أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
الالتهابات الوريدية
الالتهابات الوريدية (Phlebitides – مفردها: التهاب وريدي – Phlebitis) هو مصطلح عام يشمل حالات الالتهاب التي تحدث في الأوردة. غالبا ما يكون الالتهاب الوريدي مصحوبا بتكوّن جلطات دموية (خثرات – Thrombi) تؤدي إلى سد مجرى الدم في داخل الوريد. هذا الوضع معروف، أيضا، باسم التهاب الوريد الخثاري (Thrombophlebitis) أو الخثار الوريدي (Venous thrombosis). في حالات التهاب الوريد الخثاري، من الممكن أن تصاب الأوردة السطحية والأوردة العميقة، على حد سواء. في حالة التهاب الوريد الخثاري السطحي يكون العامل الالتهابي أكثر وضوحا وبروزا منه في حالة التهاب الوريد الخثاري العميق، ولذا فإن مصطلح الالتهاب الوريدي (Phlebitis) هو أكثر ملائمة. يكون التهاب الوريد الخثاري السطحي مصحوبا باحمرار وحرارة مرتفعة موضعية على طول الوريد السطحي الملتهب. يكون الوريد صلبا، حساسا جدا كما تكون المنطقة المحيطة بالالتهاب وذمية.
التهاب الأوردة السطحية أكثر انتشارا لدى المصابين بالدوالي، لدى المرضى الذين يبقون طريحي الفراش لفترة طويلة أو لدى النساء الحوامل. ويعتمد العلاج، عادة، على الراحة بحيث تكون القدم مرفوعة، إضافة إلى أدوية من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non – steroidal Anti – Inflammatory Drug – NSAIDs)، كما يعتمد على المضادات الحيوية (Antibiotics) عندما تكون هنالك مؤشرات على تلوث الجلد. التضميد بواسطة ضمادات ساخنة بإمكانه التخفيف من حدة الالتهاب ومن المفضل في هذه الحالات ارتداء الجوارب أو استعمال الرفادات المرنة للوقاية من تكون الوذمات.
يظهر التهاب الأوردة السطحية، بشكل عام، في أوردة القدمين. وتتمحور أوردة القدمين السطحية حول وريدين رئيسيين (مركزيين) هما: الوريد الصافن الأكبر (Greater saphena) الذي يمتد على طول الجزء السفلي من الجسم من الجهة الداخلية، يبدأ في كفة القدم وينتهي في وريد الأربية – الوريد الفخذي (Femoral vein). الوريد الرئيسي الثاني هو الوريد الصافن الصغير(Lesser saphena) وهو أقصر من الوريد الأول ويبدأ من كفة القدم في الجهة الجانبية من ساق القدم ويمتد حتى يصل إلى وريد الركبة الوريد المأبِضيّ (Popliteal vein). التهاب وريد الصافن الأكبر بالقرب من وريد الفخذ قد ينتقل (ينفذ) إلى هذا الوريد فيسبب جلطة وريدية عميقة.
في التهاب الأوردة العميقة، أو التهاب الوريد الخثاري العميق، يكون العنصر البارز للعيان هو الجلطة الوريدية، لذا فان الحديث يدور حول تجلط الأوردة العميقة، وليس التهاب الأوردة. تجلط الأوردة العميقة هو أكثر انتشارا في أوردة القدمين. وهو يبدأ، عادة، من أوردة ساق القدم ثم تنتشر من هناك إلى الأعلى باتجاه أوردة الركبة، ثم الورك وحتى الحوض. ويؤدي تجلط الأوردة العميقة إلى انسداد الأوردة مما يعيق تصريف الدم، الأمر الذي يؤدي بالتالي إلى ارتفاع الضغط الوريدي في الأوردة التي تحت منطقة الانسداد.
كذلك، قد يسبب تجلط الأوردة العميقة ضررا في صمامات الأوردة. في داخل أوردة الرجلين هنالك صمامات تنفتح عند تدفق الدم من الأوردة باتجاه القلب وتنغلق عندما يتدفق الدم إلى الأسفل، في وضعية الوقوف. وهكذا، تمنع الصمامات عودة الدم إلى الرجلين (Reflux). الضرر في الصمامات يؤدي إلى الفشل الوريدي (Venous failure) الذي يكون مصحوبا بتكوّن وذمة وتغيّر لون الرجلين، وحتى تكوّن تقرحات (Ulcers) في الرجلين. مضاعفات هذه الحالة على المدى الطويل هي الفشل الوريدي. ولكن على المدى القصير تكون المضاعفات أخطر، مثل: الإنصمام الرئوي (pulmonary embolism). الجلطات (Thrombus) في الأوردة العميقة يمكن أن تنفصل، جزئيا أو كليا، عن الوريد وأن تسير في طريقها إلى أوردة الورك والحوض، بل قد تصل أيضا إلى القسم الأيمن من القلب. ومن هناك يمكن أن تواصل طريقها باتجاه الأوردة الرئوية مما يمكن أن يسبب انسداد هذه الأوردة مما قد يؤدي على الاحتشاء الرئوي. هذا الوضع خطير جدا إلى درجة أنه يسبب موت المرضى، بنسبة كبيرة.
أسباب وعوامل خطر الالتهابات الوريدية
عوامل الخطر التي تؤدي إلى تجلط الأوردة العميقة في الرجلين تشمل ما يلي: التزام الفراش لفترة طويلة عقب الجراحة، وخاصة جراحة العظام مثل استبدال مفصل الورك أو الركبة، أو جراحة كسر في الفخذ. وتشمل عوامل الخطر الأخرى: كدمات في الرجلين للساق، أورام خبيثة، حبوب منع الحمل، الحمل وما بعد الولادة. بعض المرضى يعانون من تجلطات الدم الوراثية أو المكتسبة. مزيج من هذه الحالات يسبب انتشار أكبر في تجلط الأوردة.
علاج الالتهابات الوريدية
علاج تخثر الدم بواسطة الهيبارين (Heparin) يمنع تكون وتوسع التجلط الوريدي، كما انه يساهم في تذويب وتحليل التجلطات التي سبق أن حدثت ويقلص الفترة التي يمكن لتجلط الدم أن ينقسم عن الوريد خلالها وأن يسبب الانسداد. هذا هو العلاج المتبع اليوم كما أنه يقلل بشكل واضح من حالات الانسداد الرئوي، ويقلص معدل حالات الموت الناجمة عن تجلط الأوردة العميقة في الرجلين. من المفضل أن تكون القدم مرفوعة أثناء الاستلقاء. بعد المرحلة الأولى هنالك حاجة إلى مزيد من علاج تخثر الدم باستخدام الوارفارين (Warfarin)، عن طريق الفم لفترة بضعة أشهر وقد تصل إلى نصف سنة. إذا تكررت التجلطات فمن الضروري الاستمرار في معالجة منع التخثر لفترة طويلة قد تدوم مدى الحياة. ويستخدم هذا العلاج أيضا عندما تزداد عوامل الخطر أو عندما تحدث زيادة في تخثر الدم.