاب دائمًا، فقد يعزز ظهور أمراض الروماتيزم وأمراض القلب والسرطان وسواها.
اكتشفي في الآتي أسباب كثرة الأمراض في الجسم:
مما لا شك فيه أنّ الالتهاب أكبر عدو لنا. إنه سلاح ذو حدين، قد ينقذ حياتنا أو يجعلنا في حالة مرض خطير. والالتهاب هو هذه العملية الطبيعية التي تسمح لنا التخلص من الغزاة، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات، ولكن يمكن في بعض الحالات أن تعمل ضد أجسامنا وتدخلنا في مرحلة غير طبيعية لأسابيع أو حتى سنوات عدة، أو طوال الحياة. ونحن نتحدث هنا عن الالتهاب المزمن.
لطالما كان الالتهاب المزمن والذي قد يصيب المفاصل والأوعية الدموية، يحظى بالقليل من الاهتمام من قبل المجتمع العلمي، ولكنه أصبح منذ سنوات قليلة مركز العديد من الأبحاث. وبالإضافة إلى الآلام القوية التي يسببها في بعض الأوقات، نحن نعرف الآن أنه قد يعزز ظهور العديد من الأمراض الخطيرة.
ما هي الآليات التي تجعل الالتهاب المزمن محركًا للأمراض الخطيرة؟
في حال الالتهاب المزمن، هناك ظاهرة مرضية تستحكم وتثبت وتسمى التليف أو التصلب. وبالتالي تميل نسبة الكولاجين (وهو بروتين يوجد بشكل طبيعي في أنسجتنا ويعطيها مرونتها) إلى الزيادة في الجسم. وهذه هي الحال على سبيل المثال في مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض شائع من أمراض المناعة الذاتية، لا يقتصر على إصابة المفاصل فقط، وإنما كذلك قد يصيب أجزاءً أخرى من الجسم مثل الرئتين. وهذا الإنتاج المفرط للكولاجين قد يؤدي مع الزمن، إلى خلل أو حتى فقدان العضو المعني لوظيفته.
وتظهر بعض الالتهابات بطريقة منتشرة، على شكل أعراض غير نمطية مثل التعب أو فقر الدم.
من ناحية أخرى، فإنَّ الالتهاب الذي يستمر، قد يزيد عملية التخثر وكذلك الترسب الخلوي للكولسترول، وهذه أسباب تزيد خطر الإصابة بالأمراض أو مشاكل القلب والأوعية الدموية. كما نعرف أيضًا أنَّ الالتهاب المزمن يسهّل تحويل الخلايا الشاذّة أو غير الطبيعية إلى خلايا سرطانية، وقد يلعب الالتهاب دورًا في ظهور أنواع السرطان مثل سرطان الغدد الليمفاوية.
هل بسبب ذلك تسمى هذه الظاهرة بـ”الموت الصامت”؟
تتجلى بعض الالتهابات بطريقة منتشرة من خلال أعراض غير نمطية، مثل التعب أو الأنيميا. وبالتالي يصعب تشخيصها. والالتهاب المزمن للأوعية الدموية الرئيسية مثل الأبهر، قد يستمر إلى فترة طويلة من دون أن يشعر بها الشخص أو يلاحظها حقيقة. ولهذا السبب من المهم جدًّا إيجاد علامات الالتهاب في الدم، وعدم التقليل من شأن هذا العنصر وإيجاد سبب الالتهاب بسرعة، ثمَّ اقتراح العلاج المناسب، سواء كان على شكل مضادات حيوية في حالة الالتهاب أو الكورتيزون، أو أدوية قوية أساسها مضادات الأجسام في حالات أمراض المناعة الذاتية.
ما هي العوامل التي تساهم في حدوث الالتهاب المزمن؟
الاستعداد الوراثي، على سبيل المثال تغيير العامل الوراثي HLA-B27 قد يعزز ظهور أمراض الروماتيزم الالتهابية، والتي منها التهاب الفقار. كما أنَّ التدخين وارتفاع ضغط الدم الشرياني، أو بعض أمراض المناعة الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، على سبيل المثال، تؤدي كذلك إلى حدوث التهاب مزمن، وكذلك السمنة والخمول أو الإجهاد. إضافة إلى ذلك، فإنَّ العوامل البيئية مثل وجود عفن في داخل البيت قد تكون أيضًا سبب الالتهاب المزمن.
الأمعاء أيضًا تلعب دورًا مهمًّا…
بالتأكيد. يجب أن نعرف أنّ مليارات البكتيريا التي تكوّن البيئة النباتية للأمعاء، والتي نسميها الميكروبايت، تعيش على شكل دقيق جدًّا من التعايش مع باقي جسمنا. فإذا حدث خلل في هذا التوازن، قد يحدث الالتهاب أيضًا. وبهذا المعنى، فإننا على قناعة بأنَّ نظامنا الغذائي يلعب دورًا مهمًّا. فمن المعروف أنَّ المواد الكربوهيدراتية التي غالبًا ما نستهلكها بشكل مفرط هي أطعمة مؤيدة للالتهابات. كما أثبت عدد من الدراسات أنها تعزز ظهور أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل أو التصلب اللويحي. كما أنَّ فرط الحساسية، أو عدم تحمّل الغلوتين أو اللاكتوز، هي أيضًا نواقل للالتهاب يمكن أن تؤدي إلى ألم في العظام والتعب.
هل يجب الحد من تناول الأطعمة عالية نسبة الحموضة كما ينصح بعض اختصاصيي التغذية؟
نعتقد أنّ هذا النوع من النظام الغذائي ليس له علاقة، لأنَّ الجسم يمتلك العديد من الآليات الطبيعية التي يستخدمها للمحافظة على توازن حمضي – قاعدي جيد في الجسم. ومن المهم في المقابل اتّباع نظام غذائي متوازن مع تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات، وبالتالي الفيتامينات وخصوصًا الفيتامين D ومضادات الأكسدة. والأطعمة الغنية بالألياف قد تكون مفيدة أيضًا في حال وجود فصال عظمي.