أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
داء الرشاشيات
داءُ الرَّشَّاشِيَّات (Aspergillosis) هو اسم عام لمجموعة من الأمراض التي يسببها فطر الرشاشيات (Aspergillus). هذا الفطر، وخلافا لفطريات المُبْيَضَّة (Candida)، ليس موجودا بشكل طبيعي في جسم الإنسان، بل هو موجود في البيئة وينمو على أوراق النباتات والأشجار الميتة، في مستودعات الحبوب، الأسمدة العضوية والخضروات المتعفنة. ويمكن العثور عليها في نبتة الميرحوانا (القنب الهندي).
على الرغم من أن معظم الأشخاص يتعرضون لهذا الفطر بشكل دائم، إلا إنه نادرا ما يظهر المرض عند الأشخاص ذوي المناعة السليمة، وعادة ما يظهر المرض فقط عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
وقد تحدث الإصابة بداءُ الرَّشَّاشِيَّات بأشكال عدة:
- الرَّشَّاشِيَّات القصبية الرئوية الأرجية (ABAP – Allergic Bronchopulmonaryaspergilosis): في كثير من الأحيان تصيب الأشخاص الذين لديهم أحد الأمراض الرئوية، مثل الربو (Asthma) أو التليف الكيسى (Cystic Fibrosis).
- وَرَمُ الرَّشَّاشِيَّات (Aspergilloma): هو عبارة عن هيكل منظم من الكرات الفطرية يتطور في داخل تجويف الرئتين في أعقاب حصول تَنَدُّب في الرئتين بسبب الإصابة بمرض سابق، مثل السل (Tuberculosis) أو الخراجات (Abscess) الرئوية.
- الرَّشَّاشِيَّات الرئوية الاقتحامية أو الغازية (Pulmonary aspergillosis – invasive type): وهو تلوث جدي يسبب التهابا رئويا شديدا، بل يمكنه اختراق الرئتين والوصول إلى مجرى الدم والتسبب بأمراض في أماكن أخرى من الجسم. هذه الحالة تحدث بشكل حصري تقريبا لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، بعد الإصابة بالسرطان، الإيدز، سرطان الدم، العلاج الكيميائي، زراعة الأعضاء أو حالات وأدوية أخرى تسبب انخفاضا في الكريات البيضاء في الدم.
أعراض داء الرشاشيات
تختلف الأعراض تبعا لنوع العدوى:
في الرَّشَّاشِيَّات الأرجية:
- السعال أو السعال المصحوب بدم بني اللون.
- الحمى (ارتفاع درجة حرارة الجسم).
- الضعف العام.
- التصفير عند التنفس.
- فقدان الوزن.
- النوبات المتكررة من انسداد المسالك التنفسية.
في الرَّشَّاشِيَّات الاقتحامية، تبعا للعضو الذي تدخل إليه الفطريات، قد يظهر أيضا:
- ألم في العظام.
- دم في البول.
- ألم في الصدر.
- قشعريرة.
- صداع.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- تقرحات جلدية.
عند الاصابة بورم الرَّشَّاشِيَّات قد لا تظهر الأعراض إطلاقا، أو قد تظهر أعراض الرَّشَّاشِيَّات الأرجية.
مضاعفات داء الرشاشيات
داء الرشاشيات الأرجية يميل إلى المعاودة بعد العلاج وهنالك حاجة إلى تكرار العلاج. داء الرشاشيات الغازية، الذي لا يستجيب للعلاج، يؤدي إلى الوفاة. احتمال شفاء المريض يعتمد، بالدرجة الأولى، على حالة المرض الأولى التي أدت إلى الضعف المناعي وسببت ظهور داء الرشاشيات.
المضاعفات التي تظهر بعد الشفاء هي: انخماص القصبات (Bronchiectasis)، نزف حاد في الرئتين، وخاصة عند الإصابة بالرَّشَّاشِيَّات الاقتحامية (الغازية)، انسدادات مخاطية تعيق المجاري التنفسية، انسداد ثابت في المسالك الهوائية وفشل الجهاز التنفسي. حتى الأدوية قد يكون لها آثار جانبية مثل الفشل الكلوي، الحمى والقشعريرة بعد العلاج بالأمفوتريسين Amphotericin B) B).
تشخيص داء الرشاشيات
التلوثات الفطرية ليست شائعة، لذلك عند الاشتباه بالإصابة بداءُ الرَّشَّاشِيَّات، يكون التشخيص صعبا ويشكل تحديا كبيرا. الفحوصات التي تساعد على تأكيد التشخيص هي:
- الأجسام المضادة (الأضداد – Antibodies): ينتج الجسم الأضداد ردا على أي عامل ملوث يدخل إليه. يمكن اكتشاف هذه الأجسام المضادة في المختبر، وهكذا يمكن معرفة ما إذا كان الشخص قد تعرض للإصابة بالرشاشيات.
- فحوصات التصوير (Imaging): بالوسائل والتقنيات التي تصور الرئتين، مثل تصوير الصدر بالأشعة السينية (رنتجن – X – ray) أو التصوير المقطعي المحوسب (Computed Tomography – CT ) التي تعطي نتائج أكثر دقة وتمكّن من اكتشاف وتحديد بينات مميزة للرشاشيات.
- فحص التعداد الدموي الشامل (Complete blood count): بواسطة هذا الفحص، يمكن فحص عدد خلايا الدم المختلفة، إذ أن أنواعا معينة من خلايا الدم (مجموعة فرعية من خلايا الدم البيضاء) تتكاثر عند وجود التلوث الفطري في الجسم.
- جالاكتومانان (Galactomannan): يتم إنتاج هذا الجزيء فقط بواسطة الرشاشيات ولا تنتجه خلايا الجسم. ظهور هذا الجزيء في سائل الدم يشير إلى وجود العدوى.
- فحص البلغم: يمكن أخذ عينة من بلغم المريض، بحيث من المهم جدا أن تكون العينة من البلغم من الرئتين وليس من لعاب الفم. يمكن صبغ العينة بمادة كيميائية صبغية ومشاهدتها تحت المجهر، أو بدلا من ذلك يمكن محاولة استنبات الرشاشيات من العينة في ظروف مخبرية.
- الخزعة (Biopsy): هذا هو الملاذ الأخير للتشخيص حيث يمكن أخذ قطعة من نسيج الرئة، بواسطة منظار القصبات الهوائية (Bronchoscope)، للكشف عن الفطريات.
علاج داء الرشاشيات
- داء الرشاشيات الحساسية: لا تتم معالجته بواسطة الأدوية المضادة للفطريات، لأن مسبب هذا النوع من المرض ليس الفطريات، وإنما هو ينجم عن رد الفعل الأرجي (التحسسي). الطريقة المتبعة في هذه الحالة هي العلاج الذي يؤثر على الجهاز المناعي، وخاصة السترويدات (Steroids).
- ورم الرشاشيات: لا يتطلب العلاج، عادة، إلا في حال حدوث نزيف في داخل أنسجة الرئة ومضاعفات من جراء ذلك. وإذا كانت هنالك حاجة إلى العلاج فإن العلاج يكون بواسطة الجراحة.
- داء الرشاشيات الغازية: يتطلب العلاج بالأدوية المضادة للفطريات لعدة أسابيع، عادة من نوع فوريكونازول (Voriconazole) عن طريق الفم أو بالحقن المباشر في الوريد. عندما يكون المرض مصحوبا بالتهاب الشغاف (Endocarditis) فهنالك ضرورة لإزالة الصمام المصاب والعلاج لفترة طويلة بالأمفوتريسين Amphotericin B) B).
الوقاية من داء الرشاشيات
تتركز الوقاية في المحافظة على سلامة الجهاز المناعي والحذر عند استخدام الأدوية الكابتة لجهاز المناعة أو التي تضعفه. عند الحاجة إلى استعمال مثل هذه الأدوية ينبغي تجنب التعرض للعدوى، قدر المستطاع. كما أن هنالك أهمية كبيرة، أيضا، للوقاية من مرض الإيدز الذي يشكل عاملا مهما يسهل ظهور المرض.