التغذية
الغذاء الصحي قبل الدواء “أحيانًا”
تغطية نظم التأمين الصحي لتكاليف العادات الغذائية السليمة تساعد على تحقيق فوائد صحية واقتصادية
توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى أن التغذية السليمة للأفراد قد يكون لها آثار صحية واقتصادية كبيرة، سواء بالنسبة لبرنامج الرعاية الصحية أو برنامج المساعدة الطبية للفقراء، اللذَين تقدمهما الولايات المتحدة الأمريكية لمواطنيها.
وذكرت الدراسة، التي نشرتها مجلة “بلوس ميديسين” (PLOS Medicine) مساء أمس “الثلاثاء”، 19 مارس، أن تغطية مثل هذه البرامج لتكاليف التغذية السليمة للأفراد الخاضعين لهذه النظم التأمينية ستكون فعالةً للغاية من حيث التكلفة بعد خمس سنوات، فضلًا عن أنها ستُسهم في تحسين مخرجات الحالة الصحية.
يقول “يوجين لي” -زميل ما بعد الدكتوراة في “كلية فريدمان لعلوم وسياسة التغذية” في جامعة “تافتس”، والباحث الرئيسي للدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: “وجدنا أن تشجيع مَن يخضعون لهذين البرنامجين، اللذَين يقدمان خدماتهما لشخص من بين كل ثلاثة أمريكيين، على تناوُل الأطعمة الصحية يمكن أن يكون فعالًا من حيث التكلفة، شأنه شأن التدخلات الشائعة الأخرى، مثل تعاطي أدوية الوقاية من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم”.
ويضيف: لا يُعرف الكثير عن الآثار الصحية والاقتصادية لتحسين العادات الغذائية، وهي عامل الخطر الرئيسي لمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، وبالرغم من وجود برامج تجربيبة رائدة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بدعم بعض المنتجات، مثل الخضراوات والفاكهة وبعض المواد الغذائية الأخرى، لم يتم تقييم الآثار الصحية والتكاليف وفاعلية التكلفة للبرامج على نطاق واسع.
استهدف الباحثون دراسة الجدوى الاقتصادية لبرامج التغذية السليمة في أنظمة الرعاية الصحية من خلال عينة بحث شملت الخاضعين للبرنامجين، الذين تتراوح أعمارهم بين 35-80 عامًا، وتم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات بحيث تضم الأولى مَن يتمتعون بمظلة برنامج الرعاية الصحية، وتضم الثانية مَن يخضعون لبرنامج المساعدة الطبية للفقراء، أما الثالثة فضمت مَن يتمتعون بمزايا البرنامجين معًا.
يقول “لي”: صممنا نموذج محاكاة مصغرًا للتنبؤ باحتمالية إصابة الأفراد بأمراض القلب والأوعية الدموية استنادًا إلى الحالة العامة لكل مريض على حدة وفق “العمر، والجنس، والتدخين، ونسبة الكوليسترول في الدم، والإصابة بمرض السكرى، والعادات الغذائية”. ويُعَد نموذج المحاكاة الذي تم تصميمه إحدى الأدوات التحليلية المستندة إلى الكمبيوتر التي تقوم بإجراء تحليل مفصل للغاية للأنشطة، مثل المعاملات المالية أو انتشار مسببات الأمراض في السكان.
ووضع الباحثون سيناريوهين، بحيث يقوم الأول بتغطية 30% من مشتريات الفاكهة والخضراوات، بينما يعتمد السيناريو الثاني على تغطية 30% من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور والمأكولات البحرية والزيوت النباتية.
وانتهت الدراسة إلى أن تطبيق السيناريو الأول قد يمنع حدوث 1.93 مليون حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك 0.35 مليون حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وأن تطبيق هذا السيناريو من شأنه أن يوفر حوالي 40 مليار دولار في تكاليف الرعاية الصحية.
وبالنسبة للسيناريو الثاني الخاص بدعم مزيد من المواد الغذائية الصحية، فإنه سيساعد على منع حدوث 3.28 ملايين حالة من أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك 0.62 مليون حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية و0.12 مليون حالة مرض السكري، وتوفير 100 مليار دولار في تكاليف الرعاية الصحية.
المصدر: SCIENTIFIC AMERICAN