لغدة الدرقية عبارة عن غدة على شكل فراشة في أسفل العنق، مسؤولة عن إطلاق الهرمونات التي تلعب دوراً في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وضربات القلب، والنمو، ودرجة الحرارة الداخلية، وأكثر من ذلك بكثير. لذا، فإنَّ مشاكل الغدة الدرقية يمكن أن تسبب الكثير من المشاكل في الجسم.
أمراض الغدة الدرقية والأسباب
هناك نوعان رئيسيان من أمراض الغدة الدرقية، هما قصور الغدة الدرقية وفرط نشاط الغدة الدرقية.
يحدث الأول، وهو قصور الغدة الدرقية، عندما لا تنتج هذه الغدة ما يكفي من الهرمون وتتعطل؛ هذا يعرف بالقصور الأساسي، كما يمكن أن يحدث الاضطراب أيضاً عندما تفشل الغدة النخامية في الدماغ بإرسال تنبيهات مهمة إلى الغدة الدرقية؛ لتحفيز إفراز هرمون الغدة الدرقية. وهذا ما يسمى بقصور الغدة الدرقية الثانوي. في كلتا الحالتين، تشمل الأعراض زيادة الوزن، والتعب، والاكتئاب، والحساسية من البرد.
ويحدث الثاني وهو فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تفرز الغدة الدرقية الكثير من الهرمون، وتتعارض الأعراض إلى حدّ كبير مع ما يحدث عند قصور الغدة الدرقية. فقد يعاني الفرد من فقدان الوزن والعصبية والتهيج والحساسية للحرارة وعدم انتظام ضربات القلب.
وفي أمراض الغدة الدرقية تلعب الوراثة إلى حد كبير دوراً مهماً، ولكن الإجهاد والتوتر والسموم البيئية والنظام الغذائي يلعبان دوراً.
علاج مشاكل الغدة الدرقية
تقترح عيادة “مايو كلينك” الأميركية العلاجات الآتية:
_ قصور الغدة الدرقية: يُعالج عبر الاستخدام اليومي لهرمون الغدة الدرقية الاصطناعي ليفوثيروكسين (ليفو- تي، وسينثرويد، وغيرهما). يستعيد هذا الدواء الفموي مستويات كافية من الهرمون، مُبدلًا علامات وأعراض قصور الغدة الدرقية.
ومن المُرجَّح أن يبدأ المريض في الشعور بالتحسُّن بُعَيْد بدء العلاج، بحسب “مايو كلينك”. ويُقلِّل الدواء تدريجيًّا من مستويات الكولسترول المُرتفعة في الدم من جرَّاء المرض، وقد يُبدل أي زيادة في الوزن. سيستمرُّ علاج ليفوثيروكسين على الأرجح مدى الحياة، ولكن نظراً لاحتمال تغيُّر الجرعة التي يحتاج إليها المريض، فسيتحقَّق الطبيب على الأرجح من مستوى الهرمون المنبِّه للدرقية TSH كل عام.
_ فرط نشاط الغدة الدرقية: يوجد العديد من العلاجات ويعتمد تحديد أنسب الطرق على العمر، والحالة الجسدية، والسبب الكامن وراء فرط الدرقية، وكذلك على التفضيلات الشخصية، ومدى شدة الاضطراب. وتتضمَّن العلاجات المحتملة ما يلي:
– اليود المُشِع. يتمُّ تناول اليود المُشِع عن طريق الفم، وتمتصُّه الغدة الدرقية؛ مما يتسبَّب في تقليص حجم الغدة. غالبًا ما تخمد الأعراض في غضون عدة شهور. تختفي الزيادة من اليود المُشِع من الجسم في خلال أسابيع إلى شهور.
وقد يؤدي هذا العلاج إلى إبطاء نشاط الغدة الدرقية بالقدر الكافي لاعتباره قصوراً في نشاط الغدة الدرقية (قصور الدرقية)، وقد يحتاج المريض في نهاية الأمر إلى تناول الدواء يوميًّا؛ لتعويض الثايروكسين.
– الأدوية المضادة للدرقية. تُقلِّل تلك الأدوية أعراض فرط الدرقية تدريجيًّا من خلال منع الغدة الدرقية من إنتاج كميات مفرطة من الهرمونات. ومن بين هذه الأدوية ميثيمازول (تابازول)، وبروبيل ثيوراسيل. غالباً ما تبدأ الأعراض في التحسُّن في غضون عدة أسابيع إلى عدة أشهر، ولكن عادةً ما يستمرُّ العلاج باستخدام الأدوية المضادّة للدرقية على الأقل لمدة عام أو أكثر في معظم الأحيان.
وبالنسبة لبعض الأشخاص، يقضي هذا العلاج على المشكلة نهائيًّا، ولكن قد يتعرَّض البعض الآخر لحدوث انتكاسة. من الممكن أن يؤدِّي كلا الدواءين إلى تَلَف شديد بالكبد، وفي بعض الأحيان إلى الموت. وحيث إن بروبيل ثيوراسيل قد تسبَّب في حالات كثيرة جدًّا من تلف الكبد، فهو لا يُستخدم عامة إلا في حالة عدم قدرة المريض على تحمُّل ميثيمازول.
وقد يُصاب عدد قليل من المرضى ممن لديهم حساسية تجاه هذين العقارين بطفحٍ جلدي أو شرى أو حُمًّى أو ألم بالمفاصل. وقد يجعلان المريض أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
– حاصرات بيتا. ورغم شيوع استخدام هذه الأدوية لعلاج ضغط الدم المرتفع وعدم تأثيرها على مستويات هرمونات الغدة الدرقية، غير أنه بإمكانها تخفيف أعراض فرط الدرقية، مثل الرعاش، والحدّ من تسارع معدَّل ضربات القلب وخفقانه. ولهذا السبب، قد يصف الطبيب هذه الأدوية؛ للمساعدة على الشعور بالتحسن حتى تقترب مستويات هرمونات الغدة الدرقية لدى المصاب من المستوى الطبيعي. لا يوصى باستخدام تلك الأدوية مع المرضى المصابين بالربو، وقد تتضمَّن الآثار الجانبية الإرهاق والضعف الجنسي.
استئصال الغدة الدرقية عبر الجراحة. إذا كان المريض امرأة حاملًا، أو غير قادرٍ على تحمُّل العقاقير المضادة للغدة الدرقية ولا يريد تناولها، أو لا يستطيع الخضوع لعلاج اليود المُشِع؛ فقد يصبح مرشَّحاً للخضوع لعملية الغدة الدرقية، رغم أن هذا الإجراء لا يُعَدُّ خياراً إلا لعدد قليل من الحالات.
خلال عملية استئصال الغدة الدرقية، يستأصل الطبيب معظم الغدة الدرقية. تتضمَّن مخاطر هذه العملية الجراحية حدوث تلفٍ في الأحبال الصوتية والغدد جار الدرقية، وهي أربع غُدَد صغيرة موجودة خلف الغدة الدرقية، وتساعد على التحكُّم في مستوى الكالسيوم في الدم.
فضلاً عن ذلك، سوف يحتاج المريض إلى تلقي علاج بدواء ليفوثيروكسين (ليفوكسيل وسنثرويد، وغيرهما) مدى الحياة؛ من أجل إمداد الجسم بالكميات الطبيعية من هرمون الغدة الدرقية. في حالة استئصال الغُدَد جار الدرقية أيضاً، فسوف يحتاج المريض إلى أدوية لإبقاء الكالسيوم في مستواه الطبيعي بالدم.