الصحة العامةسلايد 1
أهمية الدورة الشهرية لصحة وجسم المرأة يوماً بعد يوم
الدورة الشهرية تحدث لجميع الإناث في سن الإنجاب، وتستمر على فترة انقطاع الطمث أو ما يسمى بسن اليأس. وبما أن الهرمونات هي التي تتحكم بهذه الدورة، فإنه أمر حتمي أن يكون لها تأثير على الصحة والجسم.
وفي واقع الأمر فإنَّ متلازمة ما قبل الطمث، واضطرابات المزاج، أو حتى الشعور بالألم ما هي إلا عدد قليل من الأعراض التي تعاني منها بعض الإناث أثناء الدورة الشهرية.
ولكن ماذا لو كان السلوك يتأثر كذلك بهذه المراحل المختلفة التي يمر بها الجسم؟ في ما يلي نسلط الضوء على هذه الظاهرة التي يبقى الحديث عنها لدى الكثيرين أمراً محرماً، بحسب موقع canalvie.com:
ما هي الدورة الشهرية؟
تظهر الدورة الشهرية بشكل عام لدى الوصول إلى سن البلوغ وتنتهي عند الوصول إلى مرحلة انقطاع الطمث، وينطوي دورها على تحضير جسم الأنثى من أجل الإخصاب. وبالتالي لا تقتصر هذه المرحلة على فترة النزيف فقط والذي ما هو إلا قمة الجبل الجليدي.
وتقدر مدة الدورة الشهرية بحوالي 28 يوماً والتي ما هي إلا فترة معيارية؛ إذ قد تطول أو تقصر عن تلك المدة. وبناء عليه، ما الذي يحصل للجسم خلال الأسابيع الأربع هذه؟
مرحلة الطمث (من اليوم الأول إلى اليوم السادس)
نعتبر أن الدورة تبدأ من أول يوم في الدورة الشهرية. خلال تلك الفترة والتي قد تمتد من ثلاثة إلى سبعة أو ثمانية أيام أو عشرة لدى القليل، يتدفق الدم من الرحم إلى المهبل. وقد تتباين شدّة النزيف حسب مستوى وفرة الدم.
ولذلك تشعر الأنثى خلال هذه الفترة بالضعف. وعلاوة على الشعور بالانزعاج خلال هذه الفترة تشعر حوالي نصف النساء بالتشنجات التي قد تختلف في شدّتها. وهذه الآلام التي تشعر بها المرأة في البطن أو أسفل الظهر وأحياناً في الساقين تمنع حوالي 15 في المائة من النساء من العمل بشكل طبيعي خلال الساعات الأولى، أو اليوم الأول من الدورة الشهرية الجديدة.
من أين تأتي آلام الدورة الشهرية؟
عندما ينهار جدار الرحم تنطلق جزيئيات كيميائية، وبالتالي ينقبض الرحم. وقد تتفاقم مشاعر الألم لدى النساء اللواتي تكون قناة عنق الرحم لديهن ضيقة، عندما تمر جزيئيات جدار الرحم هذه من خلال عنق الرحم.
يعتقد أن العوامل السيكولوجية النفسية لها تأثير كذلك، مثل الشعور بالتوتر والإجهاد أو نقص النشاط الجسدي. وتساعد نوعية النوم الجيدة وأسلوب الحياة الصحي الجيد على تفادي هذه الآلام أو على الأقل التخفيف من حدّة الشعور بهذه المعاناة.
العلاجات…
الأدوية مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية قد تعالج التشنجات قليلة أو متوسطة الشدّة. وينصح بأخذها قبل موعد الدورة بيوم واحد لتفادي أو تخفيف الألم. وأما بالنسبة إلى التشنجات الأكثر حدة، فإنَّ تناول حبوب منع الحمل المناسبة التي يصفها الطبيب قد تساعد أيضاً في السيطرة على الأعراض.
العلاجات الطبيعية
قد تكون الحرارة حليفاً رائعاً من أجل الاسترخاء وتهدئة التشنجات، فلا تتردي بوضع قنينة من الماء الساخن فوق منطقة البطن. كما ينصح البعض بأكل الموز حيث إنه يحتوي على الفيتامين ك K الذي يساعد على علاج التشنجات بشكل عام.
المرحلة الجرابية (من اليوم السابع وحتى اليوم الخامس عشر)
خلال هذه الفترة يبدأ جدار الرحم بالنمو من أجل استقبال البويضة وخلال هذه المرحلة أيضاً يزداد مستوى هرمون الإستروجين. وهي كذلك الفترة من الدورة التي تشعر خلالها المرأة بسعادة وثقة أكثر.
وفي دراسة أجراها جاد سعد، بروفسور التسويق في كلية جون – مولسون والباحث في جامعة كونكورديا في علم السلوك التطوري والاستهلاك الدارويني، أثبت بالدليل أنه خلال فترة الخصوبة هذه تصبح المرأة أكثر اهتماماً بمظهرها.
وقد طُلب من حوالي 59 امرأة شاركن في هذه الدراسة أن يسجلن على مدار سبعة أسابيع بشكل يومي نظامهن الغذائي، ولباسهن، واستخدامهن لمنتجات التجميل وكذلك مشترياتهن طوال تلك الفترة.
وجدت الدراسة أن النساء أنفقن أموالاً أكثر على منتجات التجميل والمنسوجات التي تعمل على تعزيزهن، وأنهنَّ استهلكن كميات أقل من السعرات الحرارية خلال تلك الفترة.
وفي واقع الأمر، يتغير إفراز الفيرمونات لدى النساء قبل الإباضة من أجل جذب الرجال، وبالإضافة إلى ذلك ترتفع درجة حرارة أجسامهن، ويزيد إفراز المخاط المهبلي؛ الأمر الذي يسهّل صعود الحيوانات المنوية.
وكذلك الأمر، وفقاً للعديد من العلماء، فإنَّ وجه المرأة يصبح أكثر تناسقاً بفضل هرمون الإستروجين، وهذا يجعلهن أكثر جاذبية وبالتالي أكثر ثقة!
وفي حين تبدو هذه المرحلة مزدهرة إلى حد ما بالنسبة للمرأة إلا أنه ليس من النادر أن تشعر بعض النساء بالانزعاج أو الألم في الثديين أو البطن قبل بضعة أيام من الإباضة.
المرحلة الأصفرية (من اليوم السادس عشر إلى اليوم الثلاثين)
تدوم هذه الفترة 14 يوم تقريباً، وهي الفترة التي يتم خلالها تراكم كميات كبيرة من هرمون البروجستيرون في الجسم قبل أن ينخفض؛ لكي تبدأ دورة الحيض الجديدة.
ولكن بالنسبة إلى حوالي 40 في المائة من النساء، فإنها كذلك الفترة التي تظهر خلالها أعراض متلازمة ما قبل الحيض واضطرابات المزاج. كما يمكن الشعور بالانتفاخات والصداع والتوتر وزيادة الوزن والشعور بالتعب من بين 150 من العوارض المدرجة ضمن أعراض متلازمة ما قبل الحيض. كما قد تختلف العوارض بالنسبة للمرأة من دورة إلى أخرى.
لذلك، فإنَّ متلازمة ما قبل الحيض هي جزئياً نتيجة عدم التوازن بين هرموني الإستروجين والبروجستيرون، والذي يتدخل في النواقل العصبية التي تنظم المزاج والألم.
يقترح خبراء آخرون أيضاً أن نقص السيروتونين، وهي المادة الكيميائية في الدماغ التي تنظم الشعور بالرفاه والسعادة، قد يكون السبب كذلك.
وهرمون الإستروجين يعمل على منع الأنزيم الذي يكسر أو يقضي على السيروتونين بينما يخلق هرمون البروجستيرون تأثيراً معاكساً.
قد تؤثر عوامل أخرى على المرأة مثل نقص العوامل الغذائية والمستوى المنخفض للسكر في الدم أو رد الفعل السيئ ضد التوتر والإجهاد.
وفقاً للجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإنَّ ما نسبته من 3 إلى 5 بالمائة من النساء تعانين كذلك من اضطرابات مزعجة قبل مرحلة الطمث، تتميز بأعراض أكثر حدّة مثل الحالات الاكتئابية والقلق والأرق وصعوبات أخرى مهمة يمكن أن تعيق الحياة اليومية.
وفي حال أصبح العيش خلال هذه الفترة صعباً جداً يُنصح بشدة باستشارة الطبيب. ولكي نكون عادلين في ما يتعلق بحدّة هذه المشاكل يمكن الاحتفاظ بسجل نكتب فيه على مدار شهرين كل الملاحظات اللازمة؛ لكي يكون وسيلة مفيدة عند البحث عن الحلول.
ويمكن التفكير بالعديد من العلاجات مثل الأسلوب المعرفي – السلوكي أو الوسائل التي من خلالها يمكن تقليل الإجهاد والتوتر أو تغيير عادات الحياة اليومية، أو حتى أخذ الأدوية مثل مضادات الاكتئاب.
ولكن في جميع الحالات من المهم للغاية أن تستمعي إلى ما يقوله جسمكِ، وأن تتعلمي السيطرة على هذه الهرمونات التي ترافقكِ طوال تلك العملية!