أمراضسلايد 1

حمى البحر المتوسط

لمعالجة حمى البحر المتوسط العائلية (FMF – Familial Mediterranean fever)، يُستعمل الكوليشين (Colchicine) وهو دواء يُستخرج من بصلة نبات اللحلاح (Colchicum). يحتوي هذا الدواء على مادة قوانيّة (Alkaloid) تستخدم لمعالجة الالتهابات، منذ القرن الميلادي الأول. ويعود مصدر الاسم إلى مقاطعة قديمة تدعى “كولخيس” (Colchis) تقع على شاطئ البحر الأسود.

وقد استعمل الكولشيسين في البداية  لمعالجة مرض النقرس (Gout)، لكن دائرة استعمالاته توسعت وتعددت على مر السنين، إذ بدأ يُستعمل لمعالجة حمى البحر المتوسط العائلية (FMF – Familial Mediterranean fever)، متلازمة بهجت (Behçet syndrome)، الداء النشواني (Amyloidosis)، وأنواع معينة من تليف الكبد (Liver cirrhosis)، تصلب الجلد (Scleroderma)، ومتلازمات جلدية أخرى.

تتمثل فاعلية الكولشيسين في إعاقة حركة كريات الدم البيضاء (Leucocytes) ومنعها من الوصول إلى المواقع التي يحدث فيها الالتهاب، بكافة مركباته.

تعتبر مادة الكولشيسين مادة آمنة للاستعمال، لكن مداها العلاجيّ في الدم ضيق ومحدود. تخضع هذه المادة لعملية الأيض (الاستقلاب – Metabolism) في الكبد حيث يتم تفكيكها، ثم يتم إفراز مكوناتها، بعضها في الأقنية الصفراوية (المرارة – Biliary) وبعضها الآخر في البول. لذلك، يجب تقليل جرعة هذا الدواء، أو التوقف عن تناوله، لدى وجود خلل / مرض في الكبد، في المرارة أو فشل كلوي (Renal failure). ونظرا لأن تفكيك الكولشيسين يتم بواسطة إنزيم (Enzyme) في الكبد (Liver) يقوم بتفكيك أدوية أخرى عديدة، في الوقت نفسه، يحصل تنافس بين هذه الأدوية على التفكك، مما قد يؤدي إلى ارتفاع مستواه في الدم. وبالإضافة إلى ذلك، هنالك عدة مواد تقوم بتثبيط عمل هذا الإنزيم مما يؤدي إلى منع تفكيك الكولشيسين. ومن هنا، فثمة مواد وأدوية عديدة – نذكر فيما يلي أبرزها – تستوجب الحذر عند تناولها سوية مع الكولشيسين، وخاصة في الحالات التي يوجد فيها مرض ما في الكبد أو في الكليتين. هذه المواد والأدوية تشمل: إريثروميسين (Erythromycin)، كيتوكينازول (Ketokenazole)، ديلتيازيم (Diltiazem) وإلى حد ما عصير الجريب فروت، أيضا.

الآثار الجانبية للعلاج بالكولشيسين تشمل : الغثيان، القيء، الإسهال وأوجاع في البطن.

في حالات التسمم من جراء الدواء يمكن أن تظهر الآثار التالية: خلل في عمل القلب، فشل كلوي، فشل رئوي، تخثر منتثر داخل الأوعية (DIC – Disseminated intravascular coagulation)، ثم قد تظهر لاحقا، أيضا، اختلاجات (Convulsions) وفـَقـْد الوعي. ونظرا لعدم توفر علاج ناجع للتسمم الحاد الناجم عن الكولشيسين، فثمة أهمية قصوى للتحقق من ضرورة  وصفه والمعالجة به ومن أن الجرعة الموصوفة ملائمة وتتناسب مع أداء الكبد والكليتين.

 

إغلاق