أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
القصور البطاني
القصور البطاني (Endothelial dysfunction)
الخلايا البطانية (البطائن – endothelia) هي الغلاف الداخلي لجميع الأوعية الدموية في الجسم. والبطائن هي العضو الأكبر في الجسم ويمتد على مساحة شاسعة جدا ويزن 2 – 3 كغم. والبطائن فاعلة جدا في الجسم، وخاصة في تحديد درجة انقباض الأوعية الدموية. فمن الجهة الأولى، تفرز الخلايا البطانية مواد تؤدي إلى توسّع الأوعية الدموية, مثل أكسيد النيتريك (NoNitric oxide)، بروستاسيكلين (Prostacyclin) وغيرها من المواد. ومن جانب آخر, تفرز هذه الخلايا، أيضا، مواد تؤدي إلى تقلص/ انقباض الأوعية الدموية وقابلة للتجلط, مثل الإندوثيلين (Endothelin), الأنجيوتنسين II المحلي (Angiotensin) ومواد مؤكسدة (Oxidant) أخرى.
بواسطة هذه المواد, تستطيع الخلايا البطانية السليمة، عند الضرورة توسيع الأوعية الدموية أو تقليصها، حسب الحاجة. على سبيل المثال, أثناء بذل الجهد البدني أو ارتفاع درجة حرارة الجسم – توسيع الأوعية الدموية. وبالعكس، في حالة هبوط درجة الحرارة أو الراحة – تقليص الأوعية الدموية. وبالإضافة إلى ذلك, تقي الخلايا البطانية من النزف حتى الموت من جراء أي خدش أو جرح، وذلك من خلال تمكين الأوعية الدموية من الانقباض وتجميع الصفيحات, من أجل تكوين خثرة دموية (Thrombus) توقف النزيف.
ومن هنا، فإن قصور الخلايا البطانية يشكل إخلالا في التوازن الدقيق الذي أشير إليه أعلاه ويسبب انحرافا في التوازن, عادة إلى جهة تقلص الأوعية الدموية مع ميل الى التخثر. هذه الإصابة تؤدي إلى تدني القدرة على إنتاج أكسيد النيتريك (Nitric Oxide).
إن تأذي الخلايا البطانية هو مرحلة أولى في عملية نشوء وتكوّن طبقة التصلّب في الأوعية الدموية وتتطور، بتحفيز وإثارة من عوامل الخطر الشائعة المسبب للتصلب العصيدي (Atherosclerosis) والأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والأعية الدموية – Cardiovascular diseases) مثل، فرط ضغط الدم (Hypertension), السكري (Diabetes), التدخين, فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia), مقاومة الإنسولين (Insulin resistance)، بل والتاريخ العائلي من الإصابة بأمراض قلبية ووعائية (العوامل الوراثية).
تشخيص القصور البطاني
تشخيص القصور البطاني
يتم التشخيص بواسطة فحص استجابة الشريان للمواد المحفّزة لإفراز أكسيد النيتريك (No), مثل الإستيل كولين (Acetylcholine), الأرجينين (L – Arginin) أو البراديكينين (Bradykinin).
بطريقة أكثر سهولة، يمكن فحص مدى استجابة شريان المرفق (الشريان العضدي في المرفق – Brachial artery) إلى ضغط طرف الكم في جهاز قياس ضغط الدم على الذراع (Flow mediated vasodilatation). إنسداد الشريان من جراء الكم يسبب خللا في إمدادا الدم الموضعي (نقص التروية – Ischemia). الخلايا البطانية السليمة بإمكانها إفراز أكسيد النيتريك فوراً بغية توسيع الشريان الذي يتم قياسه بواسطة جهاز دوبلر (Doppler).
علاج القصور البطاني
علاج القصور البطاني
النشاط الجسماني, أوميغا 3 (Omega – 3), أرجينين (L – Arginine), معالجة وموازنة عوامل الخطر المذكورة أعلاه – ضرورية لتحسين وظيفة الخلايا البطانية. الأدوية المعدة لخفض مستوى الكوليسترول، من نوع الستاتينات (Statins)، تحسّن من أداء الخلايا البطانية على المدى البعيد، على عكس المواد مضادات الأكسدة، مثل فيتامين C وفيتامين E.