أمراض
الصداع الشمسي: معلومات هامة
الصداع الشمسي: ما حقيقته؟
بدايًة، علينا أن ننوه لعدم وجود ما يسمى بالصداع الشمسي طبيًّا، لكن هذا لا يعني أن أشعة الشمس ليست من مسببات الصداع، بل يمكن أن يؤدي التعرض لأشعة الشمس للصداع بطرق عديدة، ومن هنا جاء مصطلح “الصداع الشمسي”.
فعلى سبيل المثال؛ بينما قد تتسبب أشعة الشمس في تحفيز الإصابة بنوبة الشقيقة للمرضى المصابين من الأصل بالشقيقة في حالات معينة، يمكن في حالات أخرى أن تتسبب أشعة الشمس في تحفيز الإصابة بالصداع للأشخاص المصابين بحالة رهاب الضوء مثلًا.
أسباب الصداع الشمسي
كما ذكرنا آنفًا؛ قد تؤدي أشعة الشمس المباشرة أو التعرض الطويل لأشعة الشمس لتحفيز الإصابة بالصداع، لا سيما في الحالات الآتية:
1. التعرض لأشعة الشمس من قبل مرضى الشقيقة
تعد أشعة الشمس من محفزات الشقيقة الشائعة عمومًا، فعند التعرض لأشعة الشمس، قد تقوم الخلايا الحساسة تجاه الضوء والموجودة في العيون بالتواصل مباشرة مع مناطق موجودة في الدماغ مسؤولة عن تحفيز صداع الشقيقة، مما يؤدي للإصابة بنوبة الشقيقة.
2. التعرض لأشعة الشمس من قبل المصابين برهاب الضوء
حالة رهاب الضوء هي حالة قد تصيب بعض الأشخاص جراء تعرضهم لمصادر الضوء، وهي ليست حالة خوف فعلي كما قد يوحي اسمها، بل هي في الحقيقة حساسية زائدة تجاه الضوء تجعل التعرض للضوء الساطع أو لأشعة الشمس عاملًا محفزًا لنشأة الألم والصداع.
يمكن لهذه الحالة أن تتسبب في تحفيز الإصابة بعدة أنواع من الصداع، وغالبًا ما تكون مؤشرًا على الإصابة بمشكلة صحية معينة، مثل:
-الشقيقة.
-التهاب السحايا.
-جفاف العيون.
-القلق أو الاكتئاب.
من الجدير بالذكر أن 90% من مرضى الشقيقة مصابون بهذه الحالة، بل حتى يتم الاعتماد في العديد من الأحيان على حالة رهاب الضوء للوصول لتشخيص الشقيقة.
3. الإصابة بالجفاف جراء التعرض للأجواء الحارة
عند التعرض للأجواء الحارة وأشعة الشمس المباشرة؛ كما هو الحال في أشهر الصيف الحارة، يمكن أن يصاب الشخص بالجفاف. وترتفع فرص الإصابة بالجفاف تحديدًا عند ممارسة الأنشطة الجسدية المتنوعة في الطقس الحار.
عند الإصابة بالجفاف، يمكن لتناقص الكهرليات وللتدني في مستويات السوائل في الجسم أن يحفز الإصابة بتضيق في الأوعية الدموية، وهذا التضيق قد يحفز بدوره الإصابة بالصداع. من الجدير بالذكر أن الجفاف يعد أحد أسباب الصداع الشائعة، كما يعد الصداع أحد أكثر أعراض حالة الجفاف شيوعًا.
4. الإصابة بمشكلات صحية متعلقة بالحرارة
يمكن أن ينشأ الصداع الشمسي أحيانًا جراء الإصابة بمرض أو بمشكلة صحية متعلقة بالحرارة خلال أشهر الصيف، مثل:
-ضربة الشمس
قد تنشأ هذه الحالة جراء فرط ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة المكوث مطولًا في منطقة معرضة لأشعة الشمس المباشرة، أو نتيجة ممارسة أنشطة جسدية في أجواء حارة. تعد هذه الحالة طارئًا طبيًّا.
-الإنهاك الحراري
قد تنشأ هذه الحالة جراء التعرض لأجواء حارة تمامًا مثل ضربة الشمس. تعد هذه الحالة أقل خطورة من ضربة الشمس، لكن إذا لم يحصل المريض على العناية الطبية اللازمة، قد تتطور حالته لضربة شمس.
5. التواجد في مكان يحتوي على أسطح عاكسة للشمس
يمكن أن ينشأ الصداع الشمسي جراء التواجد في أماكن معينة تحتوي على أسطح قد تعكس أشعة الشمس بطريقة حادة، مثل:
-الشاطئ؛ حيث تنعكس أشعة الشمس عن الرمال وسطح المياه.
-المناطق الباردة؛ حيث يتراكم الثلج مشكلًا أسطحًا لامعة وعاكسة لأشعة الشمس.
إذا كان هذا السبب هو السبب الكامن خلف الصداع الشمسي، قد يلاحظ المصاب أن ألم الرأس لديه قد بدأ من العيون.
6. حالات أخرى
كما يمكن للصداع الشمسي أن يظهر جراء:
-التعرض لأشعة الشمس من قبل شخص مصاب من الأصل بأي نوع من الصداع، مثل صداع التوتر، إذ قد تزيد أشعة الشمس الصداع سوءًا.
-الخروج من مكان مظلم إلى منطقة مكان مكشوف ومعرض لأشعة شمس ساطعة فجأة.
أعراض الصداع الشمسي
قد تختلف طبيعة الصداع الشمسي والأعراض المرافقة له تبعًا للسبب الذي أدى للإصابة بهذا النوع من الصداع من الأصل، لكن إليك بعض الأعراض التي قد تظهر بالإضافة للصداع في الحالات المختلفة:
-أعراض الشقيقة، مثل: ضبابية في الرؤية، وتعرق، وشعور بالبرد، ودوار.
-أعراض ضربة الشمس، مثل: احمرار البشرة، وارتباك عام، ورطوبة البشرة أو سخونتها وجفافها، وغثيان، وتقيؤ.
-أعراض الإنهاك الحراري، مثل: جفاف، ودوار، وإغماء، وتشنجات عضلية، وتسارع نبض القلب، وغثيان.
تشخيص الصداع الشمسي
يمكن تشخيص الإصابة بالصداع الشمسي من خلال تحري الأعراض الظاهرة على المريض وإخضاعه لفحوصات معينة لتقييم حالته وتحديد أسبابها، مثل الفحوصات الآتية:
-التصوير بالرنين المغناطيسي.
-بعض فحوصات العيون، مثل فحص طبقة دموع العين.
-فحوصات دم، وفحوصات بول.
علاج الصداع الشمسي
تختلف طرق العلاج المتبعة حسب السبب الذي أدى لتحفيز الإصابة بالصداع الشمسي، فعلى سبيل المثال:
-إذا كان سبب الصداع الشمسي هو رهاب الضوء، يمكن لعلاج الحالة المسببة لرهاب الضوء أن يساعد على مقاومة الصداع.
-إذا كان سبب الصداع الشمسي هو الجفاف، يمكن لشرب كميات كافية من الماء أو السوائل الغنية بالكهرليات أن يخفف من حدة الصداع.
إذا شعرت ببدء الصداع، يوصي الخبراء بالابتعاد عن المناطق المعرضة لأشعة الشمس المباشرة، والجلوس في الظل أو في مكان مظلم لوهلة.
كيف يمكن تجنب الصداع الشمسي؟
لجعلك أقل عرضة لهذا النوع من الصداع، يوصى بما يأتي:
-ارتداء النظارات الشمسية عند الخروج نهارًا، قبل الخروج من مكان معتم لمكان مشمس.
-ارتداء القبعة واستعمال واقي شمسي عند المكوث في منطقة معرضة لأشعة الشمس.
-الحصول على العلاج اللازم لأية مشكلة صحية كانت هي السبب في تحفيز الإصابة بالصداع الشمسي.
-ارتداء ثياب فضفاضة فاتحة اللون في الأجواء الحارة.