الجلديةدراسات وبحوث

لماذا يُصابُ البشرُ بالذئبة؟

ولا يُعرفُ على وجهِ الدقةِ أسبابُ ذلكَ المرضِ المناعي؛ إلا أنَّ دراسةً جديدةً نُشرتْ نتائجُها في دوريةِ “ساينس ترانسيشنال ميديسن” قدْ تساعدُ في الإجابةِ عنْ سؤالٍ مهمٍّ حولَ كيفيةِ تطوُّرِ أحدِ أنواعِ ذلكَ المرض -الذئبةِ الجلدية- وأنواعِ الخلايا التي يبدأُ المرضُ في إصابتِها وطريقةِ انتشارِ آفاتِه.

جمعَ الباحثونَ عيناتٍ منْ جلدِ المرضى لفحصِها. لتوضحَ النتائجُ دورًا غيرَ متوقعٍ لنوعٍ مُحددٍ منْ خلايا الجلدِ يُعرفُ باسمِ الخلايا الكيراتينية وتكشفَ دورَها في تطورِ الذئبةِ الجلدية.

والخلايا الكيراتينيةُ هيَ أكثرُ خلايا الجلدِ انتشارًا؛ وتُمثلُ حائطَ الصدِّ الأهمَّ في الحمايةِ منَ البكتيريا؛ والفطرياتِ وغيرِها منَ الكائناتِ الدقيقة. وتتميزُ تلكَ الخلايا بهيكلِها المميزِ الذي يحتوي على مجموعةٍ منَ البروتيناتِ أهمُّها الكيراتين… ومنْ هنا اكتسبتِ اسمَها.

وتقولُ الدراسةُ إنَّ مرضَ الذئبةِ الجلديةِ يتطورُ في البدايةِ داخلَ تلكَ الخلايا، مما يناقضُ بعضَ النتائجِ السابقةِ للجذورِ الخلويةِ للحالةِ ويُلمحُ إلى الإستراتيجياتِ العلاجيةِ المحتملة. نحوُ سبعينَ بالمئةِ منْ مرضى الذئبةِ الجهازيةِ يعانونَ أيضًا منَ الذئبةِ الحماميةِ الجلدية، مما يؤدي إلى ظهورِ آفاتٍ جلديةٍ والتهاباتٍ غالبًا ما تفشلُ في الاستجابةِ لعلاجاتِ الذئبة. على الرغمِ منْ أنَّ هذهِ الآفاتِ غالبًا ما تمثلُ عبئًا كبيرًا على المرضى، إلا أنَّ العلماءَ لمْ يفهمُوا بعدُ سببَ الإصابةِ بذلكَ المرض، مما أدى إلى إبطاءِ البحثِ عنْ علاجاتٍ أكثرَ فاعلية.

أحدُ الأسئلةِ المهمةِ التي يجبُ الإجابةُ عنها هوَ: ما هيَ أنواعُ الخلايا التي تدفعُ الجلدَ السليمَ إلى الإصابةِ بآفات، إذْ غالبًا ما يفشلُ استهدافُ الجناةِ الواضحينَ مثلَ الخلايا المناعيةِ المنتشرةِ في منعِ الآفاتِ الجلدية.

استخدمَ الباحثونَ تسلسُلَ الحمضِ النوويِّ الريبيِّ أحاديِّ الخليةِ والمكانيِّ لفحصِ الخلايا المناعيةِ المنتشرة. فحصَ الباحثونَ عيناتٍ منْ جلدِ سبعةٍ منَ المرضى مصابينَ بمرضِ الذئبةِ الجلديةِ وأربعةَ عشَرَ فردًا سليمًا.

كشفَ التسلسلُ أنَّهُ حتى الجلدُ الذي يبدو طبيعيًّا منَ المرضى أظهرَ ارتفاعًا في النشاطِ الالتهابيِّ وتغيراتٍ ملحوظةً في مساراتِ الاتصالِ منْ خليةٍ إلى خلية.

واللافتُ للنظر، وجدَ الفريقُ أنَّ الخلايا الكيراتينيةَ بدأتْ هذهِ السلسلةَ منْ خلالِ إفرازِ النوعِ الأولِ منْ جسيماتٍ مناعيةٍ التهابيةٍ يُسمى بالإنترفيرونات. كما قامتْ تلكَ الخلايا أيضًا بتحفيزِ نوعٍ منَ الخلايا المتغصنةِ لتبنيَ استجابةً مناعيةً قويةً أسهمتْ في الإصابةِ بالمرض.

تُعززُ تلكَ الدراسةُ منْ فهمِ الإصابةِ بمرضِ الذئبةِ الجلدية؛ ذلكَ الفهمُ الذي قدْ يُمهدُ الطريقَ أمامَ ابتكارِ علاجاتٍ لذلكَ الداءِ الخطير.

المصدر: SCIENTIFIC AMERICAN

إغلاق