أدوية
أمراض القلب: علاج جيني جديد يقضي على مخاطر الموت المفاجئ للشباب
وتعهدت مؤسسة القلب البريطانية بتقديم 30 مليون جنيه إسترليني لباحثي الجينات الذين يعتقدون أن بإمكانهم تصحيح خلل الحمض النووي المسؤول عن الضرر.
ويمكن أن تؤدي اعتلالات عضلة القلب إلى الوفاة دون سابق إنذار. وغالبا ما يتعرض العديد من أفراد العائلة للخطر بسبب جيناتهم. وتتصدر اعتلالات عضلة القلب عناوين الصحف عندما تؤدي إلى الموت القلبي المفاجئ أو حالات الطوارئ القلبية لدى الرياضيين الشباب.
ويمكن أن تؤدي الرياضة إلى تفاقم الحالة الكامنة.
وسقط لاعب كرة القدم فابريس موامبا على أرض الملعب وهو في الثالثة والعشرين من عمره بسبب مشاكل في القلب أثناء مباراة لبولتون في عام 2012. وتمكن الأطباء من إنعاشه، لكن آخرين لقوا حتفهم، مثل نجم كرة القدم الكاميروني مارك فيفيان فوي، الذي مات داخل الملعب عن عمر يناهز 28 عاما.
يقول أعضاء فريق البحث الذي حصل على المنحة إنهم واثقون من أن العلاج الجيني الجديد يمكن أن يكون جاهزا للاختبار في التجارب السريرية البشرية في غضون خمس سنوات، بعد أن جرى اكتشاف الجينات والعيوب الجينية المحددة المسؤولة عن اعتلالات عضلة القلب المختلفة وكيفية عملها.
ويجرى العلماء بالفعل بعض التجارب على الحيوانات والخلايا البشرية.
ويقولون إن العلاج الجديد، الذي يحصل عليه المريض من خلال حقنة في الذراع، يمكن أن يوقف تلف القلب لدى أولئك الذين يعانون بالفعل من اعتلال عضلة القلب الوراثي.
ويمكن أن يمنع هذا العلاج المرض من التطور في أفراد الأسرة الذين يحملون جينا معيبا لكنهم لم يعانوا من الحالة بعد – مما يعالج المشكلة بشكل فعال.
علم ماكس جارمي، البالغ من العمر 27 عاما، قبل بضع سنوات أنه ورث نوعا من اعتلال عضلة القلب الوراثي. وتسببت هذه الحالة – المعروفة طبيا باسم خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم – في وفاة والده عندما كان ماكس في الثالثة عشرة من عمره.
ويعاني شقيق ماكس الأصغر، توم، من نفس الخلل أيضا.
يقول ماكس إنه يحاول التركيز على ما يمكنه فعله، بدلا من الأشياء التي لا يمكنه القيام بها بسبب حالته، على الرغم من أنه يقول إنه توقف عن ممارسة بعض أنواع الرياضة كإجراء احترازي.
وجرى تزويده بجهاز مزيل الرجفان القابل للزرع، والذي يمكن أن يصدم قلبه حتى يعود إلى إيقاعه الطبيعي، وهو ما يحميه من السكتة القلبية.
إنه نفس الجهاز الذي زُود به لاعب الكريكيت الإنجليزي جيمس تايلور، والذي يعاني أيضا من خلل تنسج البطين الأيمن المحدث لاضطراب النظم.
قال ماكس: “أنا قوي جدا من الناحية الذهنية، لكن الأشهر الستة الأولى بعد تشخيص حالتي كانت صعبة للغاية”.
وأضاف: “أعتقد أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع تشخيصي هي قبوله وقبول حقيقة أنني لا أستطيع السيطرة عليه”.
ويأمل ماكس أن يشارك في التجربة التي يجريها مشروع “كيور هارت” على العلاج الجديد.
ويقول: “عندما أفكر في مستقبلي، وفي قرار إنجاب الأطفال ومستقبلهم، يمكن لمشروع كيور هارت أن يجعل هذا القرار أسهل، لأنه قد لا يجعل أطفالي يعانون أبدا من الحالة التي أعاني منها. هذا الأمر سيغير حياتي تماما”.
ويضيف: “هذا المشروع يعطيني الأمل”.
يذكر أن اعتلال عضلة القلب هو مرض تضعف فيه عضلة القلب عادة أو تتشوه وتضعف وظيفيا. ويمكن أن يسبب هذا أعراضا مثل ألم الصدر وضيق التنفس أو خفقان القلب، وغالبا ما يؤدي إلى قصور القلب.
وعلى الرغم من أنه يمكن السيطرة على أعراض اعتلال عضلة القلب عن طريق بعض الأدوية أو الأجهزة مثل أجهزة تنظيم ضربات القلب أو الجراحة، إلا أنه لا يوجد حاليا علاج لقصور القلب.
يقول البروفيسور السير نيليش ساماني، المدير الطبي لمؤسسة القلب البريطانية: “هذه لحظة حاسمة بالنسبة لطب القلب والأوعية الدموية، فقد لا يكون كيور هارت أول علاج لأمراض عضلة القلب الموروثة من خلال معالجة الجينات القاتلة التي تمر عبر شجرة العائلة فحسب، بل من الممكن أن يكون أيضا إيذانا بعصر جديد لإيجاد علاجات لأمراض القلب الدقيقة”.
ويضيف: “بمجرد نجاح ذلك، يمكن استخدام ابتكارات تعديل الجينات نفسها لعلاج مجموعة كاملة من أمراض القلب الشائعة التي تلعب فيها العيوب الجينية دورا رئيسيا. سيكون لهذا تأثير كبير وسيعطي الأمل لآلاف العائلات التي تعاني من هذه الأمراض القاتلة في جميع أنحاء العالم”.
المصدر: الأنباء