عقد المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUBMC، مؤتمره الثاني لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، وتركزت أهدافه على تمكين الأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية بالمعرفة الشاملة عن سرطان الرئة سواء كان ذلك لجهة الفحوص والعلاج والجراحة وعلم الصيدلة وعلم الأمراض والرعاية التلطيفية المخففة للآلام وخدمات التمريض.
التقينا على هامش المؤتمر الاختصاصي في الأمراض السرطانية في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور عرفات طفيلي، وكان معه الحوار الآتي:
ما هي أنواع سرطان الرئة؟
تنقسم سرطانات الرئة إلى نوعين رئيسيين: سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة. وتتضمن سرطانات الرئة ذات الخلايا غير الصغيرة عدة أنواع فرعية. وترتبط جميع أنواع سرطان الرئة باستهلاك التبغ.
ما هي أحدث علاجات سرطان الرئة؟ (علماً أنّ هناك سبع عمليات قد تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الـ FDA).
تاريخياً، كان العلاج الكيميائي هو العلاج الرئيسي المتاح لعلاج سرطان الرئة المتقدم. ومع حلول عام 2005، برز الوصف الأول لنوع محدد من الطفرات الجينية التي تؤدي إلى تطور سرطان الرئة. ترافق ذلك مع إدخال أدوية محددة تستهدف هذه الطفرة. تبع ذلك تحديد عدة طفرات أخرى، تسمى طفرات السائقة والتي تسبب سرطان الرئة. وفي حال تم تحديد الورم لدى المريض بأنه يتضمن طفرة السائقة، يتم استخدام عقاقير محددة لهذه الطفرة، والذي تبين أنها أفضل من العلاج الكيميائي.
وخلال السنوات الخمسة الماضية، شهدنا إدخال ما يسمى بالعلاج المناعي. تساهم هذه الأدوية في استنهاض جهاز المناعة وتحفيزه بشكلٍ أساسي؛ لكي يقوم بدوره في مهاجمة ومواجهة الخلايا السرطانية. وأدى هذا النوع من العلاج إلى تحقيق تحسن كبير في نتائج المرضى المصابين بسرطان الرئة المتقدم سواء تمَّ إعطاؤهم هذه الأدوية بمفردها أو بالجمع بينها وبين العلاج الكيميائي.
هل صار بالإمكان المدّ بعمر مريض سرطان الرئة مع العلاجات الجديدة؟ وإلى أي مدى؟ وما مدى جودة الحياة التي يعيشها خلال هذه الفترة؟
بالتأكيد. فلقد ثبت أن كل علاج يُستخدم لسرطان الرئة من شأنه أن يساهم في إطالة عمر مرضى سرطان الرئة. في البداية، تبين أنّ العلاج الكيميائي أفضل من الرعاية التلطيفية فقط. في وقتٍ لاحق، تبين أن العلاجات الموجهة أفضل من العلاج الكيميائي عند المرضى الذين يعانون من طفرات محددة. وفي الآونة الأخيرة، ظهر أنّ العلاج المناعي سواء استخدم بمفرده أو عند إضافته إلى العلاج الكيميائي، يمكنه تحقيق النجاة على المدى الطويل للمرضى مقارنةً بالعلاج الكيميائي وحده.
ما هي أبرز النتائج والتوصيات التي صدرت عن المؤتمر الثاني لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، والذي أقيم أخيراً في بيروت؟
شكّل المؤتمر الثاني لسرطان الرئة في الشرق الأوسط، منصة لجميع المتخصصين والخبراء المعنيين بتوفير الرعاية لمرضى سرطان الرئة لعرض البيانات في ما يتعلق بتخصصهم وتثقيف الآخرين. وتضمن المؤتمر مداخلات لعدد من المرضى ومناصري مكافحة التبغ ومتخصصين في الأمراض الصدرية وأطباء الأشعة والجراحين وأطباء الأشعة وعلم الأمراض وأطباء الأورام وأطباء المناعة والممرضات والصيادلة. وبدا واضحاً خلال المناقشات أنّ هناك حاجة إلى اعتماد نهجٍ شامل لإدارة سرطان الرئة. وتعتبر البرامج مثل برامج الفحص والتوعية المجتمعية والدعم النفسي والرعاية التلطيفية المخففة للآلام، بالإضافة إلى الأساليب العلاجية المتقدمة؛ من الأمور المهمة. كل هذه البرامج تحتاج إلى أن تُقدم تحت مظلة مركز شامل للسرطان مثل معهد نايف باسيل للسرطان في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت AUBMC.
المصدر: سيدتى نت