أخبار

الأمم المتحدة تعتبر التطعيم الإجباري غير مقبول والصحة العالمية ترفض التشكيك في فعالية اللقاحات

اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه أن فرض اللقاحات لم يكن يوما مقبولا، تعليقا على تفكير بعض الدول بجعل التطعيم ضد فيروس كورونا إلزاميا. وقالت باشليه إن على هذه الدول ضمان احترام حقوق الإنسان. وفي هذا السياق أكد المسؤول عن الحالات الطارئة في منظمة الصحة العالمية أنه “ليس هناك أي سبب” للتشكيك بفاعلية اللقاحات المتوافرة ضد المتحورة “أوميكرون”، كما أكدت شركة فايزر فعالية لقاحها ضد هذه المتحورة الجديدة من المرض.

دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشال باشليه الدول التي تفكر في جعل التطعيم ضد كوفيد إجباريا، إلى ضمان احترام حقوق الإنسان، مشددة على أن فرض اللقاحات لم يكن يوما مقبولا. وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه لا سبب للتشكيك في فعالية هذه اللقاحات ضد المتحورة “أوميكرون”.

 

وحذرت باشليه في رسالة مصورة إلى ندوة لمجلس حقوق الإنسان من وجود اعتبارات حقوقية مهمة لا بد من أخذها في الحسبان قبل جعل التطعيم إجباريا.

 

وقالت وفق نص التسجيل “على أي تطعيم إلزامي أن يمتثل إلى مبادئ القانونية والضرورة والتناسب وعدم التمييز”.

 

وأضافت “لا يجب تحت أي ظرف كان إجبار الناس على تلقي اللقاح”.

وأشارت إلى أن مسألة أن الدول التي تفكر بفرض اللقاحات لحماية السكان في وقت تواجه أوروبا وغيرها من المناطق تفشيا واسعا للوباء، تحمل “بالتأكيد أعلى درجات الشرعية والأهمية”.

 

لكنها شددت على “عدم استخدام إلزامية اللقاحات إلا لتحقيق أهداف ملحة تتعلق بالصحة العامة”.

 

وتابعت “كما يجب التفكير فيها فقط عندما تفشل إجراءات أقل تدخلا مثل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي في تحقيق احتياجات صحية كهذه”.

 

كما ذكرت أنه لتكون أي خطوات ملزمة مقبولة، على الدول ضمان أن تكون اللقاحات متاحة فعلا وبمتناول السكان ماديا.

وشددت على أن “تكون اللقاحات المستخدمة آمنة بما فيه الكفاية وفعالة لتحقيق أهداف الصحة العامة”.

 

وأشارت إلى أن على أي نظام تطعيم أن يكون مرنا بما يكفي للسماح بـ”استثناءات مناسبة، مثل الحالات التي يكون اللقاح فيها محظورا طبيا بالنسبة لفرد ما”.

 

ولفتت إلى أنه يمكن أن يكون من المناسب فرض قيود على بعض الحقوق والحريات بما في ذلك اشتراط التطعيم للوصول إلى المدارس والمستشفيات وغيرها من الأماكن العامة. لكنها أكدت أن إعطاء اللقاح بشكل إجباري أمر لم يكن يوما مقبولا “حتى وإن كان لرفض الشخص الامتثال لسياسة التطعيم الإجباري عواقب قانونية أخرى، بما يشمل مثلا فرض غرامات”.

وقالت “عندما يتم فرض عقوبات، يجب أن تكون متناسبة وتخضع لمراجعة من قبل السلطات القضائية”.

 

لا سبب للتشكيك بفعالية اللقاحات الحالية ضد “أوميكرون”

 

وعلى صعيد متصل رأى المسؤول عن الحالات الطارئة في منظمة الصحّة العالمية، في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية أنه “ليس هناك أي سبب” للتشكيك بفاعلية اللقاحات المتوافرة راهنا ضد فيروس كورونا في الحماية من الإصابات الحادة “بأوميكرون” النسخة المتحورة الجديدة من الفيروس.

وقال مايكل راين “لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضد جميع المتغيرات حتى الآن، من حيث شدة المرض والاستشفاء، وليس هناك أي سبب للتفكير بأن الأمر لن يكون كذلك” مع “أوميكرون”، مشددا في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

 

وأضاف هذا الطبيب الذي نادرا ما يجري مقابلات صحافية فردية أن “السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة. في الواقع، فإن بعض الأماكن في أفريقيا الجنوبية تبلغ عن أعراض أخف” بالمقارنة مع تلك التي تسببها نسخ متحورة سابقة من الفيروس.

 

غير أن المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأن المتحورة الجديدة لم ترصد سوى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر من قبل سلطات جنوب أفريقيا وقد سجل وجودها بعد ذلك في عشرات البلدان.

وقال “نحن لا نزال في البدايات علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل” هذه البيانات، مشددا في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أن البيانات والدراسات المتاحة لا تزال أولية.

 

وأثار انتشار هذه المتحورة الجديدة بعض الذعر خصوصا في أوروبا التي تواجه أساسا موجة خامسة قوية من الإصابات بكوفيد-19 ناجمة عن المتحورة دلتا.

 

تلقي اللقاح هو “السلاح الأفضل”

 

وقال عالم الأوبئة الإيرلندي الذي كافح على الأرض أمراضا قاتلة مثل الحمى النزفية إيبولا وفيروس ماربورغ وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد كوفيد-19 منذ رصده نهاية العام 2019، إن المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب إفريقيا “تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة” حتى الآن.

لكنه أقر أنه قد يتبين لاحقا أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة “أوميكرون” التي تتميز بعدد كبير من التحولات في بروتينة سبايك وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.

 

لكنه رأى أنه “من غير المرجح بتاتات” أن تتمكن هذه المتحورة من الإفلات كليا من الحماية التي توفرها اللقاحات.

 

وجدد التأكيد أن “البيانات الأولية الصادرة عن جنوب أفريقيا لا تظهر تراجعا كارثيا في الفاعلية بل على العكس في الوقت الراهن”.

 

وشدد على ان “السلاح الأفضل المتاح لنا راهنا هو تلقي اللقاح” وهو ما يكرره زملائه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد صنفت “أوميكرون” على أنها “مقلقة” وانتشارها أسرع. وأوضح راين “عندما تظهر متحورة جديدة تكون عدواها أكثر ميلا للانتشار بسرعة لأنها تنافس متحورات أخرى”.

 

وقد تطغى “أوميكرون” على المتحورة دلتا المسؤولة عن غالبية الإصابات في العالم منذ رصدت في الهند نهاية العام 2020.

 

ضرورة احترام إجراءات الوقاية

 

ورأى العالم أن “أوميكرون” قد تنتشر بسرعة كبيرة في جنوب أفريقيا “لأنها تستغل تراجع الإصابات بدلتا”.

 

وثمة مؤشرات أولى تظهر أن المتحورة الجديدة قد تصيب بسهولة أكبر أشخاصا ملقحين أو سبقوا أن أصيبوا بكوفيد-19.

وأشار هذا الطبيب “ثمة بيانات تشير إلى أن الإصابة مجددا أكثر تواترا مع أوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة” لكنه سارع إلى الإضافة أن اللقاحات صممت بطريقة للحماية من الإصابات الحادة وليس بالضرورة من تلك الطفيفة.

 

وأضاف “لا يهمنا كثيرا معرفة ما إذا كان تكرار الإصابة ممكنا مع أوميكرون بل يهمنا خصوصا معرفة ما إذا كانت الإصابات الجديدة أقوى أو أقل حدة”.

 

وأكد خصوصا على ضرورة احترام إجراءات الوقاية، من وضع الكمامة وتهوية القاعات المغلقة والتباعد الجسدي وما عدا ذلك.

 

وشدد راين “لم تتغير طبيعة الفيروس وتبقى القواعد نفسها قائمة”.

 

فايزر تؤكد فعالية لقاحها ضد “أوميكرون”

لا يزال اللقاح المضاد لكوفيد-19 الذي طوّرته شركتا فايزر وبايونتيك “فعّالًا” على متحورة “أوميكرون” بعد “ثلاث جرعات”، حسبما أعلنت بايونتيك الأربعاء في بيان، مشيرة إلى نية الشركتين تطوير لقاح مخصص للمتحورة “بحلول آذار/مارس”.

 

وبحسب الدراسات التي أجرتها المختبرات، “لا يزال اللقاح فعّالا ضد كوفيد-19، لا سيّما ضد متحورة “أوميكرون”، في حال أُخذت ثلاث جرعات منه” إذ “قد لا تكفي جرعتان فقط لتحييد المتحورة”.

وورد في البيان “سنتابع تطوير لقاح محدد لمتحورة أوميكرون ونأمل بجعله متوفرا بحلول آذار/مارس في حال تبين أن التكيف ضروري”.

 

وأضافت الشركتان “تعطي الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد لكوفيد-19 مستوى من الأجسام المضادة المحيدة لمتحورة أوميكرون قريبا من المستوى الملحوظ بعد أول جرعتين” ضد متحورات أخرى من كوفيد-19.

 

وقال رئيس شركة فايزر ألبير بورلا حسبما ورد في بيان “حتى لو أن جرعتين من اللقاح لا تزالان قادرتين على تأمين حماية ضد المرض الخطير الذي (قد) تتسبب به متحورة أوميكرون، من الواضح، بحسب المعطيات الأولية، أن الحماية ازدادت مع جرعة ثالثة من لقاحنا”.

المصدر: فرانس ٢٤

إغلاق