الطب النفسيسلايد 1

العلاج النفسي لمرضى السرطان ضروري جداً لإدارة وتنظيم عواطفهم

غالبًا ما تكون الإصابة بالسرطان إحدى أكثر التجارب إرهاقًا في حياة الشخص. حيث تمر مريضة السرطان بسلسة من الأمراض النفسية منذ أن يتم تشخيصها بالإصابة بالورم، وأولى المراحل المعاناة من الحزن، ثم مرحلة الإنكار وعدم التصديق، ثم الغضب مع استمرار الحزن حتى الوصول إلى مرحلة التقبل والتعايش. وتنفق المريضة وعائلتها جلّ اهتمامهم على تلقي العديد من العلاجات مثل العلاجات الجراحية والكيميائية وحتى الغذائية ويهملون أو يجهلون الرعاية النفسية أو التدخل العلاجي النفسي للمريضة وأهميته؛ علماً أنَّ الأمراض النفسية التي تعاني منها مريضة السرطان تفوق الأمراض العضوية.

الرعاية الملطّفة

مها الراجحي

أوضحت مها الراجحي اختصاصي أول ومعالجة نفسية، أنّ العديد من المرضى يشتكون من أن الجميع ينظر إليهم على أنهم مرضى سرطان متجاهلين شعورهم بالضيق والوحدة، ورغم وجود الرعاية الملطّفة والتي تهتم بالآثار الجانبية للمرض متضمنة الجانب النفسي والاجتماعي، إلا أن هؤلاء المرضى بحاجة لدعم أكبر يتضمن أموراً عديدة، تبدأ من تأهيل الأطباء وتثقيفهم بالتعامل مع المريض ككل وليس كمريض سرطان فقط، ومراعاة الجانب النفسي والاجتماعي للمريض، وتنتهي بالخدمات النفسية والتأهيلية.
وإدراك أنّ الرعاية النفسية لمرضى السرطان جزء من العلاج ككل وليست تكميلية أو ثانوية؛ فهناك ارتباط وثيق بين مرضى السرطان والإصابة بالقلق والاكتئاب، لذا فمرضى السرطان بحاجة لتوفير خدمات نفسية وتشجيع المرضى لطلب المساعدة والعلاج النفسي، للتخفيف من آلامهم النفسية إلى جانب اكتساب العديد من المهارات المعرفية والسلوكية ليتمكن المصاب من مواجهة المعاناة النفسية المرتبطة بمرضه.

العلاج الجماعي من أفضل العلاجات النفسية

الرعاية الملطفة مهمة لمريضة السرطان
الرعاية الملطفة مهمة لمريضة السرطان

وكشفت الراجحي أن أسلوب العلاج الجماعي من الأساليب الفعّالة والمفيدة لمساعدة مرضى السرطان؛ فالدراسات الحديثة تشير إلى أنّ التدخلات النفسية الفعّالة والمناسبة مكونًا ضروريًا للرعاية الشاملة لمرضى السرطان وليس علاجًا ثانويًا. فهذا الأسلوب له دور فعّال في الحدّ من المعاناة النفسية المرتبطة بالمرض وتعزيز التأقلم.
ومن خلال العلاج الجماعي يجد المريض نفسه في مكان آمن وسط مجموعة لا يزيد عددهم عن عشرة أشخاص مصابين بالسرطان، في حين يدير الجلسة معالج نفسي خبير بهذا الأسلوب العلاجي، ويسمح لهم مشاركة معاناتهم النفسية والاجتماعية وتجاربهم الشخصية، التي قد تكون مماثلة لمواجهة مخاوفهم والقلق النفسي، إلى جانب تعلّم واكتساب مهارات حياتية جديدة كالتكيف وإدارة وتنظيم العواطف والتخفيف من حدة الضغوط النفسية التي يواجهونها أثناء فترة العلاج. ومع الوسائل المتقدمة والحديثة يمكن الآن استخدام العلاج الجماعي الافتراضي (أونلاين)؛ فهذا الأسلوب يسمح للجميع بالمشاركة في هذا النوع من العلاج بمختلف مواقعهم، وتلقي الدعم والرعاية النفسية اللازمة.

 

جمعية زهرة للدعم النفسي

أرياف السبيعي

هذا وقالت أرياف السبيعي الاختصاصية النفسية في جمعية زهرة لسرطان الثدي إن أنواع الاضطرابات النفسية التي يعاني منها المصابون بالأورام تختلف من شخص لآخر تبعاً للدعم الاجتماعي الذي يتم توفيره والبيئة المحيطة بالمريض، والتاريخ النفسي، وإذا كانت الاصابة بالسرطان هي المرة الأولى.
ولا يمكن الجزم أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالأمراض النفسية، لأنَّ ذلك يعتمد على نوع الورم، وعلى نوع العلاج الذي يتلقاه المريض أو المريضة. علماً أنّ بعض الدراسات تشير إلى أن نسبة النساء المصابات بالسرطان يعانين من مشاكل نفسية أكثر من الرجال، ولكن قد يعود السبب إلى أن النساء أكثر تردداً على العيادات النفسية وأكثر طلباً للمساعدة مقارنة بالرجال.

وأشارت أرياف السبيعي، إلى تقديم جمعية زهرة أنواع مختلفة من الدعم لتغطية كل مراحل العلاج، ومن هذه البرامج:

برنامج “زهرة أمل”

من خلاله تجتمع المريضات شهريًا ويتم طرح ومناقشة المواضيع التي تغطي احتياجات المرضى سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو طبية أو أنماط حياتية صحية، والتي تشمل التغذية والنشاط الحركي الذي يدعم المرضى خلال فترة العلاج وما بعد العلاج. ويهدف هذا البرنامج إلى تشجيع المريضات على التعبير عن مشاعرهن ومخاوفهن حول سرطان الثدي والرحلة العلاجية، كما يساعد على مشاركة المشاعر والتجارب مع الآخرين الذين يمرون بنفس المرحلة.

“برنامج سفيرات زهرة”
يدعم المريضات في غرف العلاج الكيميائي وأثناء عمليات الاستئصال، ويقدم الدعم المعنوي والمعلوماتي.

برنامج الدعم النفسي-التثقيفي “بلوسوم”
يهدف لتأهيل المتعافيات لمرحلة ما بعد العلاج من خلال جلسات دعم نفسي جماعي، لمواجهة الخوف والقلق من المرحلة المقبلة وتعلّم مهارات التكيف لتحسين جودة الحياة.

وكشفت السبيعي إلى قيام جمعية زهرة بوضع بعض التوصيات في قمة العشرين في مجموعة تواصل المجتمع المدنيC20، والتي سلطت الضوء على أهمية الدعم النفسي والإجتماعي لمريضات ومتعافيات  مرض السرطان. وتسعى جمعية زهرة إلى إيجاد خطة واضحة من الممكن تطبيقها في جميع مستشفيات المملكة.

المصدر: سيدتى نت

إغلاق