دراسات وبحوث

عدد مرات دخول الحمام يوميا يشير إلى احتمالية الإصابة بالسكري ومرض القلب

توصلت دراسة حديثة إلى أن تكرار حركة الأمعاء (عدد مرات دخول الحمام للتبرز يوميا) قد يشير إلى خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب، فما المعدل المثالي لدخول الحمام الذي يرتبط بأقل خطر لهذه الأمراض؟

أجرى الدراسة علماء صينيون، ونشرت في مجلة “بي إم جي أوين”، وكتب عنها موقع “ديابيتز كو يو كيه” (diabetes.co.uk).

عدد مرات التبرز يوميا

واستخدم الباحثون بيانات من “بنك كادوري الحيوي في الصين” (China Kadoorie Biobank)، وسجل الباحثون 487 ألفا و198 مشاركا تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاما في الدراسة.

وتم إجراء المسح الأساسي الأولي من عام 2004 إلى عام 2008، مع بدء المتابعة بعد ذلك واستمرارها لمدة 10 سنوات في المتوسط.

وتم تقييم وتيرة حركة الأمعاء (عدد مرات التبرز يوميا) مع إجابة المشاركين على السؤال “كم مرة يحدث لديك حركة الأمعاء كل أسبوع؟” وكانت الردود الأربعة المتاحة: أكثر من مرة في اليوم، مرة في اليوم، مرة كل يومين إلى 3 أيام، أو أقل من 3 مرات في الأسبوع.

عدد مرات دخول الحمام

وبعد متابعة متوسطها 10.1 سنوات، وجد الباحثون النتائج التالية حول عدد مرات دخول الحمام:

الذهاب إلى الحمام أكثر من مرة يوميا

وجد الباحثون مخاطر أعلى للإصابة بـ”أمراض القلب الإقفارية” (IHD)، وفشل القلب، و”مرض الانسداد الرئوي المزمن” (COPD)، ومرض السكري من النوع الثاني، و”أمراض الكلى المزمنة” (CKD) في المشاركين الذين أبلغوا عن الذهاب للحمام للتبرز أكثر من مرة يوميا، مقارنة بالمجموعة التي ذهبت مرة يوميا.

الذهاب إلى الحمام أقل من 3 مرات في الأسبوع

وجد الباحثون أن المشاركين الذين أبلغوا عن أقل من 3 مرات للتبرز في الأسبوع -وهذا يعني إصابتهم بالإمساك- قد كان لديهم زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية و”أحداث الشريان التاجي الرئيسية” (major coronary events) والسكتة الدماغية وداء الكلى المزمن.

وتعرف أحداث الشريان التاجي الرئيسية أنها احتشاء عضلة القلب أو قصور القلب الإقفاري أو “الذبحة الصدرية غير المستقرة” (unstable angina) أو الموت المفاجئ.

لذلك، تشير النتائج إلى أن حركة الأمعاء المنخفضة قد تحمل خطرا متزايدا للإصابة بنوبة قلبية.

ويضيف الباحثون “بناء على نتائج الدراسات الحالية والسابقة، يجب على الأشخاص الذين يعانون من “تردد حركة الأمعاء غير الطبيعية” (abnormal bowel movement frequency) النظر في إمكانية الإصابة بأمراض غير مشخصة وأن يكونوا على دراية بالمخاطر المستقبلية المحتملة لمختلف الظروف الصحية”.

المعدل الطبيعي لدخول الحمام يوميا

يجب أن نؤكد هنا أن هذه النتائج هي من دراسة، يعني لا يمكن الانطلاق منها لوضع تعريف علمي لعدد مرات دخول الحمام.

مع ذلك، يمكن القول استنادا إلى هذه الدراسة فقط، أنه “يبدو أن المعدل الطبيعي للتبرز هو حوالي مرة واحدة يوميا”، والذي يبدو أنه لا يرتبط بزيادة خطر أمراض السكري والقلب. مع ذلك هذا استنتاج عام، وقد تكون معرضا لهذه الأمراض حتى لو كنت تذهب مرة واحدة للحمام يوميا. استشر الطبيب دائما، واسأله إذا شعرت بتغير في حركة الأمعاء، زيادة أو نقصانا، او إذا كان البراز رخوا أو صلبا للغاية.

حركة الأمعاء

ننتقل من الدراسة، للحديث أكثر عن حركة الأمعاء، والتي سنقسمها إلى قسمين:

حركات الأمعاء المتكررة

وهي حالة يتغوط فيها الشخص أكثر من المعتاد. لا يوجد عدد “طبيعي” من حركات الأمعاء، وقد يختلف نمط الشخص “الطبيعي” عن هذه الأرقام. فالقول إن حركات الأمعاء أصبحت أكثر تواترا يعتمد على زيادة في النمط المعتاد لهذا الشخص، وليس على تعريف قياسي ينطبق على الجميع، وفقا ل”كليفلاند كلينيك”.

لكن عموما، يمكن تعريف الإسهال بأنه أكثر من 3 مرات من التغوط للبراز الرخو يوميا.

ما الذي يسبب حركة الأمعاء المتكررة؟

تستمر بعض حالات حركات الأمعاء المتكررة لفترة قصيرة فقط وليست مدعاة للقلق. ويمكن أن يكون سببها اضطراب في الجهاز الهضمي من تناول الأطعمة الفاسدة أو الدهنية أو الحارة، أو الطعام الذي لا يمكن تحمله.

وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لحركات الأمعاء المتكررة زيادة التمارين البدنية، أو بعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو الميتفورمين، أو تغيير النظام الغذائي (المزيد من الألياف أو الماء أو الدهون أو السكريات). وقد تعود حركات الأمعاء إلى وضعها الطبيعي بعد أن يتكيف الشخص مع هذه التغييرات أو يجري تعديلات على نظامه الغذائي.

وقد تكون هناك أسباب أخرى لحركة الأمعاء المتكررة، بما في ذلك ما يلي:

-عدوى بكتيرية.

-عدوى “المطثية العسيرة” (C. difficile) (والتي يمكن أن تكون خطيرة إذا لم يتم علاجها).

-عدوى فيروسية.

-عدوى طفيلية مثل الديدان أو الطفيليات.

-“التهاب الرتج” (Diverticulitis) (الجيوب الصغيرة على طول جدار القولون تمتلئ بالبراز الراكد وتصبح ملتهبة).

-“مرض التهاب الأمعاء” (Inflammatory bowel disease) (مجموعة من الاضطرابات، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي، الذي يسبب تهيجا وتورما في الجهاز الهضمي).

-التهاب البنكرياس.

-مرض السيلياك (أحد أمراض المناعة الذاتية التي تسبب الحساسية للغلوتين، وهو بروتين موجود في الحبوب مثل القمح أو الجاودار أو الشعير).

-سرطان القولون أو أي مكان آخر في الجهاز الهضمي.

-حساسية الطعام.

-مشاكل المرارة.

-عدم تحمل اللاكتوز.

-متلازمة القولون العصبي.

-الآثار الجانبية للأدوية (بما في ذلك مضادات الحموضة والملينات وملينات البراز).

-الأطعمة والمشروبات، بما في ذلك بعض الأعشاب وشاي الأعشاب والكافيين.

-استخدام المضادات الحيوية، والتي يمكن أن تزعج البكتيريا الطبيعية في الأمعاء.

-انسداد الأمعاء.

-مضاعفات جراحة الأمعاء أو البطن.

-مضاعفات علاجات السرطان مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي.

علاج حركة الأمعاء المتكررة

يعتمد علاج حركة الأمعاء المتكررة على التعامل مع السبب، مثل علاج عدوى الديدان إذا كانت السبب، أو أخذ علاجات للقولون لعصبي إذا كان هو المسبب.

الإمساك

ننتقل إلى الإمساك، والذي يعرف عموما بأنه أقل من 3 مرات تبرز أسبوعيا.

يؤثر الإمساك على معظم الأشخاص من وقت لآخر ويمكن أن يختلف من كونه نادرا إلى حالة مزمنة طويلة الأمد.

أعراض الإمساك

تشمل علامات الإمساك إخراج البراز بشكل غير متكرر، وإخراج البراز الصلب الذي يمكن أن يتضمن الإجهاد.

ويمكن أن يسبب الإمساك مشاكل إذا أدى إلى:

-الانتفاخ.

-آلام المعدة.

-عدم الراحة أو صعوبة في التبرز.

أسباب الإمساك

هناك عدد من الأسباب المحتملة للإمساك، والسبب الشائع هو تغيير النظام الغذائي، خاصة فيما يتعلق بتقليل تناول الألياف غير القابلة للذوبان.

وقد تشمل الأسباب الأخرى:

-قلة الترطيب.

-مرض السيلياك.

-متلازمة القولون العصبي.

-سرطان قولوني مستقيمي.

-أدوية معينة، وتشمل الأدوية التي قد تؤدي إلى الإمساك مضادات الاكتئاب وأقراص الماء ومكملات الكالسيوم أو الحديد.

-من الشائع أن تعاني النساء في المراحل المبكرة من الحمل من الإمساك.

علاج الإمساك بالحمية

يمكن تخفيف الإمساك من خلال تغيير النظام الغذائي. وتلاحظ “الخدمة الصحية الوطنية” (NHS) في المملكة المتحدة أن الكثير من الناس في المملكة المتحدة لا يأكلون ما يكفي من الألياف. يوصى بتناول ما بين 18 غراما و30 غراما من الألياف يوميا.

وينصح بالألياف غير القابلة للذوبان -الموجودة في الحبوب الكاملة والخضروات والفاكهة- بشكل خاص للمساعدة في نقل الطعام عبر الأمعاء.

وتوصي “الخدمة الصحية الوطنية” بإضافة مصدر من نخالة القمح إلى نظامك الغذائي للمساعدة في تسهيل إخراج البراز. ومع ذلك، لا ينصح بهذا للأشخاص الذين يعانون من مرض الاضطرابات الهضمية أو حساسية الغلوتين أو عدم تحمله.

وسيساعد الحفاظ على ترطيب الجسم في الحفاظ على نعومة البراز.

علاج الإمساك بالأدوية

قد يساعد تناول الملينات في تخفيف الإمساك. وتتوفر أنواع مختلفة من الملينات، بما في ذلك المسهلات التي تشكل الكتلة، والتي تساعدك على الاحتفاظ بالمياه في البراز، والملينات التناضحية، والتي تزيد من كمية السوائل في الأمعاء، والملينات المنشطة، والتي تحفز حركة الأمعاء.

الإمساك ومرض السكري

هناك عدة أسباب مرتبطة بمرض السكري قد تزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك. وقد يعاني الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا يقيد منتجات القمح من الإمساك. ويمكن تخفيف ذلك عن طريق زيادة كمية الخضار التي تتناولها والحفاظ على رطوبة الجسم.

ويمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم عن المعدل الطبيعي إلى تقليل الترطيب مما قد يقلل من توفر الماء في الأمعاء، مما يقود إلى الإمساك.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

 

 

إغلاق