دراسات وبحوث

هرمون يُفرز أثناء الرياضة قد يساهم في علاج باركنسون

توصلت دراسة نشرت مؤخرا إلى أن هرمونا يفرز في الدم أثناء ممارسة التمارين الهوائية (aerobic exercise) يقلل من مستويات بروتين مرتبط بمرض باركنسون، ويوقف مشاكل الحركة لدى الفئران.

وأجرى الدراسة باحثون من جونز هوبكنز ميديسن ومعهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، ونشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، ونقلها موقع (Eurek Alert).

ومرض باركنسون هو مرض عصبي يجعل الناس يفقدون السيطرة على عضلاتهم وحركاتهم، يعرف أيضا باسم “الشلل الرعاش”، ويحدث عندما لا تفرز الخلايا الدماغية كمية كافية من المادة الكيميائية دوبامين، ويؤدي إلى مشاكل في الحركة مثل الارتعاش وعدم القدرة على تنسيق الحركات.

وإذا تم تأكيد الدراسة في أبحاث لاحقة، فإن هذا يمكن أن يمهد الطريق لعلاج مرض باركنسون على أساس هرمون إيريسين.

هرمون إيريسين قيد الدراسة

ويحمل الهرمون الذي درسه الباحثون اسم إيريسين، ويتم إطلاقه في الدم ويزيد مع التمارين الهوائية، ووجدت دراسات سابقة أن التمارين الرياضية ترفع مستويات إيريسين.

وقام الباحثون بحقن بروتين يسمى “ألفا سينوكلين” (alpha synuclein) في أدمغة الفئران. وعندما تتكتل بروتينات ألفا سينوكلين عادةً، فإنها تقتل خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين، وهذا أحد العوامل الرئيسية المسببة لمرض باركنسون.

وقال الباحث تيد داوسون من جونز هوبكنز ميديسن، إن الكتل الليفية من ألفا سينوكلين متشابهة جدا مع ما يوجد في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.

ووجد الباحثون أن إيريسين يمنع تراكم تكتلات ألفا سينوكلين وموت خلايا الدماغ المصاحب لها.

وبعد أسبوعين، حقن الباحثون ناقلا فيروسيا أدى إلى زيادة مستويات إيريسين في الدم، والذي يمكنه عبور الحاجز الدموي الدماغي إلى الفئران.

وبعد 6 أشهر، لم يكن لدى الفئران التي تلقت إيريسين أي عجز في حركة العضلات، في حين أظهرت الفئران التي تم حقنها بدواء وهمي عجزا في قوة القبضة.

أظهرت دراسات إضافية أجريت على خلايا المخ بين الفئران التي أعطيت إيريسين، أن هرمون التمرين يخفض مستويات ألفا سينوكلين المرتبط بمرض باركنسون بين 50% و80%.

وتشمل التمارين الهوائية -التي تعرف أيضا باسم تمارين التحمل- الأنشطة التي تزيد من معدل التنفس وضربات القلب مثل المشي والركض والسباحة وركوب الدراجات والقفز على الحبل، وفقا لجمعية القلب الأميركية.

حالة تنكسية

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن “مرض باركنسون هو حالة تنكسية في الدماغ ترتبط بأعراض حركية (الحركة البطيئة والرعشة والتصلب والمشي وعدم التوازن)، إضافة إلى طائفة واسعة من المضاعفات غير الحركية (الضعف الإدراكي واضطرابات الصحة العقلية واضطرابات النوم والألم واضطرابات حسية أخرى)”.

وتقول المنظمة “تساهم الإعاقات الحركية، مثل خلل الحركة (الحركات اللاإرادية) والارتخاء العضلي (التقلصات العضلية اللاإرادية المؤلمة)، في تقييد القدرة على الكلام والتنقل، وتضييق العديد من مجالات الحياة. ويؤدي تطور هذه الأعراض إلى ارتفاع معدلات الإعاقة ومتطلبات الرعاية. والعديد من الأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون يصابون أيضا بالخرف خلال مرضهم”.

وتقول منظمة الصحة “تشمل عوامل الخطر المتعلقة بمرض باركنسون التقدم في العمر، على الرغم من أن الأشخاص الأصغر سنا يمكن أن يصابوا به أيضا. ويتأثر الرجال بالمرض أكثر من النساء. وقد أظهر عدد من الدراسات أن العوامل البيئية، بما في ذلك المبيدات الحشرية وتلوث الهواء والمذيبات الصناعية، يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون”.

وتلفت المنظمة إلى أنه من غير المعروف ما هو سبب مرض باركنسون، ولكن يعتقد أنه ينشأ عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والتعرض للعوامل البيئية مثل المبيدات الحشرية والمذيبات وتلوث الهواء على مدى الحياة.

أعراض مرض باركنسون

تقول خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة “إن أتش إس” (NHS) إن الأعراض الثلاثة الرئيسية لمرض باركنسون هي:

-الاهتزاز اللاإرادي لأجزاء معينة من الجسم (الرعاش).

-حركة بطيئة.

-تصلب العضلات.

كما يمكن أن يعاني الشخص المصاب بمرض باركنسون أيضا من مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية الأخرى، من مثل:

-الاكتئاب والقلق.

-مشاكل التوازن.

-فقدان حاسة الشم.

-مشاكل النوم.

-مشاكل في الذاكرة.

 

المصدر : الجزيرة + منظمة الصحة العالمية + مواقع إلكترونية + يوريك ألرت
إغلاق