أمراض الكبدسلايد 1منتجعات علاجية

التهاب الكبد ب

التهاب الكبد ب الطويل الحضانة (أو: التهاب الكبد الفيروسي “ب” / التهاب الكبد البائيّ – Hepatitis B) هو تلوث حاد وخطير يصيب الكبد، يسببه فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد “ب” (HBV – Hepatitis B virus).

يصبح هذا التلوث، لدى البعض، تلوثا مزمنا يؤدي إلى فشل كبدي (Hepatic failure)، سرطان الكبد (Liver Cancer)، أو حتى تشمع الكبد (Liver cirrhosis)، وهي حالة يكون الكبد فيها مصابا بندبة دائمة.

ينتقل فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد الوبائي ب من خلال ملامسة الدم أو أي من السوائل الأخرى في جسم الشخص المصاب بالتلوث.

الفئات المعرضة للخطر

أكثر المجموعات عرضة لخطر الإصابة هم:

  • مجموعة الأشخاص الذين يقومون بحَقن أنفسهم بالمخدرات وريديا، ويتشاركون ذات الإبرة والأغراض مع آخرين
  • الأشخاص الذين يقيمون علاقات جنسية غير آمنة مع شخص مصاب بالتلوث
  • الأشخاص الذين ولدوا في مناطق من العالم ينتشر فيها مرض التهاب الكبد الفيروسي “ب” بشكل واسع
  • الذين يسافرون إلى مثل هذه المناطق كثيرا
  • من الممكن أن تنقل لنساء المصابات بمرض التهاب الكبد الفيروسي “ب” المرض إلى مواليدهن خلال الإنجاب

غالبية الأشخاص الذين يصابون بعدوى فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد الوبائي ب وهم بالغون، يشفون منه بشكل كامل، حتى في الحالات التي تكون فيها العلامات والأعراض حادة وقوية. أما الأطفال والرضع، فعادة ما يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتلوث المزمن والدائم.

أعراض التهاب الكبد ب

غالبية الأطفال والرضع المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي “ب” لا  تظهر لديهم أية علامات أو أعراض للمرض، إطلاقا، وكذلك الأمر لدى بعض البالغين.

تظهر الأعراض والعلامات، عادة، بعد نحو 12 أسبوعا من الإصابة بالعدوى، وقد تكون خفيفة أحيانا، أو شديدة وحادة في أحيان أخرى.

وتشمل الأعراض بعضا من العلامات المبينة أدناه، أو كلها:

  • فقدان الشهية
  • الغثيان والقئ
  • الضعف العام والتعب
  • آلام في البطن، وخاصة في منطقة الكبد
  • بول غامق اللون
  • اصفرار في لون البشرة وفي بياض العينين (اليرَقان – Jaundice)
  • آلام في المفاصل

يسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” أضرارا للكبد وينتقل إلى أشخاص آخرين، حتى لو لم تظهر أية علامات أو أعراض، البَتّة. لذلك، من المهم جدا الخضوع للفحوص اللازمة عند الشك بالإصابة بفيروس التهاب الكبد “ب”، أو في حال الانتماء إلى إحدى مجموعات الخطر.

أسباب وعوامل خطر التهاب الكبد ب

يقع الكبد في الجانب الأيمن من البطن، تحت الأضلاع السفلية، تماما.

يضطلع الكبد بوظائف عديدة، من بينها معالجة المواد المُغذّية التي تمتصها الأمعاء، تنقية الدم من المواد السامة، المخدرات، الكحول وغيرها من المواد الضارة الأخرى.

كما ينتج الكبد سائل الصفراء (عصارة المرارة) الموجود في “كيس المرارة” ويساعد في عملية هضم الدهون.

كذلك، يقوم الكبد بإنتاج الكوليستيرول (Cholesterol) ومواد مُخَثّرة للدم وبعض البروتينات الأخرى.

ويمتاز الكبد بقدرة فائقة على التجدد، وبإمكانه أن يشفى بقواه الذاتية، من خلال استبدال، أو إصلاح، الأنسجة المتضررة.

تحتل الخلايا السليمة محل الخلايا المصابة وتستبدلها بشكل دائم، أو حتى يتم إصلاح الضرر، على الأقل. ومع كل هذا، من الممكن أن يصاب الكبد بعدة أمراض قد تسبب أضرارا شديدة أو غير قابلة للإصلاح، بما فيها الالتهاب الكبدي الفيروسي “ب”.

أنواع التهاب الكبد ب

التهاب الكبد الوبائي ب الحاد، مقارنة بالالتهاب المزمن:

قد يكون الالتهاب الناجم عن فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد “ب” حادا – يستمر لفترة تقل عن ستة أشهر – أو مزمنا يستمر لفترة ستة أشهر أو أكثر.

في حالات الالتهاب الشديد، يستطيع الجهاز المناعي (Immune system)، عادة، القضاء على الفيروس وإقصاءه من الجسم بحيث يتم الشفاء التام والكامل منه خلال بضعة أشهر.

أما عندما لا يكون جهاز المناعة قادرا على التغلب على الفيروس والقضاء عليه، فمن الممكن أن يسبب التلوث من نوع الـ HBV الوفاة، أو بعض الأمراض الخطيرة، كتليّف الكبد أو سرطان الكبد.

أغلبية الذين يصابون بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” وهم بالغون، يصابون بالالتهاب الحاد، تحديدا. أما لدى الأطفال والرضع، فتكون العدوى بهذا الفيروس أكثر خطورة.

غالبية الأطفال الذين يصابون بعدوى فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد “ب” عند الولادة، أو الذين تنتقل إليهم هذه العدوى في سن سنة واحدة إلى خمس سنوات، عادة ما يصابون بالالتهاب المزمن.

هنالك بعض الحالات التي لا يتم فيها الكشف عن الإصابة بالالتهاب المزمن طوال عشرات السنوات، لكن يتم اكتشافها فقط بعد أن يصاب الشخص المريض بمرض إضافي، خطير، في الكبد.

فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد “ب” هو واحد من ستة أنواع من فيروس فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد المعروفة اليوم. أما الأنواع الأخرى فهي: A, C, D, E و G. كل نوع منها يختلف عن الأنواع الأخرى. وهي تختلف عن بعضها البعض في درجة خطورتها، في الضرر التي تسببه وفي طريقة انتقالها من شخص إلى آخر.

الطرق الأكثر انتشارا للإصابة بالعدوى:

أكثر طرق انتقال عدوى فَيروسُ الْتِهابِ الكَبِد “ب” انتشارا في الدول الصناعية:

  • العلاقة الجنسية
  • استخدام الإبر والحُقـَن المستعملة (المشتركة)
  • التعرض لوخزة إبرة ملوثة، عن طريق الخطأ
  • الانتقال من الأم إلى مولودها

قد يصيب فيروس التهاب الكبد “ب” أي شخص، دون فرق في السن، العِرق، القومية، الجنس أو حتى الميول الجنسية.

على الرغم من ذلك، يكون احتمال الإصابة بالفيروس أكبر، عادة، لدى أفراد المجموعات التالية:

  • الذين يقيمون علاقات جنسية غير آمنة مع أكثر من شريك (في هذه الحالة يكون الخطر كبيرا لدى مثليي الجنس، مغايري الميول الجنسية العادية ومزدوجي الميول الجنسية، على حد سواء)
  • الذين يقيمون علاقة جنسية غير آمنة مع شخص مصاب بالفيروس
  • المصابون بأمراض منقولة جنسيا (STD – Sexually transmitted diseases)، كداء السّيلان (Gonorrhea) أو داء المتدثرات (الكلاميديا – Chlamydiosis)
  • الذين يستخدمون حقنا “مشتركة” لحَقن المخدرات
  • الذين يسكنون في بيت واحد مع شخص مصاب بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب”
  • المعرّضون لملامسة الدم البشري في إطار عملهم
  • الذين تلقوا تبرعا بالدم (نقل دم)
  • المصابون بأمراض الكلى المزمنة، ويخضعون لعلاجات الديال الدموي (Hemodialysis)

كذلك، يعتبر المواليد الذين أصيبت أمهاتهم بفيروس التهاب الكبد “ب” أكثر عرضة لخطر الإصابة. والأمر ذاته، أيضا، بالنسبة للأطفال والرضع الذين ولد آباؤهم (أو أمهاتهم) في مناطق يكثر فيها انتشار الفيروس.

وفي كثير من الدول النامية، يعتبر نقل العدوى من الأم إلى وليدها، أو من طفل إلى آخر يعيش معه في المنزل نفسه، أكثر طرق العدوى انتشارا.

مضاعفات التهاب الكبد ب

قد يؤدي التهاب الكبد الفيروسي “ب”، في نهاية المطاف، إلى الإصابة بأمراض خطيرة في الكبد، مثل تليف الكبد وسرطان الكبد.

كما قد يصاب الأطفال والرضع المصابون بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” بهذه الأمراض عند البلوغ.

وقد تزيد الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” من خطر الإصابة بالفشل الكبدي الحاد، وهي حالة يكون الكبد فيها عاجزا عن أداء أي من وظائفه. وفي مثل هذه الحالة، تنشأ الحاجة لعملية زرع كبد من أجل إنقاذ حياة المريض.

كذلك، فإن المصابين بهذا الفيروس عادة ما يكونون أكثر حساسية لنوع آخر من التهاب الكبد، ألا وهو النوع “د” (D)، الذي كان يطلق عليه في السابق اسم “فيروس دلتا”. ففيروس التهاب الكبد “د” يحتاج إلى فيروس التهاب الكبد “ب” كغلاف خارجي لكي يستطيع تلويث الخلايا.

صحيح أن أكثر الناس عرضة لخطر الإصابة بالتهاب الكبد “د” هم المصابون بالتهاب الكبد “ب” ويستخدمون الحقن لتعاطي المخدرات، لكن يمكن انتقال العدوى أيضا من خلال إقامة علاقة جنسية غير آمنة مع شريك مصاب بهذا النوع من الالتهاب. كذلك، فإن الأشخاص المصابين بالالتهاب من النوع “ب” والالتهاب من النوع “د”، معا، هم أكثر عرضة للإصابة بتليف الكبد أو بسرطان الكبد.

تشخيص التهاب الكبد ب

من المهم أن تخضع النساء الحوامل لإجراء الفحوص في أسرع وقت ممكن، بغية التأكد من أنهن لا يحملن الفيروس.

كذلك، من المهم أن يخضع للفحوص كل شخص يقيم علاقات جنسية غير آمنة مع أكثر من شريك من اجل التاكد من عدم وجود احد امراض الكبد، أو يستخدم حقنا “مشتركة” لحَقن المخدرات أو من يمضي وقتا طويلا في أماكن يكثر فيها انتشار فيروس التهاب الكبد “ب”.

التشخيص اعتمادا على الفحوص:

نظرا لأن الكثيرين من الأشخاص المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب” لا يشعرون بأية أعراض أو علامات، يقوم الأطباء بتشخيص فيروس التهاب الكبد “ب” من خلال فحص دم، واحد أو أكثر.

تشمل هذه الفحوص:

  • فحص مستضد سطح فيروس التهاب الكبد “ب” (HBsAg)
  • فحص مضاد مستضد سطح فيروس التهاب الكبد “ب” (anti – HBs)
  • فحص مضاد مستضد قلب فيروس التهاب الكبد “ب” (anti – HBc)

فحوص إضافية أخرى:

لدى الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب”، قد يوصي الطبيب بإجراء فحوص لمدى خطورة التلوث ولحالة الكبد الصحية.

هذه الفحوص تشمل:

  • فحص مستضد E
  • فحص إنزيمات الكبد
  • فحص البروتين الجنيني “ألفا” (AlphaFetoproteinTest – AFP)
  • فحص DNA لالتهاب الكبد “ب”
  • تصوير فائق الصوت (بالموجات فوق الصوتية / أولتراساوند – Ultrasound) للكبد أو تصوير مقطعي محوسب (Computed Tomography – CT)
  • فحص خزعة الكبد (Liver Biopsy).

علاج التهاب الكبد ب

في حال التعرض لفيروس التهاب الكبد “ب” يجب استشارة الطبيب، فورا.

ليس هنالك علاج لالتهاب الكبد الفيروسي “ب”، لكن هنالك لقاحا (تطعيما) يمكن أن يقي من الإصابة به. وعلى الأشخاص الذين قد أصيبوا بهذا الفيروس أن يتبعوا كل وسائل الحذر المطلوبة من أجل تجنب نقل العدوى إلى أشخاص آخرين.

فالحصول على حقنة من الغلوبولين المناعي (Immunoglobulin) المضاد لفيروس التهاب الكبد “ب” في غضون 24 ساعة من التعرض للفيروس، من شأنه أن يمنع الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “ب”.

كذلك، هنالك حاجة للحصول على الحقنة الأولى من مجموعة الحقن الثلاث من اللقاح ضد التهاب الكبد الفيروسي “ب”.

وفي حال الإصابة بالالتهاب الكبدي الفيروسي “ب”، هنالك عدد قليل جدا من العلاجات. في حالات معينة، وعندما لا تكون هنالك أعراض وعلامات تدل على إصابة الكبد بالضرر، من الممكن أن يوصي الطبيب بالمراقبة والمتابعة فقط، دون العلاج.

أما في حالات أخرى، فقد يوصي الطبيب بالعلاج بواسطة أدوية مضادة للفيروسات. ولكن، هنالك حالات يكون فيها الضرر اللاحق بالكبد كبيرا جدا، بحيث لا يتوفر لها أي علاج  آخر سوى عملية زرع كبد.

العلاجات الدوائية:

يستخدم الأطباء خمسة أنواع من الأدوية لمعالجة التهاب الكبد الفيروسي “ب” هي:

  • إنترفيرون (Interferon)
  • تيلبيفودين (Telbivudine)
  • لاميبودين (Lamivudine) (إيبفير – Epivir)
  • إنتيكافير (Entecavir)
  • اديفوفير (Adefovir) (هيبسيرا – Hepsera).

الوقاية من التهاب الكبد ب

هنالك عدة لقاحات (تطعيمات) ضد التهاب الكبد الفيروسي “ب”. وعادة ما يتم تلقي هذه اللقاحات على ثلاث مراحل (ثلاث حُقن): في سن صفر، في سن شهر وفي سن ستة أشهر، لكن هنالك لقاحات يمكن الحصول عليها بشكل مُعَجّل، على أربع مراحل (وجبات).

وهنالك لقاح آخر يتم تلقيه على مرحلتين خلال فترة المراهقة، بين سن 11 و 15 عاما. هذه اللقاحات تمنح من يتلقونها حماية بنسبة 90%، سواء كانوا أطفالا أو بالغين.

في العادة، توفر هذه اللقاحات لمن يتلقاها حماية من فيروس التهاب الكبد الفيروسي “ب” لمدة 23 عاما، على الأقل. ولا يمكن أن تسبب هذه اللقاحات الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي “ب”.

يستطيع أي شخص، تقريبا، تلقي هذه اللقاحات، بمن في ذلك الأطفال والمسنون وحتى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي. أما الأطفال، فغالبا ما يتلقون هذا التطعيم خلال السنة الأولى من حياتهم، وتحديدا في سن شهرين، في سن أربعة أشهر وفي سن تسعة أشهر.

الوقاية من فيروس التهاب الكبد “ب”:

من شأن اتباع التدابير التالية المساعدة على عدم الإصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسي “ب”:

  • التثقيف واكتساب الوعي ونقله للآخرين
  • معرفة ما إذا كان أي شخص نقيم معه علاقات جنسية مصابا بالتهاب الكبد “ب”
  • استخدام العازل الذكري (Condom)، المطاطي أو المصنوع من بولي يوريثان، عند إقامة اية علاقة جنسية
  • استخدام الإبر والحقن المعقّمة
  • استشارة الطبيب قبل السفر إلى خارج البلاد
  • التزام الحذر في التعامل مع عينات الدم في بعض الدول
  • على النساء الحوامل إجراء الفحوص اللازمة

في حال الإصابة بفيروس التهاب الكبد الفيروسي “ب”:

بإمكان الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بفيروس التهاب الكبد “ب” أن يمنعوا انتقال العدوى منهم إلى أشخاص آخرين، من خلال اتباع الخطوات التالية:

  • إقامة العلاقات الجنسية الآمنة فقط
  • إعلام الطرف الآخر بحقيقة كونهم حاملين لفيروس التهاب الكبد “ب”
  • عدم مشاركة الآخرين بالحقن والإبر
  • عدم التبرع بالدم أو الأعضاء
  • عدم مشاركة أي شخص بشفرات الحلاقة أو فرشاة الأسنان
  • على النساء الحوامل إعلام طبيبهن بحقيقة أنهن يحملن فيروس التهاب الكبد “ب”
إغلاق