العظام

الإنزلاق الغضروفي ….. الأسباب والعلاج!

الإنزلاق الغضروف هو حالة تظهر بسبب حدوث مشكلة ضمن أحد الأقراص (الوسائد المطاطية) في الفقرات العنقية، التي تفصل فقرات العمود الفقري، حيث تتكون من شريط خارجي يشبه الإطار يدعى الحلقة الليفية تحتوي مادة تشبه الهلام، تدعى النواة اللبية، ومع وجود ضغط كافي على هذه الأقراص قد يندفع المحتوى الهلامي الداخلي للقرص من خلال تصدعات أو نقاط ضعف في الغلاف الخارجي، مما يؤدي إلى نفخ الجزء الضعيف المتصدع كبالون يبدو وكأنه يخرج من بين الفقرات ليضغط على الأعصاب في النفق الفقري أو أن تتسرب النواة اللبية من خلال تمزق في الغلاف الخارجي للقرص، يمكن للقرص المنزلق أن يهيج جذور الأعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي، مما يؤدي إلى ألام أو تنمل أو حتى ضعف في الذراع أو الساق، إلا أن العديد من الأفراد المصابون لا يعانون من أي أعراض، بل أن معظم من يعاني من الأعراض لا يحتاج لعملية جراحية لتصحيح المشكلة، يصاحب الإنزلاق الغضروفي تقلص في المسافة البينية بين الفقرات.

الأسباب:

 

يوجد بين الفقرات العظمية غضاريف تعمل على تقليل الضغط على الأعصاب الفرعية وتسهل حركة الفقرات العظمية عند القيام بتغيرات وضعية الجسم مثل الوقوف والإنحناء، حيث أن تلك الغضاريف تحتوي على مادة جيلاتينية و قد تتطور الحالة بحيث ينفجر الغضروف بعد إنزلاقه مما يتطلب العلاج الجراحي لمنع المضاعفات المترتبة على ما حدث من تهيج للأعصاب وإختلال وظيفة بعض عضلات الجسم، ومن الأسباب الشائعة لحدوث الإنزلاق الغضروفي هي:

  • ضعف عضلات العنق والظهر: التي تعد الداعم الأساسي في العمود الفقري فقد يحدث إنزلاق للغضاريف الموجودة بين الفقرات العظمية العنقية والقطنية، وقد يكون سبب ضعف عضلات العنق والظهر يعود إلى أسباب وراثية أو حياتية أي النمط الحياتي الغير صحي وطبيعية العمل عند البعض وقلة ممارسة الرياضة والبدانة وإصابات العمود الفقري.
  • فتق الأقراص: يحدث الإنفتاق عندما يتمزق أو يتشقق الشريط الخارجي للقرص وتتسرب المادة الشبيهة بالهلام إلى الخارج، مما يشكل ضغطاً على القناة الشوكية أو الجذور العصبية، وعلاوة على ذلك تفرز النواة مواد كيماوية تسبب تهيج الأعصاب المحيطة مما يؤدي إلى الإلتهاب والألم، وتحدث معظم حالات إنفتاق (إنزلاق) الأقراص القطنية نتيجة لشد مفاجئ كما يحدث في الحوادث، وربما يحدث ذلك تدريجياً، على مدى أسابيع أو حتى أشهر. وفيما يلي عوامل الخطر التي يمكن أن تساهم في إمكانية حدوث انفتاق للقرص:
  • التقدم في السن: عندما نتقدم في السن، تجف الأقراص تدريجياً، فتفقد قوتها ومرونتها.
  • إختيارات نمط الحياة.
  • حمل الأشياء الثقيلة: ومن شأن الوضعية غير السليمة أو الرفع أو اللف بطريقة غير صحيحة و/أو متكررة أن يشكل إجهاداً إضافياً على الفقرات القطنية.
  • قلة ممارسة الرياضة: يعتبر عدم القيام بتمارين بصفة منتظمة، عدم تناول طعام متوازن، الزيادة في الوزن، والتدخين من العوامل التي تساهم في الإضرار بصحة القرص.
  • العلاج:

    ظهر

    يمكن إستخدام مجموعة من العلاجات المتتابعة مع معظم مرضى إنفتاق الأقراص:

    العلاج الدوائي التقليدي:

    عقاقير مضادة للألم مثل مضادات الإلتهاب لتقليل التورم والألم، ومرخيات العضلات لتهدئة التشنجات، وفي بعض الأحيان مسكنات الألم المخدرة لتخفيف الألم الحاد، ووفقا للموسوعة الحرة يمكن إستخدام العلاج بالحرارة/البرودة، خاصة خلال الساعات الأربع وعشرين إلى الثماني والأربعين الأولى.
    تمارين علاج طبيعي مثل التدليك اللطيف، الشد وتمارين التقوية لتقليل الألم وزيادة المرونة، وحقن عقار مضاد للإلتهاب فوق الجافية، وتعطى للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة أو ألم شديد في الساق، ويلاحظ هنا أن أغلب العقاقير هي تحفظية ومسكنة للألم لكنها لاتشفي من الإنزلاق الغضروفي.

    العلاج الجراحي:

    إذا ظل المريض – بعد العلاجات غير الجراحية – يعاني من ألم غير محتمل، أو كانت هناك شواهد على وجود عجز عصبي (مثل الوهن في عضلات بطة الساق) فمن الممكن أن نوصي بإجراء جراحة لعلاج إنفتاق القرص.

  • وتتضمن الجراحة في العادة إزالة جزء من القرص التالف أو إزالته بالكامل، لتخفيف الضغط على العصب وألم الساق، ويسمى ذلك إستئصال القرص، وقد نقوم بهذا الإجراء كثيراً بإستخدام الطرق الأقل بضعاً، ويتم في الجراحة الأقل بضعاً عمل شقوق صغيرة وإستخدام تقنيات متخصصة مثل الميكروسكوبات والمناظير الداخلية (“كاميرات فيديو دقيقة”)، وفي العديد من الحالات تؤدي طرق إستئصال الأقراص الميكروسكوبية والطرق الأقل بضعاً إلى معافاة أسرع للمرضى مقارنة بالطرق التقليدية، وذلك لأنها تقلل من الرضح الذي تتعرض له العضلات وتقلل فقدان الدم أثناء الجراحة، وبالإضافة إلى إستئصال القرص، ربما تكون هناك حاجة إلى إزالة جزء من العظم المغطي للعصب، ويطلق على ذلك الإجراء بضع الثقب.
  • يمكن لمعظم المرضى مغادرة الفراش في نفس اليوم الذي أجريت فيه الجراحة، ويزاد النشاط تدريجياً بحيث يتمكن المريض عادة من العودة إلى منزله في غضون 24 ساعة بعد ذلك الإجراء، تبعاً لمدى الجراحة، وقد يخلف ذلك الإجراء بعده بعض الألم ولكن الطبيب يوفر عقاقير مضادة للألم.

    وعند العودة للمنزل، يحتاج المريض لمواصلة الراحة، وسيعطى الطبيب تعليمات عن كيفية زيادة النشاط تدريجياً، وربما تحتاج إلى تناول العقاقير المضادة للألم لبعض الوقت، ولكن ينبغي أن يبدأ كل من الألم والإزعاج في الإنخفاض في غضون أسبوع أو أسبوعين بعد الجراحة.

إغلاق