صحة المرأة
ما هو تجميد البويضات؟
أتاح التقدم في الطب بعض الخيارات العلاجية التي يمكن من خلالها الحفاظ على الخصوبة لفترة أطول من الزمن ومنها تجميد البويضات، فما هو تجميد البويضات؟ التفاصيل في الآتي.
غالبًا ما يرتبط التقدم بالسن لدى المرأة مع انخفاض القدرة على الإنجاب وذلك بسبب انخفاض جودة البويضات، بالإضافة إلى توقف عملية الإباضة وتوقف المبيضين عن إطلاق البويضات بعد انقطاع الطمث.
لذا قد تلجأ العديد من السيدات لإجراء تجميد للبويضات الخاصة بهن، فما هو تجميد البويضات (Egg freezing) أو ما يعرف بحفظ الخلية البيضية الناضجة بالتجميد (Oocyte cryopreservation) ؟ إليك الإجابة والمزيد حول هذا الموضوع في الآتي:
ما هو تجميد البويضات؟
تجميد البويضات هي العملية التي يتم خلالها استخراج البويضات من مبيضي المرأة وحفظها غير مخصَّبة بواسطة التجميد ليتم استعمالها فيما بعد ورفع قدرة النساء على الحمل في المستقبل.
فإذا رغبت السيدة بالحمل في المستقبل يمكن إذابة البويضة المجمدة وتلقيحها، ومن ثم زرعها في رحم المرأة من خلال التلقيح الصناعي.
ما هي الحالات التي تستدعي إجراء تجميد البويضات؟
بعد معرفتك ما هو تجميد البويضات لا بد أنك تتساءل عن الحالات التي قد تتطلب إجراء تجميد البويضات ليتم استخدامها مستقبلًا في المساعدة على الحمل والإنجاب، إليك أبرزها في الآتي:
-إصابة السيدة بحالة صحية تؤثر على الخصوبة، مثل: فقر الدم المنجلي، أو أمراض المناعة الذاتية كالذئبة.
-ارتفاع خطر حدوث فشل المبايض المبكر بسبب وجود تشوهات في الكروموسومات لدى السيدة، مثل:متلازمة تيرنر (Turner syndrome)، أو متلازمة إكس الهش (Fragile X syndrome).
-وجود تاريخ عائلي لدى المرأة لحدوث انقطاع الطمث مبكراً.
-تعرض المبيض لأمراض معينة أو جراحة ترفع من خطر تلف المبيض.
-إصابة المرأة بالطفرات الجينية التي تتطلب إزالة المبيضين، مثل: طفرة BRCA.
-خضوع المرأة لبعض العلاجات التي تؤثر على الخصوبة، مثل: علاج السرطان الإشعاعي أو الكيميائي.
-تأخير المرأة لعملية الإنجاب لبعض الأسباب الاجتماعية أو الشخصية أو عندما تصبح المرأة مستعدة للحمل.
كيف يتم إجراء عملية تجميد البويضات؟
استكمالًا للحديث عن ما هو تجميد البويضات نخبرك هنا بالخطوات العملية التي يتم اتباعها عند إجراء تجميد البويضات في الآتي:
1. التحفيز الهرموني (Hormone stimulation)
تبدأ عملية تحفيز الإباضة لدى المرأة بواسطة الهرمونات لمدة 10 – 12 يومًا للحصول على عدد من البويضات الناضجة والتي تتراوح غالبًا ما بين 6 – 15 بويضة، ويتم التحفيز من خلال واحدة من تقنيات التحفيز المتنوعة والتي سوف يقرر الطبيب المختص الطريقة الأفضل لك.
قد تشعر المرأة بقليل من الانتفاخ الناتج عن أدوية تحفيز الإباضة ولا توجد آثار جانبية أكثر خطورة، حيث يمكن للمرأة القيام بجميع الأنشطة المعتادة خلال فترة التحفيز.
2. جمع البويضات (Eggs collection)
يتم جمع البويضات من المبايض باستخدام مسبار موجَّه بالموجات فوق الصوتية يتم إدخاله في المهبل إلى كل مبيض على التوالي، مما يسمح للطبيب بسحب البويضات من المبيض.
غالبًا يتم إجراء هذه الخطوة تحت التخدير العام الخفيف، يمكن للمرأة العودة إلى المنزل بعد ساعة إلى ساعتين من الإجراء ويُنصح بعدم القيادة والراحة خلال اليوم.
3. التزجيج (Vitrification)
وهي العملية التي يتم من خلالها خضوع البويضات للتجميد السريع بمجرد وصولها إلى المختبر بعد استخراج السوائل منها لمنع تكوين بلورات الثلج التي قد تكون ضارة، بمجرد الانتهاء من التزجيج يمكن تخزين البويضات لسنوات عديدة.
كيف يتم استخدام البويضات المجمدة لاحقًا؟
عندما تكون المرأة مستعدة للحمل والإنجاب في المستقبل سيتم استخدام البويضات المجمدة على النحو الآتي:
-إذابة البويضات المجمدة وحقنها بحيوان منوي واحد لتكوين البويضة المخصبة.
-نقل البويضات المخصبة التي نتجت عن أجنة ذات نوعية جيدة بعد بضعة أيام إلى الرحم باستخدام قسطرة طويلة ورفيعة يتم إدخالها عبر المهبل.
-الانتظار إلى أن تلتصق البويضة المخصبة وتنمو ويحدث الحمل وتتطور إلى جنين.
كم من الوقت يمكن تجميد البويضات؟
الفترة القياسية لتجميد البويضات وتخزينها بهذه الطريقة هي بحد أقصى 10 سنوات، إلا أن بعض النساء اللواتي يخضعن لظروف معينة قد يكون بإمكانهن تخزين بويضاتهن لمدة تصل إلى 55 عامًا ومنهن المعرضات لخطر الإصابة بالعقم المبكر بسبب الخضوع للعلاج الكيميائي.
هل من مخاطر مترتبة على إجراء تجميد البويضات؟
في نهاية الحديث حول ما هو تجميد البويضات ننوه أنه قد تعاني بعض النساء بعد استخراج البويضات لتجميدها من التشنجات والانتفاخ والبقع المهبلية، وقد تشمل الآثار الجانبية الأخرى غير المرغوب فيها على الآتي:
-الآثار الجانبية الناتجة عن الزيادة في الهرمونات، ومنها: زيادة الوزن، وتقلب المزاج، والصداع.
-الإصابة بمتلازمة فرط تحفيز المبيض (Ovarian hyperstimulation syndrome)، وهي من الحالات النادرة التي قد ينتج عنها الألم، والغثيان، وزيادة الوزن بشكل كبير في وقت قصير، وحدوث جلطات دموية في الساقين، وضيق في التنفس.
-المضاعفات طويلة الأمد المرتبطة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان المبيض بحسب ما أوضحته إحدى الدراسات.