أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
الام البطن
الم البطن (Abdominal pain) هو المصطلح الأكثر شيوعًا للأعراض المرضية، التي تصيب جدار البطن أو الأعضاء الموجودة داخل البطن. لا يشعر الأشخاص ببطونهم، في الوضع الطبيعي، ولذلك كل الم بطن يلزم المراجعة، التشخيص وتقديم العلاج المناسب.
تتحدد طبيعة الام البطن، مكان آلام البطن، مدة استمرار وأوقات حدوث الم البطن، بحسب المصدر الذي يسبب ظهور آلام البطن ووفقًا لنوعية المرض فيه.
عادةً، عندما يكون الم البطن في الجزء العلوي من البطن، أو الم اسفل البطن من جهة اليمين أو من جهة اليسار، يشير ذلك إلى أن سبب الم البطن، يكمن في العضو الموجود داخل البطن، في المنطقة التي يشعر المريض بها في آلام البطن؛ مثال على ذلك، يتميز الألم الناجم عن القرحة (Ulcer)، بظهور الم في البطن المركزية العليا (Epigastric pain).
أما الألم الناجم عن مرض في كيس المرارة فيكون في الجهة اليمنى من الجزء العلوي من البطن، ويظهر الم البطن الناجم عن التهاب الزائدة (Appendicitis) في الجهة اليمنى من الجزء السفلي من البطن.
إن طبيعة آلام البطن، إن كان ألمًا تشنجيًّا أو كان ألمًا غير واضح المعالم، ومدة الم البطن – التي تتراوح بين فترات زمنية قصيرة، أو قد تمتد لساعات طويلة في أحيان أخرى، فإن كليهما يساهم في معرفة المسبب لالم البطن.
تتسبب الاضطرابات في العمل السليم للأمعاء الدقيقة أو القولون، بظهور ألم تشنُّجي. عند وجود اضطرابات في حركة الأمعاء، تكون التقلصات المِعَوِيَّة الثابتة المسؤولة عن تقدم محتوى الأمعاء، والتي تميز الأمعاء الفارغة، غير محسوسة. تؤدي زيادة شدة التقلصات بهدف التغلب على انسداد جزئي أو كامل، أو بهدف دفع فعال لكميات كبيرة من المحتويات، كما هو الأمر لدى المصابين بعدوى حادة في الأمعاء، إلى حدوث التشنجات. من جهة أخرى، فإن الم البطن الناجم عن الأمراض الالتهابية يظهر كألم غير واضح المعالم، كما أنه يكون متواصلاً.
إن وقت ظهور الم البطن، نسبة لوقت تناول الطعام والساعة التي يظهر بها، تدل على سبب الم البطن. لذا يكون هناك، لدى المرضى الذين يعانون من قرحة في الاثني عشر، تحسن في الم البطن بعد نصف ساعة من تناول الطعام، وبمجرد أن تصبح المعدة خاوية، حيث لا يكون فيها طعام يبطل مفعول الحمض، يشعر المريض في آلام البطن ثانية. لذلك من الشائع أن يستيقظ المرضى المصابون بقرحة المعدة أو الاثني عشر من النوم، بسبب آلام الجوع، ليجدوا أنفسهم يأكلون لتخفيف الم البطن. يشتد الم البطن لدى المرضى الذين يعانون من انسداد مِعَوِيٍّ جُزْئي (Partial intestinal obstruction) بعد تناول الطعام، ويشعر هؤلاء المرضى بتحسن، عندما تكون بطونهم خاوية من الطعام.
أعراض الام البطن
قد تساهم الأعراض المرافقة لالم البطن في تحديد التشخيص، وفي تحديد المصدر المسؤول عن الم البطن.
تشمل هذه الأعراض فقدان الوزن، الغثيان، التقيؤ، فِقدان الشهية واليَرَقان (Jaundice) بالإضافة لتغيّر في الحركة المِعَوِيَّة، والذي يتمثل بحدوث – إسهال أو إمساك
أسباب وعوامل خطر الام البطن
تسبب بعض الأمراض، حدوث الم البطن ذات طابع خاص. فعلى سبيل المثال، وجود ورم سرطاني في جسم البنكرياس، يسبب ظهور الم البطن الشديد والمتواصل ينتشر على شكل حزام في الظهر، والذي يخف عند الانحناء للأمام. قد يسبب اضطراب في تزويد الدم بواسطة الأوعية الدموية الكبيرة للجهاز الهضمي، حدوث الم البطن الشديد، يظهر عادةً بعد تناول الطعام، ويخف عندما تكون البطن خاوية من الطعام.
قد ينجم الم البطن عن فتق (كسر) في جدار البطن. حصر الدهون، أو حصر جزء من الأمعاء في منطقة، يكون فيها جدار البطن العضلي ضعيفًا، يؤدي لألم حاد. يظهر الم البطن بشكل عام في وضعيات جسم معينة، عند ارتفاع الضغط داخل البطن، عند السعال مثلاً، ويخف عند الاستلقاء، عند رجوع الجزء المحصور إلى داخل تجويف البطن.
تحفيز الصِّفاق – (Peritoneum – الغشاء الذي يغلف الأعضاء الموجودة داخل البطن)، إثر حدوث التهاب، يتمثل بظهور الم البطن غير واضح المعالم ونموذجي، حيث إنه يتفاقم جدًّا عند القيام بأي حركة أو أي ارتجاج مهما يكن خفيفًا، مثل السعال، أو الاهتزازات وقت السفر بالسيارة، بسبب الحفر الموجودة على طول الطريق.
مضاعفات الام البطن
إنه من المهم أن نعرف، ما إذا كان الم البطن قد ظهر بشكل حاد أو بشكل تدريجي.
إن الم البطن الشديد الذي يظهر بشكل حاد ويستمر لبضع ساعات، يدل عادة على وجود حالة طوارئ داخل البطن، مثل ثقب قرحة (Perforated ulcer)، أو ثقب في مقطع آخر من الأمعاء، والذي يلزم إجراء عملية جراحية عاجلة.
يتسم الم البطن الذي يظهر بشكل تدريجي، بظهوره كنتيجة لعملية التهابية في الأعضاء، ككيس المرارة أو القولون.
تشخيص الام البطن
قد تكون آلام البطن علامة على وجود حالة خطيرة. لحسن الحظ، في معظم الحالات لا تكون المسببات خطيرة. قد يساعد مكان الم البطن على تحديد السبب. وبحسب مكان الام يتم تحديد عملية البدء بتشخيص المسبب الرئيسي لألام البطن بحسب الامراض الاكثر شيوعًا والمعروفة كمسببة للآلام في تلك المنطقة.
لهذا الغرض تم تقسيم البطن بطريقتين الاولى لأربعة اجزاء وهم الربع العلوي الأيمن، الربع العلوي الأيسر، الربع السفلي الأيمن والربع السفلي الأيسر. التقسيم بالطريقة الثانية يقسم البطن الى ثلاثة اقسام رئيسية وهي الجزء العلوي الأوسط والسفلي.
تشخيصات ممكنة مسببة لالام البطن
فيما يلي بعض الأمثلة، للتشخيصات الممكنة كمسببة لآلام البطن بحسب منطقة الألم، ولكن يجب التنويه إلى أن هذه الأمثلة هي مجرد أعراض تساعد في توجيه الطبيب لمصدر المشكلة، ولكنها لا تدل بالضرورة على مصدر الم البطن:
1- الربع العلوي الأيمن:
- مراري: التهاب المرارة، تحصّ صفراوي، التهاب الاقنية الصفراوية
- قولوني: التهاب القولون، التهاب الرتج (diverticulitis)
- كبدي: التهاب الكبد، خراج (abscess)، كتلة في الكبد
- رئوي: التهاب رئوي، صمّة (embolus)
- كلوي: تحصي الكلى، التهاب الحويضة والكلية
2- الربع العلوي الأيسر:
- قلبي: ذبحة، احتشاء عضلة القلب، التهاب غشاء القلب (pericarditis)
- معدي: التهاب المريئ، التهاب المعدة، القرحة المعدية
- البنكرياس: كتلة، التهاب البنكرياس
- كلوي: تحصي الكلى، التهاب الحويضة والكلية
- وعائي: تسلخ الابهر (Aortic Dissection)، اقفار المساريق (mesenteric ishcemia)
3- الربع السفلي الأيمن:
- قولوني: التهاب الزائدة، التهاب القولون، التهاب الرتج (diverticulitis)، داء الامعاء الالتهابي (IBD)، داء الامعاء المتهيجة (IBS)
- نسائي: حمل منتبذ (ectopic pregnancy)، الياف، كتلة في المبيضين، لَوْي المبيض، مرض التهابي حوضي (PID)
- كلوي: تحصي الكلى، التهاب الحويضة والكلية، التهاب المثانة
4- الربع السفلي الأيسر:
- قولوني: التهاب القولون، التهاب الرتج (diverticulitis)، داء الامعاء الالتهابي (IBD)، داء الامعاء المتهيجة (IBS)
- نسائي: حمل منتبذ (ectopic pregnancy)، الياف، كتلة في المبيضين، لَوْي المبيض، مرض التهابي حوضي (PID)
- كلوي: تحصي الكلى، التهاب الحويضة والكلية، التهاب المثانة
5- القسم العلوي (Epigastric):
- مراري: التهاب المرارة، تحصّ صفراوي، التهاب الاقنية الصفراوية
- قلبي: احتشاء عضلة القلب، التهاب غشاء القلب (pericarditis)
- معدي: التهاب المريئ، التهاب المعدة، القرحة المعدية
- البنكرياس: كتلة، التهاب البنكرياس
- وعائي: تسلخ الابهر (Aortic Dissection)، اقفار المساريق (mesenteric ishcemia)
6- القسم الأوسط ما حول الصرة (Periumbilical):
- قولوني: التهاب الزائدة في مراحلها المبكرة
- معدي: التهاب المريئ، التهاب المعدة، القرحة المعدية، كتلة معدية في الامعاء الدقيقة او انسداد
- وعائي: تسلخ الابهر (Aortic Dissection)، اقفار المساريق (mesenteric ishcemia)
7- القسم السفلي (suprapubic):
- قولوني: التهاب القولون، التهاب الرتج (diverticulitis)، داء الامعاء الالتهابي (IBD)، داء الامعاء المتهيجة (IBS)
- نسائي: حمل منتبذ (ectopic pregnancy)، الياف، كتلة في المبيضين، لَوْي المبيض، مرض التهابي حوضي (PID)
- كلوي: تحصي الكلى، التهاب الحويضة والكلية، التهاب المثانة
يظهر الم البطن الناجم عن الأعضاء المجوفة، كالأمعاء أو كيس المرارة، عادةً بشكل متقطع، كما هو الحال في ألم الغازات في البطن. أما الألم الناجم عن الأعضاء الصلبة – الكلى، الطحال، الكبد – فيميل لأن يكون أكثر ثباتًا واستمرارية.
تؤدي القرحات في المعدة في بعض الأحيان، لألم ذي طبيعة حارقة في الجزء العلوي للبطن. يخف الألم بشكل عام بعد تناول طعام أو جرعة مضادة للحموضة. توجد هناك استثناءات لهذه القوانين أيضًا.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا كان الم البطن شديدًا جدًّا أو عند تواجد نزيف، توجهوا للطبيب. كذلك الأمر، في حال وجود إصابة أو كدمة خطرة في البطن في الفترة الأخيرة، يجب التوجه للطبيب – فقد يكون هنالك تمزق في الطحال أو مشكلة خطيرة أخرى.
قد يكون الم البطن أثناء فترة الحمل خطيرًا جدًّا، ومن المهم فحص ذلك. الحمل خارج الرحم – في الأبواق (قنوات فالوب – Fallopian tubes) بدلاً من الرحم – قد يحدث قبل أن تكون المرأة على علم بكونها حاملاً. عندما يكون الم البطن محددًا في منطقة واحدة فقط، فإن ذلك قد يدل على وجود حالة أشد خطورة من الحالة التي تسبب حدوث الم البطن عامة. يجب التنويه ثانيةً، بأن هنالك استثناءات. الم البطن الذي يظهر باستمرار وقت الحيض، بالأساس، الم البطن السابق للحيض، يدل على وجود الإنتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis).
تتفاقم حالة قرحات المعدة في حالة ازدياد الحِمْض، وتتحسن حالتها عند تناول مضادات الحِمْض. من المعروف اليوم، أن المسبب لمعظم قرحات المعدة هي جرثومة باسم الملوية البوابية (Helicobacter pylori). لذلك، إذا لم تؤدِّ مضادات الحموضة ومخففات الحموضة لتحسن كامل في الألم في غضون أسبوع، يجب التوجه للطبيب لفحص طرق علاج أخرى.
التهاب الزائدة (Appendicitis)
إحدى العلامات التي يتسم بها التهاب الزائدة، والتي تظهر لدى معظم المرضى، هي التسلسل التي تظهر به الأعراض التالية:
- ألم يظهر عادةً حول السرّة أو تحت عظمة القَص (Sternum) في البداية. فقط في وقت لاحق يتمركز في الجهة اليمنى للجزء السفلي من البطن.
- غثيان أو تقيؤ، أو على الأقل فِقدان الشهية.
- تحسس موضعيّ في القسم الأيمن السفلي من البطن.
- ارتفاع درجة الحرارة بين الـ 38 حتى 39 درجة مئوية Co.
إذا كان المريض يعاني من الأعراض التالية، فإن ذلك يقلل من إصابته بالتهاب الزائدة:
- ارتفاع درجة الحرارة قبل أو عند بداية ظهور الم البطن.
- انعدام ارتفاع درجة الحرارة أو حمى، فوق الـ 39 درجة مئوية، في الـ 24 ساعة الأولى.
- تقيؤ المريض قبل ظهور الم البطن أو عند ظهوره.
علاج الام البطن
في الحالات الخفيفة يمكن علاج الام البطن في المنزل.
العلاج المنزلي
شرب الماء أو سوائل صافية أخرى، والامتناع عن تناول الأغذية الصلبة. نشاط مِعَوي، خروج غازات عبر فتحة الشرج، أو تجشؤ صحي قد تخفف الم البطن، لا يجب محاولة كبت الأمر. قد يساعد المغطس الحار بعض الأشخاص.
يتم البدء، بشكل عام، بعلاج مضاد للحموضة لعلاج الحرقة في المعدة، مشاكل الهضم أو في حالات الاشتباه بوجود قرحة معديّة، عن طريق ابتلاع المادة كل أربع ساعات. يمكن استعمال مضاد حموضة سائل، وشرب حليب قليل الدسم كل بضع ساعات. إذا لم يساعد العلاج المضاد للحموضة، تتم تجربة أحد الأدوية المساعدة على إيقاف إفراز حامض المعدة، والتي لا تحتاج لوصفة طبيب. إذا لم يساعد هذا العلاج أيضًا، فهناك حاجة لزيارة الطبيب.
مفتاح العلاج البيتي هو إعادة التقييم: إن كل الم بطن مستمر، يجب أن يُعالَج في غرفة الطوارئ أو في العيادة. يتم إعطاء العلاج البيتي، في حال كان الم البطن خفيفًا ويختفي خلال 24 ساعة، أو إذا كان بالإمكان التحديد بوضوح بأنه ناجم عن فيروس في البطن، حرقة أو مشكلة خفيفة أخرى.
ما المتوقع لدى الطبيب؟
سيجري الطبيب فحصًا شاملاً، بالأساس للبطن. في الغالب يتم إجراء عد دموي (Blood count) وفحص بول عام، وفي العديد من الحالات يوصى بالقيام بفحوصات مخبرية إضافية.
لا توجد بشكل عام، أهمية لصور الأشعة السينية في حالات ألم البطن الذي يستمر لمدة زمنية قصيرة، ولكن أحيانًا، تكون هناك حاجة للقيام بها.
بالإضافة لذلك، قد تكون هناك حاجة أحيانًا للبقاء في المستشفى بهدف الإشراف على المريض. وفي حالات خطرة هنالك حاجة لاجراء عملية مستعجلة. إذا لم يتم إيجاد مشكلة في التقييم الأولي، وعلى الرغم من ذلك، بقي المريض يعاني من الم البطن، يجب إعادة تقييم الحالة.
توجد هناك نتائج مرضية لعلاج قرحة المعدة، بمساعدة مضادات حيوية لقتل جرثومة المَلْوِيَّة البَوَّابِيَّة (Helicobacter pylori). إذا شَخّص الطبيب وجود قرحة في المعدة، يوصى بسؤاله حول العلاج من هذا النوع.