الاذن والانف والحنجرةسلايد 1

التهاب الاذن الظاهرة

يُلْحِقُ التهاب الأذن الظاهرة (acute infection in external ear) الضرر بصيوان الأذن وبالقناة السَّمعية  (external auditory channel).

فيما يلي أنواع الالتهابات التي تُحدثها البكتيريا والفطريات:

التهاب صيوانُ الأذن: عادةً ما ينشأ التهاب صيوان الأذن بعد تلقي ضربة أو حدوث إصابة؛ إذ غالبًا ما تدخل العدوى إلى الأذن عبر شق في الجلد. وفي أحيان أخرى تتسبب العدوى إثر انحصار دموي بين لوحة الغضروف والجلد المصاب بالتلوث (العَدْوى). يدخل التلوث لدى الشباب الذين يقومون بثقب الأذن (ثقب لوحة غضروف الأذن لأهداف تجميلية) في أماكن مختلفة، عبر ثقب الحَلَقِ (القرط). يمكن تجنب حدوث التلوث عند ثقب الأذن في شحمة الأذن (earlobe) بدلاً من المكان الغضروفي. يتكون صيوان الأذن من لوح غُضروفي واحد، لذلك عند الإصابة بالتلوث، فإنها تنتشر بسرعة في كل منطقة صيوان الأذن، والتي قد تتسبب بإحداث تشوه صعب. إن العامل المسبب لمرض التهاب الأذن الظاهرة، هي البكتيريا من عائلة العُنْقودِيَّات (staphylococcus) أو من عائلة العِقْدِيَّة (streptococcus) ويتم علاجها بواسطة تلقي المضادات الحيوية وترطيب صيوان الأذن.

الْتِهابُ سِمْحاقِ الغَضْروف (Relapsing perichondritis): إن من الحالات النادرة لالتهاب صيوان الأذن مرضًا يعرف باسم ” الْتِهابُ سِمْحاقِ الغَضْروف الناكِس”، لم يعرف بعد سبب هذا المرض، إلا أن هنالك فرضية تشير إلى نشوء هذا المرض، على خلفية مرض مناعة ذاتية (autoimmune). تكون الالتهابات في هذه الحالة، راجعة أو متكررة في صيوان الأذن، وفي غضاريف أخرى مختلفة في الجسم، مثل غضروف الأنف، بالإضافة إلى غضاريف في قنوات التنفس؛ وعادة ما يكون هذا المرض مصاحَبًا بأمراض روماتزمية (rheumatic) مختلفة. ينقضي هذا المرض بعد مرور أسبوع أو اثنين، إلا أنه قد يعود (ناكِس أو متكررة).

التهاب الأذن الظاهرة بالبكتيريا: ينتشر هذا الإلتهاب عادة بين البالغين ونادرًا ما يصاب الأطفال بهذا النوع من الالتهاب. تنتشر حالات التهاب الأذن الظاهرة في فصل الصيف، لكثرة ارتياد برك السباحة. ليس سبب الإصابة بهذا المرض العدوى بأنواع البكتيريا المتواجدة في برك السباحة، وإنما تغير درجة حامضية الجلد في القناة السمعية، تأثرًا بمادة الكلور التي تحتويها مياه بركة السباحة. إن من الأسباب الأخرى لهذا النوع من الالتهاب، فرط تنظيف الأذن؛ إذا أصيبت القناة السمعية بالضرر، إثر فرط تنظيف المادة الصمغية (الشمعية) والتي تحافظ على خلايا القناة السميعة. أما المسبب الأكثر شيوعًا لهذا المرض فهي بكتيريا تعرف باسم الزَّائِفَة (جِنْسُ جَراثيمَ مِنْ فَصيلَةِ الزَّوائِف)  (Pseudomonas) والذي يتواجد حتى في الأذن غير المصابة بالالتهاب. يتّسم المرض بآلام حادّة عند لمس صيوان الأذن، بقلة الإفراز والاحمرار الذي يظهر في الجلد في بوابة القناة السمعية. قد يلاحظ عند الفحص وجود تكتل جلدي يسد القناة السمعية بشكل تام، كما وقد يلاحظ احمرار وكتل دموية على الغشاء الطَّبْلي (Tympanic Membrane). يتوجب تنظيف القناة السمعية للأذن الخارجية لعلاج هذه الحالة، وكذلك إدخال إسفنجة مشبّعة بالمضادات الحيوية والإستيرويدات (steroids). كما ويتم قَطْرُ الأذن في فترات متقاربة لتخفيف الألم، وتساهم في إزالة الكتل. أما لعلاج الحالات المستديمة فيتوجب إضافة استعمال المضادات الحيوية.

التهاب الأذن الظاهرة بالفطريات (Otitis externa mycotica): ينتشر هذا النوع من الالتهاب أيضًا لدى البالغين، ويندر إصابة الأطفال به. إن ما يميّز هذا النوع من الالتهاب عن سابقه (التهاب الأذن الظاهرة بفعل البكتيريا)، هو الحكة الشديدة التي ترافق ظهور الالتهاب. قد يشعر المصاب في بعض الأحيان بالألم، إلا أنه ليس بحدة الألم الذي يرافق الإصابة بالتهاب الأذن المُحْدَثِ بسبب البكتيريا. إن من تداعيات الإصابة بهذا النوع من الالتهاب، ظهور إفرازات دموية ونشوء مشكلة في السمع، بفعل انسداد القناة السمعية بطبقة الفطريات. يتوجب الحذر من ترطيب الأذن عند الإصابة بهذا النوع من الالتهاب، إذ أنّ تسرّب الماء للقناة السمعية قد يُصَعِّبُ من عملية الشفاء.

يتم تشخيص الإصابة بهذا النوع من التهابات الأذن بواسطة فحص مجهري. تبدو الفطريات عند الفحص ككتل تشبه بيت العنكبوت والعفن.

العلاج: يُعد تنظيف القناة السمعية من الفطريات أهم خطوات العلاج، ثم تتبع بتقطير الأذن بقطرة مضادة للفطريات. قد تستدعي بعض حالات الإصابة القيام بملء القناة السمعية بمرهم مضاد للفطريات لعدة أيام. كما يجب توخي الحذر في اختيار العلاج، فإذا كان الالتهاب بفعل الفطريات، فإن العلاج بالمضادات الحيوية يزيد ترعرع ونمو الفطريات.

حالات نادرة لالتهاب الأذن الظاهرة:

  • التهاب الأذن الظاهرة الخبيث النَّاخِر (necrotizing malignant otitis externa): هو إحدى صور التهاب الأذن الخارجية النادرة. لا يستعمل المصطلح “الخبيث” هنا، للدلالة على أن المرض سرطانِيٌّ، إنما لحدة وخطورة هذا المرض. يظهر هذا النوع من التهاب الأذن لدى المرضى المصابين بداء السكري، لدى الأشخاص المصابين بالضعف الشديد، أو أولئك الذين يعانون من اضطراب في جهازهم المناعي. تظهر السَّلائل  (polyp) والحُبَيْبات (granulation) في القناة السمعية الخارجية لدى المصابين بهذا المرض. يشكو المصابون بهذه الحالة من الألم الشديد في الأذن، ومن فرط الإفرازات من الأذن. يعتبر هذا المرض صعبًا للغاية، ويستدعى تطبيب المصاب في المستشفى، إجراء عملية جراحية والعلاج باستخدام المضادات الحيوية لمدة طويلة. إن مسبب هذا المرض عادةً، بكتيريا الزَّائِف (Pseudomonas) والذي يعتبر حساسًا لنوع واحد من المضادات الحيوية فقط. قد ينتشر الالتهاب في بعض الأحيان من الأذن الظاهرة إلى الأنسجة المحيطة التي قد تشمل: الغدة اللُّعابية (Parotid gland)، أعصاب الوجه، تجويف الخُشاء (mastoid) وقاعدة الجمجمة.
  • الْتِهابُ الطَّبْلَةِ الفُقَّاعِيّ (Bullous myringitis) : يتّسم هذا النوع من الالتهاب بظهور حُوَيْصِلات (كيسات) على الغشاء الطَّبلي. تظهر عادةً لدى الأطفال، وتكون مصحوبة بآلام حادة. قد تكون الفيروسات هي المسبب لهذا النوع من الالتهاب على ما يبدو.

        يعدُّ العلاج بواسطة شفط الحويصلات علاجًا ناجعًا في هذه الحالة، ولا داعي لتلقي المضادات الحيوية.

  • التهاب الطَّبْلَة الحُبَيْبي (granular myringitis): يعتبر هذا الالتهاب للأذن الخارجية قاسيًا، ويتّسم بظهور زوائد لحمية (حُبَيْبات) على الغشاء الطبلي وعلى جدران القناة السمعية. تكون الإصابة بهذا الالتهاب مصحوبة بإفرازات كثيرة وضعف في السمع (علة سمعية) في بعض الأحيان. لا يكون هذا النوع من الالتهاب مصحوبًا بالألم، ولا يعرف مسبب هذا النوع من الالتهاب.

يشمل العلاج تنظيف الأذن، الحرق،  بالإضافة إلى قطر الأذن بقطرة تحتوي على المضادات الحيوية والستيرودات. كما قد يحدث انسداد للقناة السمعية بواسطة  الغشاء، لذا قد يستدعي علاج هذه الحالة القيام بإجراء جراحي.

إغلاق