المياه الزرقاء أو الجلوكوما هي المسبب الثاني للعمى في العالم. ولكن لحسن الحظ أنه يمكن علاج المرض عبر الكشف المبكر وتلقي العناية الطبية اللازمة.
ورغم أنَّ المياه الزرقاء يمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، إلا أنَّ الأشخاص بعد سن الأربعين والمصابين بالسكري والذين لديهم تاريخ عائلي لحدوث هذا المرض هم الأكثر عرضة للإصابة به.
الدكتور محمد صهيب مصطفى، استشاري جراحة العيون، اختصاصي جراحة الجلوكوما وإعتام عدسة العين في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون يطلعك في الآتي على أحدث علاجات المياه الزرقاء أو الجلوكوما:
هل من أعراض للمياه الزرقاء أو الجلوكوما؟
أعراض المياه الزرقاء صامتة، وهي تشمل: قرنية غائمة خاصة عند الأطفال وزيادة الحساسية للضوء. فعلى سبيل المثال، يمكن للمرضى المصابين بالجلوكوما رؤية هالات حول الأضواء الساطعة. ومن الأعراض التحذيرية الأخرى والتي تعدُّ بمثابة جرس إنذار لمصابي الجلوكوما هي احمرار العينين والذي يصاحبه ألم شديد مع دوار، والذي يشتدُّ بدوره مع ازدياد الألم.
والجلوكوما يمكن أن تلحق الضرر في المجال البصري لشخص والذي يتجسد في الزوال التدريجي لقدرته على الإبصار الطرفي (الجانبي) مما يؤدي إلى انحسار المجال البصري. وإنَّ تأخر العلاج في هذه المرحلة سوف يؤدي إلى الإضرار بالبصر على نحو خطير جداً، مسبباً (الرؤية النفقية).
علاجات المياه الزرقاء الأحدث
المياه الزرقاء أو الجلوكوما هو مرض مزمن يصيب العين ويمكن أن يؤدي الضغط المتزايد إلى تلف العصب البصري خلف العين وبالتالي فقدان البصر تدريجياً. بل وتعدُّ الجلوكوما المسبب الأول لتلف العصب البصري والضعف الذي لا رجعة فيه في مجال الرؤية أكثر من أي مرض آخر قد يصيب العينين. ولكن الخبر السار أن المصابين بالجلوكوما يمكنهم التعافي بشكل جيد في حال الالتزام بالأدوية بانتظام أو الخضوع لعملية جراحية. وتشمل علاجات الجلوكوما الحديثة، الآتي:
ترشيح سائل العين (Trabeculectomy)
هناك عدد من التقنيات الجراحية الحديثة التي يمكن تطبيقها لخفض مستوى الضغط داخل العين والمساعدة في إيقاف أو إبطاء تطور مرض الجلوكوما، وبالتالي المحافظة على قدرة الإبصار. كما تساعد هذه التقنيات في تقليل احتمال المخاطر المرتبطة بجراحة ترشيح سائل العين. يتمُّ في خلال هذه التقنية الجراحية قطع جزء من الصلبة لعمل “باب أفقي” لتصريف سوائل العين إلى مستودع يتم تكوينه أثناء العملية ثم إلى الأوعية الدموية المحيطة بالعين.
جهاز تصريف الجلوكوما
تمثّل أجهزة تصريف الجلوكوما (المياه الزرقاء) بديلًا عن الإجراءات الجراحية المطبّقة لعلاج المشكلة. وأظهرت دراسة سريرية واسعة النطاق أجريت مؤخراً، أنَّ جراحة زراعة أنابيب بيرفيلدت الصناعية لتصريف الجلوكوما حققت أداءً متفوقًا، كما سجّلت نتائج ممتازة على المدى الطويل.
علاج الترقيع الاختياري بالليزر
علاج الترقيع الاختياري بالليزر (SLT) هو علاج بالليزر لمشكلة الجلوكوما، التي عادةً ما تحدث نتيجة ارتفاع الضغط داخل العين بسبب سوء تصريف السائل عبر قنوات تصريف العين (شبكة الأنسجة الترشيحية). وفي هذه العملية، يستخدم الليزر لتحسين عملية تصريف السوائل، وهي عملية سريعة غير مؤلمة يتم إجراؤها في العيادات الخارجية، كما يمكن اللجوء إليها كخيار علاجي أول.
ليزر النبضات الدقيقة Micropulse
ليزر النبضات الدقيقة هو إجراء علاجي بديل بالليزر، يهدف إلى تقليل كمية السوائل التي تنتجها العين، وبالتالي خفض مستوى الضغط داخلها. يمكن استخدام هذا الإجراء حالياً لعلاج كافة حالات الجلوكوما، حتى المتطورة.
استئصال جزء من القزحية بالليزر
عملية استئصال القزحية الطرفي الجزئي (PI) هي علاج بالليزر للأشخاص المصابين، أو المعرضين للإصابة، من أحد أنواع الجلوكوما يطلق عليه (الجلوكوما مغلقة الزاوية). والزاوية، هي الجزء الموجود داخل العين حيث يتم تصريف سائل العين. إذا كانت هذه الزاوية ضيقة أو مغلقة فإنَّ ذلك يمنع تصريف السائل، مما قد يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل العين مسببًا التلف. عادة ما يتمّ الكشف عن الزاوية الضيقة خلال الفحص الروتيني للعين، وعادة ما لا تظهر أية أعراض على الأشخاص الذين يحتاجون لهذا النوع من العلاج.
زرع أنبوب iStent
يتم زرع أنبوب شبكي صغير بقطر 1 مم، مصنوع من التيتانيوم يعرف باسم iStent جراحياً لدعم قدرة العين الطبيعية على تصريف السوائل وبالتالي خفض مستوى الضغط داخلها. هذه الجراحة التي تتضمن أقل قدر من التدخل الجراحي لعلاج الجلوكوما هي جراحة آمنة، ومن نتائجها عدم حاجة المرضى لاستخدام العديد من قطرات العيون كل يوم.
دعامة Xen Gel
جراحة أخرى تتضمن أقل قدر من التدخل الجراحي وتتمثل في زرع دعامة Xen Gel التي تؤدي أيضاً إلى تقليل الضغط داخل العين عن طريق تصريف السائل عبر أنبوب (دعامة) يُربط بين الحجرة الأمامية للعين وبين الفقاعة (أو الخزان) الموجود تحت الملتحمة.