الصحة النفسية
أخصائية أمريكية: 4 طرق لمعالجة الحساسية المفرطة عند الأطفال
تكشف أخصائية اجتماعية أمريكية، عن أربع طرق لمعالجة الحساسية المفرطة لدى الأطفال، دعمهم حتى يستطيعوا مواجهة صعوبة التكيف مع التحولات والتحديات في الحياة.
وفي مقال على موقع “سيكولوجي توداي”، تقول كلير ليرنر، الأخصائية الاجتماعية الأمريكية المتخصصة في تنمية الطفل: “غمرتني ردود الأهالي المتعطشة لفهم أطفالهم والتعامل معهم بحب وفاعلية بعد منشور كتبته منذ وقت قريب حول 10 عادات للطفل مفرط الحساسية، والذي نال اهتمام عدد من البالغين أيضاً ممن عانوا منذ الصغر من سوء الفهم لهم ولايزالون يعانون منه في الكبر.
وينقل موقع “مجموعة نون العلمية”، عن مقال “كلير” قولها: سنعرض فيما يلي أساليب دعم هؤلاء الأطفال الذين يزيد لديهم الحساسية عن غيرهم، وبالتالي يواجهون صعوبة في التكيف مع التحولات والتحديات في الحياة، وهذه الأساليب هي:
– لا تتوقع تغيراً كبيراً في سلوك طفلك ولا تستعجل النتائج
يشعر العديد من الآباء بالذنب والفشل حين يفشلون في منع أطفالهم الحساسين من التعرض لهذه الأحاسيس، ورغم أن الآباء يقومون بكل ما يلزم، مثل تفهم مشاعر الطفل ومحاولة تهدئته بالتنفس العميق والأحضان الحميمة، ولكن المحبط أن النتائج قد تكون عكسية، فيشعر الآباء بالعجز أو يستاؤون من ردود فعل الطفل.
ومشكلة الآباء هنا هي توقع تغيير كبير في سلوك ومشاعر الطفل الحساس، واستعجال النتائج الإيجابية على الطفل محدود الإرادة، وعلى الآباء أن يفهموا أن الطفل قابل للانهيار بأي لحظة والسبب ليس من قِبل أحد الوالدين، هذا الفهم يقلل من شعور الإحباط لدى الوالدين، ويساعدهما على التصرف بشكل أكثر حكمة في تلك المواقف، وليعلم الآباء أن الطفل يستند على حكمة أبويه.
– تجنب التقليل من أهمية مشاعر الطفل
لأننا نحب أطفالنا فإن رد فعلنا المفاجئ هو التخلص من المشاعر المزعجة لنا ولهم كقولنا، مثلاً عندما يحزن، نحاول التخلص بالحزن ونقول: لا تحزن سنزور الجدة مرة أخرى قريباً، أو لقد شاهدت حلقتين من كرتونك المفضل، ألا يكفي ذلك؟
إن كبت المشاعر حينما يكون الطفل محبطاً فكرة ليست جيدة، وحاجة الطفل للتنفيس عن المشاعر ليست أقل أهمية عن حاجة الكبار، فكلاهما يحتاج إلى من يستمع إليه ويتفهم مشاعر الحزن لديه مثلاً: شخص كالأب والأم لا يخجل الطفل من التعبير عن مشاعره أمامه ويثق أن لديه القدرة على مساعدته بكل دعم.
لكن عندما نرفض أو نقلل من هذه المشاعر فإن النتيجة ستكون سلبية، سيعرف الطفل أن لا أحد يتفهم مشاعره ولا أحد يريد الاستماع له، وبعدها يرفض الطفل مشاركة الطفل مشاعره مع الوالدين ونحرمه من فرصة التعبير عن نفسه ومشاعره والتعامل معها.
يجب أن يفهم الطفل أن المشاعر ليست ضارة، ويمكنه أن يتعايش مع الحزن والفرح والغضب والحب والفخر والشك بالنفس والغيرة والتعاطف، فجميعها جزء من مجموعة من المشاعر التي تجعلنا بشراً، ومهمتنا كآباء ليست تخليص أو حماية أطفالنا من عواطفهم الصعبة (إنك لا تهدي من أحببت)، بل مساعدتهم على فهم كل مشاعرهم والتعامل معها بشكل فعال، بالنسبة للطفل فالفكرة التي كان يريد إيصالها هي أنه لا يحب خروج والديه وتركه وحيداً في المنزل ويريدهم أن يفهموا ذلك ويفهموا رغبته ببقائهم معه بالبيت طوال اليوم، وسيطمئنون بعدها ببقائه مطمئناً مع جليسة الأطفال.
– أثبت وجودك مع إعطاء الطفل مساحته
حينما يكون الطفل غاضباً لن يفهم ولن يستقبل تعليمات الوالدين، هنا يكون الوقت غير مناسب للتدخل لحل المشكلة أو تلقين الطفل درساً، ففي ذلك الوقت لا تكرر عباراتك التعاطفية مثل؛ إنك غاضب الآن.. أنا أعلم ذلك، فهذه العبارات ستزيد غضب الطفل.
عندما يكون الطفل في حالة غير مستقرة فعدم الفعل أفضل من الفعل ذاته. إن تكرار عبارة تعاطفية لا يجعلك أكثر تعاطفاً، لكن على الآباء الاعتراف بضيق الطفل، ثم تركه والتزام الهدوء حتى تمر العاصفة هو في الغالب الأسلوب الأفضل.
– قم بحل المشكلة بمجرد أن يهدأ الطفل
عندما تهدأ عاصفة الطفل الحساس المشاعر، علّق على الفعل الرائع الذي قام به في تهدئة نفسه بغض النظر عن الوقت الذي استغرقه ثم احكِ قصة ما حدث: لقد كنتَ غاضباً حقاً عندما لم تسمح لك والدتك بمشاهدة التلفزيون هذا الصباح قبل المدرسة، فقد فقدت السيطرة على نفسك وألقيت بجهاز الريموت نحوي، أعلم أنك لم تقصد إيذائي فقد كنت مستاءً وتشعر بالضيق والغضب، ولم تتحكم بردة فعل جسدك، لكني سأساعدك، أنا الآن معك لأستمع إليك، هل لديك بعض الأفكار لذلك؟ ثم استمع لأفكاره وتشاركوا الأفكار.
المصدر: صحيفة سبق الالكترونية