العيونسلايد 1

اكتشفي إذا ما كنتِ عرضة لـ ميلانوما العين؟

الـ”ميلانوما”، نوع من الأمراض السرطانيّة يُصيب الخلايا التي تُنتج الـ”ميلانين”، والأخير هو الصباغ الذي يعطي الجلد لونه. وقد يصيب هذا الورم العينين أيضًا، لاحتوائهما على الخلايا التي تنتج الـ”ميلانين”. لكن، يصعب اكتشاف الورم في العين، إذ لا يتسبّب هذا النوع من السرطان بظهور عوارض مبكّرة أو أن العلامات الدالّة إليه نادرة. وفي هذا الإطار، يوضح الاستشاري في طبّ العين وجراحاتها الدكتور عبد العزيز الهدلق أسباب الإصابة بـ”ميلانوما العين”، والطرق الحديثة في تشخيص الورم وعلاجه.

الدكتور عبد العزيز الهدلق
الدكتور عبد العزيز الهدلق 

يتشكّل معظم أورام “ميلانوما العين”، في جزء من العين لا يمكن رؤيته عند النظر إلى المرآة، ولذا يصعب اكتشافه، بالإضافة إلى ندرة العلامات الدالّة إلى هذا النوع من السرطان، ومنها:
| بقعة سوداء متنامية في القزحيّة.
| الإحساس بأضواء وامضة.
| رؤية ومضات وأجسام تشبه الغبار (عوائم).
| التغيّر في شكل الدائرة السوداء (بؤبؤ العين) وسط العين.
| الضعف في الرؤية في إحدى العينين أو ضبابيّتها.
| فقدان الرؤية المحيطية.

الخلايا العنبيّة

يشرح الدكتور عبد العزيز الهدلق أن “ورم “ميلانوما العين”، يحدث بصورة أكثر شيوعًا في الخلايا العنبيّة أي في الطبقة الوعائيّة للعين، والتي تتمركز بين الشبكيّة (الطبقة النسيجيّة الرقيقة التي تحدّ الجدار الداخلي الخلفي لمقلة العين) وبياض العين (الصلبة)؛ إمّا في الجزء الأمامي منها (القزحية والجسم الهدبي)، أو في الجزء الخلفي (الطبقة المشيمية)”. ويضيف الدكتور الهدلق أنّ “الورم قد يطال الطبقة الخارجّية من الجزء الأمامي من العين (الملتحمة)، ومحجر العين الذي يحيط بمقلة العين وجفن العين، إلّا أن الحالة الأخيرة نادرة الحدوث”.

مسبّبات

سؤال الدكتور الهدلق عن مسبّبات الإصابة بـ”ميلانوما العين”، وعوامل الخطورة الأولى، يُجيب عنه، مُعدّدًا:
| لون العينين الفاتح، إذ يزداد خطر الإصابة بالورم في صفوف الأفراد ذوي العيون الزرق أو الخضر.
| البشرة البيضاء، إذ يتعرّض أصحاب البشرة البيضاء أكثر للإصابة بـ”ميلانوما العين”، مقارنةً بذوي البشرة الملوّنة.
| التقدّم في السنّ.
| الاضطرابات الجلديّة الموروثة، إذ يزداد خطر الإصابة بـ”ميلانوما العين” أو “ميلانوما الجلد”، في صفوف الأفراد الذين يعانون من حالة تُسمّى بـ”متلازمة وحمة خلل التنسّج”، والتي تتسبّب بظهور شامات غير طبيعيّة. كما يزداد ذلك الخطر أيضًا، في صفوف المصابين باصطباغ الجلد غير الطبيعي، ما يؤثّر في الجفنين والأنسجة القريبة، ويتسبّب بازدياد اصطباغ لون العنبية، وتُعرف هذه الحالة باسم “كثرة الخلايا الملانية في العين”.
| التعرّض إلى ضوء الأشعّة فوق البنفسجيّة، إذ يشير بعض الأدلّة إلى أن خطر الإصابة بـ”ميلانوما العين” يزداد، مع التعرّض إلى ضوء الأشعّة فوق البنفسجيّة، مثل: الضوء الصادر عن الشمس أو أجهزة تسمير البشرة.

مضاعفات…

ارتفاع ضغط العين من مضاعفات ميلانوما العين
ارتفاع ضغط العين من مضاعفات ميلانوما العين

عن المضاعفات التي يتسبّب بها “ميلانوما العين”، هناك ازدياد الضغط داخل العين (المياه الزرقاء) بحسب الدكتور الهدلق، علمًا أنّ عوارض المياه الزرقاء تشمل ألم العين واحمرارها وتشوّش الرؤية. إلى ذلك، قد يفقد المصاب بـ”ميلانوما العين” البصر، الأمر الذي يحدث غالبًا في حالات الأورام كبيرة الحجم أو تلك التي قد تنتشر خارج العين لتصل مناطق، مثل: الكبد والرئتين والعظام.

خيارات علاجيّة بالجملة

بناءً على “دراسة الميلانوما العينية التعاونية”، فإنّ العلاج يختلف تبعًا لعوامل كثيرة، أهمّها: حجم الورم، ومكانه، وكذلك صحّة المصاب العامّة. عمومًا، إذا كان الورم الـ”ميلانومي” صغيرًا ولا ينمو، فقد يختار الطبيب الانتظار، مع مراقبة علامات النموّ. أمّا إذا كان الورم الـ”ميلانومي” ينمو أو يتسبّب بمضاعفات، فيتعيّن الخضوع إلى العلاج حينئذ. والأخير عبارة عن علاج إشعاعي يتمّ إمّا عن طريق المعالجة الموضعيّة (العلاج الإشعاعي الموضعي اللويحي)، فيوضع في هذا الإطار درع صغير يتخذ شكل قرص (لويحة)، مغلّفًا بمواد مشعّة معيّنة في المكان لبضعة أيّام، ثم ينزع، أو عن طريق المعالجة التجسيمية سواء باستخدام سكين جاما، أو غيرها من الطرق. أمّا في الحالات المستعصية، فلا بدّ من استئصال العين المصابة، لو أنّه في حالات محددة يزال الورم فحسب، إذ كان صغير الحجم.

الأشعّة فوق البنفسجيّة

ليس ثمّة طريقة أكيدة للوقاية من “ميلانوما العين”، لقلّة الأدلّة التي تشير إلى ازدياد خطر الإصابة نتيجة التعرّض لضوء الأشعّة فوق البنفسجيّة الناتجة، لكن ينصح عمومًا بارتداء زوجين من النظّارات الشمسيّة لحماية العينين من ضوء الشمس، فمن شأن ذلك أن يحدّ من مخاطر الإصابة بمشكلات العين الأخرى، مثل: المياه البيضاء. وعند اختيار زوجي النظارات الشمسيّة، يجب البحث عن علامة موثوقة، مدوّن على عبوتها أنّها تقي من ضوء الأشعّة فوق البنفسجيّة (الأشعّة فوق البنفسجيّة أ، والأشعّة فوق البنفسجيّة ب).

إغلاق