أمراض الكلىالمسالك البوليةسلايد 1منتجعات علاجية

فرط نشاط المثانة

تؤدي مشكلة جمع البول بالمثانة البولية، لظهور دافع مفاجئ للتبول. قد يكون من الصعب السيطرة على الدافع للتبول، مما يؤدي لتسرُّب لا إرادي للبول. إنّ الأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط المثانة، يعانون من الحرج وعدم الراحة الذي قد يؤدي إلى تجنب الأنشطة الاجتماعية أو العمل؛ لكن لحسن الحظ، بعد أن تم تشخيص السبب لهذه الحالة، يمكن علاج فرط نشاط المثانة في كثير من الحالات وتخفيف حدة المشكلة بشكل ملحوظ.

أعراض فرط نشاط المثانة

إن العَرَضَ المركزي والأكثر أهمية، هو وجود دافع قوي ومفاجئ لإفراغ المثانة، وبالإضافة إلى ذلك :

– تسرُّب البول بشكل مفاجئ ولا إرادي يظهر بعد الشعور بالحاجة إلى التبوُّل.

– التبول بشكل إرادي، وبوتيرة تزيد على الثماني مرات في اليوم.

– الحاجة إلى التبول أكثر من مرتين خلال الليل.

حتى عندما يستطيع المريض الذهاب إلى الحمام مع ظهور الدافع للتبول في كل مرة دون تسرُّب البول، فإنّ الحاجة لترك أي نشاط والذهاب للحمام دون القدرة على المقاومة، تثير القلق وتضر بجودة الحياة.

أسباب وعوامل خطر فرط نشاط المثانة

تُنْتِج الكُلى سائل البول الذي يتم تحويله إلى المثانة عن طريق الحالب. إن المثانة هي جهاز عضلي يجمع البول بداخله، وقادر على إفرازه من خلال مجرى البول.

عندما يصل كيس المثانة لثلث قدرته، يعطي الجهاز العصبي إشارة للدماغ إلى الحاجة إلى الإفراغ، كلما ازداد امتلاء المثانة، تزداد قوة الإشارة العصبية. يتم التفريغ من خلال التنسيق بين الاسترخاء في عضلات الحوض وعنق المثانة (التقلص يمنع خروج البول من المثانة)، بالإضافة للتقلص الإرادي للمثانة الذي يؤدي للإفراغ (طرح البول).

إن سبب نشاط المثانة المفرط هو التقلص اللا إرادي للمثانة، مما يؤدي إلى دافع مفاجئ وقوي للإفراغ. ينبع الدافع في بعض الحالات، من شعور زائف للمثانة دون تقلصها.

توجد هناك حالات، التي يمكن أن تسبب أو تقلد حالة فرط نشاط المثانة التي يجب أن تستبعد قبل البدء في العلاج:

– اضطرابات عصبية (Neurological disorders) مثل مرض باركنسون (Parkinson disease) التصلب المتعدد (Multiple sclerosis) والسكتة الدماغية (Stroke).

– إنتاج كمية كبيرة من البول بسبب الشرب المفرط، عند وجود مرض السكري (diabetes) وأمراض الكلى المختلفة.

– تلوث المسالك البولية.

– الضرر الهيكلي بكيس المثانة بسبب ورم المثانة أو وجود حصى.

– انسداد في أصل المثانة بسبب تضخم غدة البروستات، الإمساك أو الجراحة بمنطقة الحوض.

– زيادة استهلاك الكافيئين والكحول.

– استخدام المستحضرات المُدِرَّة للبول (Diuretics) التي يرافقها شرب الكثير من الماء.

تزداد، مع زيادة العمر، مخاطر فرط نشاط المثانة. لا يعرف السبب لهذا الوضع، في كل الحالات.

مضاعفات فرط نشاط المثانة

يضر فرط نشاط المثانة بجودة الحياة بشكل ملحوظ، ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والاكتئاب والتوتر واضطرابات النوم.

تشخيص فرط نشاط المثانة

يجب في المرحلة الأولى استبعاد كل المسببات لهذه الحالة، لذلك يتم أداء الفحص البدني لمنطقة البطن، فحص الأعصاب وفحص البول، لتحديد إمكانية وجود تلوُّثات، الإصابة بداء السكري أو وجود اضطرابات أخرى في نشاط الكلى.

يتم في المرحلة التالية إجراء اختبار ديناميكيات التَّبَوُّل (Urodynamic tests) لتقييم وظيفة المثانة وقدرتها على الإفراغ. يتم التَّطرُّق  في هذا الفحص لعدة أبعاد:

حجم البول المتبقي: تقاس في هذا الفحص، كمية البول المتبقية في المثانة بعد أن يقوم المريض بإفراغها إلى الحد الأقصى من قدرته. ويمكن قياس بقية البول باستخدام قثطار يتم إدخاله لداخل المثانة أو باستخدام الموجات فوق الصوتية (ultrasound). عند تبقي كمية كبيرة من البول بعد الإفراغ، فإنها قد تسبب فرط نشاط المثانة.

قياس الضغط في المثانة: يتم في هذا الفحص، ضخ المياه ببطء إلى المثانة، بحيث يمكن تقييم حجم كمية السائل في المثانة، التي تؤدي إلى زيادة الضغط وتقييم الضغط الذي يدفع الشخص للشعور بحاجة لطرح البول.

فحص الأعصاب في المثانة: يتم في هذا الفحص التحقق، ما إذا كان هناك تنسيق بين مختلف الأعصاب المسؤولة عن عملية التفريغ.

تنظير المثانة (Cystoscopy): يتم في هذا الفحص، إدخال أنبوب اختبار في طرفه كاميرا، يمكن من خلاله النظر داخل المثانة ومعرفة ما إذا كان هناك انسدادات مختلفة.

علاج فرط نشاط المثانة

توجد هناك عدة طرق علاجية، وفي كثير من الأحيان يتم الدمج بينها.

التغيرات السلوكية :

قد لا تكفي التغيرات السلوكية وحدها في إنهاء هذه المشكلة الصحية، ولكنها تساعد في تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ.

يتم ملاءمة التغيرات للسبب الرئيسي للاضطراب وتشمل: استهلاك كمية محدودة من السوائل وفي أوقات محددة، ضبط النفس التدريجي لفترات زمنية متزايدة، طرح البول مجددًا في غضون عدة دقائق، والذهاب إلى المرحاض بأوقات ثابتة، وتقوية عضلات قاع الحوض مع تمارين كيجل (Kegel)، الإفراغ بمساعدة القثطرة (catheterization) الذاتية واستخدام أوراق ماصَّة تستخدم للحد من الارتباك في حالة سلس البول.

الأدوية:

إن الأدوية التي تسبب ارتخاء المثانة، فعالة في الحد من الرغبة بالإفراغ. يوجد هناك عدد كبير من الأدوية، مثل تولترودين (Tolterodine)، أوكسيبوتينين (Oxybutynin)، تروسبيوم (Trospium) وغيرها. تتوفر هذه الأدوية على شكل حبوب للبلع أو على شكل ملصقات جلدية ذات إطلاق مستديم (Sustained release) للمادة الدوائية. يعتبر جفاف الفم والعينين من الآثار الجانبية لهذه العقاقير، واستخدام الملصقات يؤدي إلى تقليل الظاهرة.

تحفيز الأعصاب العَجُزِيَّة (Sacral nerves):

تمر الإشارات العصبية داخل المثانة عبر الأعصاب العَجُزِيَّة إلى الدماغ، يحد التأثير على التعبير العصبي من أعراض الاضطراب. يتم التحفيز بواسطة إدخال إلكترود كهربائي إلى العصب العَجُزي المحاذي لعَجْبِ الذَّنَبِ، وترك خانة السيطرة (على غرار جهاز تنظيم ضربات القلب) تحت الجلد. ينظم التحفيز الكهربائي الإشارات العصبية، ويقلل من الحاجة الملحة للتبول.

عملية جراحية:

إن الخيار الجراحي مدخر، فقط للحالات الأكثر صعوبة، التي لم تستجب للعلاجات الأخرى. يتم في العملية الجراحية توسيع المثانة بواسطة لولب مِعَوي. يمكن للشخص التبول بعد الجراحة بمساعدة قثطار، الذي يقوم الشخص بوضعه لنفسه عدة مرات في اليوم. إن عملية جراحية أكثر جذرية مخصصة للحالات الاستثنائية، يتم  فيها استئصال كامل للمثانة وإخراج البول من خلال الجلد إلى كيس (فُغْرة – Stoma).

العلاجات البديلة

إن الطرق التي ينصح بها لحل هذه المشكلة، هي الارتجاع البيولوجي (Biofeedback) والوخز الصيني.

إغلاق