الصحة العامةسلايد 1

البلوغ المبكر

إن البلوغ (Puberty) هو عملية يأخذ فيها الجسم بالتغير شكليًّا، من جسم ولد لجسم إنسان بالغ. تشمل هذه العملية نموًّا سريعًا للعظام والعضلات، وتغيرًا بشكل الجسم وحجمه، إضافة إلى اكتساب القدرة على التكاثر.

تحدث فترة البلوغ العادي بجيل 8-12 لدى البنات و9-14 لدى الأولاد، ولذلك تعتبر فترة البلوغ مبكرة، إذا ظهرت قبل سن الـثامنة لدى البنات، أو قبل سن التاسعة لدى الأولاد.

إن السبب المؤدي إلى البلوغ المبكر عامة غير معروف، ولكن في أحيان نادرة يظهر البلوغ المبكر في أعقاب تلوث، ورم، خلل هورموني أو صدمة ما. يشمل العلاج بصورة عامة، عقاقير تمنع استمرار البلوغ المبكر.

أعراض البلوغ المبكر

يعني البلوغ الجنسي المبكر، ظهور أحد الأعراض التالية قبل جيل البلوغ السليم.

عند البنات:

– بدء نمو الثديين.

– ظهور الطمث الأول.

عند الأولاد:

– ازدياد حجم الخصيتين والعضو الذكري.

– ظهور الشعر على الوجه، ويكون بصورة عامة فوق الشفة العليا (شنب).

– يصبح الصوت أكثر خشونة.

يكون – عند الجنسين – ظهور شعر العانة وتحت الإبطين، نمو سريع، ظهور حب الشباب، ورائحة جسم تشبه رائحة الكبار، مؤشرًا على البلوغ الجنسي.

أسباب وعوامل خطر البلوغ المبكر

لكي نعرف أسباب البلوغ المبكر، علينا أن نعرف كيف يتم البلوغ في الوضع الطبيعي. إن عملية البلوغ مركبة ومنظمة على يد المحور الوطائي – الغدة التناسلية النخامية، (Hypothalamic – pituitary – gonadal  axis)، تتم العملية على عدة مراحل:

1. الوطاء (Hypothalamus) وهو جزء من الدماغ يقوم بإفراز هرمون من نوع (Gn – RH).

2. كرد فعل تقوم الغدة النخامية (Hypophysis) التي تقع في أسفل الدماغ وحجمها كحجم حبة الفاصوليا، تقوم بإفراز هورمونين إضافيين FSH و LH.

3. تؤدي هذه الهورمونات إلى إفراز الهورمونات الجنسية من الغدد الجنسية، عند الأولاد، تنتج الخصيتان التيستوستيرون (Testosterone) وعند النساء فالمبيض هو الذي يفرز الإستروجين (Estrogen). كذلك تقوم الغدة الكظرية (Adrenal gland) بإنتاج الهورمونات الجنسية كرد فعل.

4. تظهر التغييرات النموذجية للبلوغ بما يتلاءم مع الجنس.

وعلى ذلك، يمكن أن يكون منشأ البلوغ المبكر بسبب مشكلة رئيسية، أي أنه من الممكن أن يكون المحفز لإفراز الهورمونات الجنسية، كما في البلوغ الصحيح من مصدر آخر، أو أن  يكون البلوغ هامشيًّا، أي أن الزيادة هي في الهورمونات الجنسية فقط.

بالرغم من عدم وجود مسبب عضوي لحدوث البلوغ المبكر، إلا أنه من الواضح وجود العوامل التالية:

  • وجود ورم أو تلوث في الجهاز العصبي المركزي.
  • عيب خِلقي في تركيبة الدماغ مثل الإستسقاء الدماغى (Hyderocephlus)، أو وجود ورم عابيّ (عقدة من نسيج شبيه بالورم يختلف عن النسيج المحيط به – Hamartoma).
  • التعرض للإشعاع أو إصابة مباشرة في جهاز الأعصاب المركزي.
  • فرط نشاط للغدة الكُظرية خِلقي المنشأ.
  • نقص نشاط الغدة الدرقية.

يكون البلوغ المبكر هامشيًّا، نادر الحدوث، وينتج بسبب إفراز الهورمونات الجنسية من مصادر مختلفة. قد تكون العوامل:

– أورام في الغدة الكُظرية أو الغدة النُّخامية التي تفرز الهورمونات الجنسية.

– التعرض لهرمونات جنسية صناعية.

– متلازمة على اسم ماكون أولبرايت (McCune – albright).

– عند البنات، أورام أو أكياس في المبيضين.

– عند الأولاد، أورام في الخصيتين وخلل جيني نادر، يؤدي إلى إفراز الهورمونات الجنسية من الخصيتين، حتى مع عدم وجود حافز مركزي لإفرازها.

تنتشر ظاهرة البلوغ المبكر أكثر لدى البنات، ولدى أصحاب البشرة السمراء، ولدى الأشخاص الذين يعانون من مشكلة الوزن الزائد، إضافة إلى التعرض إلى الهورمونات الجنسية، الإستروجين والبروجسترون الموجودة في المستحضرات، مثل الكريمات، عقاقير مختلفة التي بإمكانها أن تؤدي إلى البلوغ المبكر.

مضاعفات البلوغ المبكر

يبدأ الأولاد في حالة البلوغ المبكر، بالنمو المبكر، لذلك يصبحون في المراحل الأولى أطول نسبيًّا من أقرانهم، مجموع النمو يستمر لسنوات قليلة فقط، وعندما يتقدمون في الجيل تكون أطوالهم أقل من المعدل. يمكن لعلاج مبكر للبلوغ المبكر، وخاصة عند الأولاد الصغار، أن يمنع حالة عدم اكتساب طولهم الطبيعي المفترض.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البنات اللواتي يبلغن الطمث قبل جيل 8 سنوات، يزداد لديهن احتمال تطور متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (Polycystic ovary syndrome) بجيل متقدم أكثر .

تشخيص البلوغ المبكر

يتم التشخيص عادة، على يد طبيب أطفال أو مختص باضطراب الغدد (Endocrindogist) لدى الأطفال، يقوم الطبيب بتقصي عملية البلوغ في تاريخ العائلة، فحص سريري للولد وفحوصات دم.

– إجراء تصوير بالأشعة السينية ليد وذراع الولد، من شأنه أن يساعد في تقدير العمر العظمي للطفل، وبهذا يُعرف إذا ما كان ملائمًا لسنه الزمني.

– بعد تشخيص البلوغ المبكر، يجب تقرير ما إذا كان سبب العملية هو بسبب مشكلة مركزية، أو سبب آخر. لذا يجب فحص معدلات الهورمونات، رد فعل الجسم للهورمونات، تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ، وفحص معدلات هورمون الغدة الدرقية.

علاج البلوغ المبكر

يمكن علاج البلوغ المبكر المركزي عند الأولاد الذين يعانون منه، أي عدم وجود مسبب جسدي واضح لحالتهم، بصورة ناجعة عن طريق العقاقير. يشمل العلاج أخذ حقن شهرية من Gn – RH، هورمون كابح للمحور الوطائي، يكبح استمرار عملية البلوغ المبكر، ويستمر العلاج حتى يبلغ الولد أو البنت جيل البلوغ المعتاد، إذا توقف العلاج ستستمر عملية البلوغ.

عندما يكون المسبب للبلوغ المبكر جسديًّا، يتمركز العلاج بالمسبب الكامن للبلوغ المبكر، مثلاً، إذا كان البلوغ ناتجًا عن ورم مفرز للهورمونات، فإن اجتثاث الورم يؤدي إلى توقف البلوغ المبكر.

الوقاية من البلوغ المبكر

إن إبعاد الأولاد عن مستحضرات، تحوي الهورمونات الجنسية الموجودة في العقاقير والإضافات الغذائية، والحفاظ على وزنهم المعتدل، كل ذلك من شأنه أن يقلل من خطر حدوث البلوغ المبكر.

إغلاق