أمراضسلايد 1منتجعات علاجية
مرض سرطان الدم.. العلاجات الأكثر حداثة بحسب باحث علمي
يشهد العالم عدة تطورات في ما يخص علاجات سرطانات الدم؛ ولعل الورم النقوي المتعدد هو ثاني أكثر سرطانات الدم شيوعاً من بين سرطانات الدم المختلفة. علماً أن الخلايا المسؤولة عن هذا السرطان موجودة لدى جميع الناس، لكن إذا ما شهدت أي تغيير بسبب عدة عوامل، عندها تصبح تشكّل خطراً على حياتهم.
“مايو كلينك” الأميركية أقامت جلسة حوارية على تطبيق “زوم” تحدث فيها الدكتور مصطفى صدّيقي، المتخصص بسرطانات الدم وعلى وجه الخصوص الورم النقوي المتعدد، بحيث إنَّ اختصاصه الفرعي يكمن بإجراء الأبحاث والدراسات عن هذا المرض وأساليب العلاج.
حضرنا الجلسة وجمعنا المعلومات الآتية حول سرطان الدم الأكثر شيوعاً:
أساليب علاج جديدة للورم النقوي المتعدد
أحد أعراض الورم النقوي المتعدد، وهو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الدم، هو تآكل العظام، مما يسبب الآلام بالعظام بالإضافة إلى مضاعفات أخرى مثل الفشل الكلوي.
ولقد شهدت العشرين سنة المنصرمة تطوّراً كبيراً لناحية أساليب وطرق العلاج. ولعل واحدة من أبرز النجاحات الطبية في العامين السابقين هي قدرة الطب والعلم على إيقاظ وتحفيز عمل الجهاز المناعي في سبيل مقاومة هذا المرض خاصةً وأن السرطان يؤثر سلبياً على عمل الجهاز المناعي. حيث تتم عملية تحفيز الجهاز المناعي من خلال مقاربتين:
1- أجسام مضادّة محددة: عادةً ما تُعطى هذه الأجسام المضادّة في العروق أو تحت الجلد، كما وتعمل وكأنها صلة وصل بحيث تربط من طرف الخلايا السرطانية ومن طرف آخر جهاز المناعة. وبهذه الطريقة يتم تعريف الجهاز المناعي على الخلايا السرطانية، ويصبح أسهل أن يقاومها والتخلّص منها. إن هذا النوع من العلاج لا يزال في طور الدراسة.
ويُذكر أنّ الدكتور صديقي هو من ضمن فريق من الأطباء في “مايو كلينيك” الذي يدرس هذا النوع من العلاج، وكانوا قد أعلنوا عن أولى نتائج الدراسة خلال اجتماع الجمعية الأمريكية لأطباء مرضى سرطان الدم في ديسمبر 2020. من أبرز ما توصلت إليه هذه الدراسة هو أن هذا العلاج لاقى نسبة تجاوب عالية لدى المرضى الذين فقدوا الأمل من إيجاد علاج لمرض الورم النقوي المتعدد، مما زاد الأمل لدى الأطباء والمرضى بإيجاد علاج لهذا المرض.
ومن إيجابيات هذه العلاجات أنها متوفرة في العيادات وجاهزة للاستخدام بعد أن تأخذ كل الموافقات المطلوبة، بالمقارنة مع أنواع علاجات أخرى التي تتطلب أسابيع (6 أسابيع)؛ للتحضّر وتشحن وتصبح جاهزة للاستخدام. إن هذا العلاج ما زال في طور الدرس والأبحاث إلا أننا نأمل بعد سنة أو سنتين أن يصبح جاهزاً للاستخدام للمرضى.
2-علاج الـ Car-T: إنها تقنية جديدة لعلاج الورم النقوي المتعدد، وهي تعتمد أيضاً على تقوية جهاز المناعي لمواجهة السرطان. إن هذا العلاج أصبح معتمداً لمعالجة بعض السرطانات اللمفاوية واللوكيميا إلا أنه لم يوافَق عليه بعد في علاج الورم النقوي المتعدد، لكن من المتوقّع أن يأخذ الموافقة في غضون ستة أشهر.
إن تقنية الـ Car-T شيّقة إذ إنها تجمع بين معرفة الأطباء بالجهاز المناعي وعلم الأحياء، كما وعلم الخلايا بحيث أنها تتم على الشكل التالي:
– استخراج الخلايا اللمفوية من الدم عن طريق العروق من خلال آلة تشبه تلك الخاصة بالتبرع بالدم. وكمية الدم المستخرجة هي كمية قليلة إلا أنها تتطلب وقتاً طويلاً نسبياً.
– بعد استخراجها، يتم إرسالها إلى شركة متخصصة لإعادة برمجة هذه الخلايا بطريقة تخولها التعرّف على الخلايا السرطانية ومقاومتها. هذه العملية تستغرق 2-3 أسابيع.
– من ثم، يتم إرجاع الخلايا اللمفاوية المعاد برمجتها إلى دم المريض. عندها تستطيع هذه الخلايا التعرّف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها. بعدها تتكاثر هذه الخلايا اللمفوية وذلك لمدة 2-3 أسابيع.
يمكن لهذه التقنية أن تترافق مع بعض الآثار الجانبية الحادّة، لذلك يجب أن تُعطى في مراكز طبية متخصصة. إلا أن هذه التقنية تعتبر الأمل الوحيد للكثير من المرضى للشفاء، وإذا لم يُصَبْ المريض بالسرطان مجدداً بعد 12 شهراً من العلاج، فهذا يزيد الأمل أن يكون المريض قد شفي نهائياً من المرض.
المصدر: سيدتي نت