صحة الأطفال

المبتسر..طفل ينقذه الاهتمام

الطفل المبتسر هو الذي يولد قبل إكمال 36 أسبوعاً في الحمل، وغالباً ما يعاني الأطفال الذين يولدون قبل هذه المدة، نقص الوزن. وعادة ما يكون وزن الطفل المبتسر أقل من 2,5 كجم، وتكون المشكلة أكبر إذا كان وزنه أقل من 1500 جرام، ففي هذه الحالة يعتبر طفلاً يعاني نقصاً شديداً في الوزن، ومن ثم يحتاج إلى رعاية أكثر وأطول داخل الحضانة، التي يمكث فيها حتى يكتمل نموه.

أوضحت الهيئة العامة للرعاية الصحية في أن رعاية الطفل المبتسر تتطلب عناية خاصة بعد خروجه من الحضانة إلى المنزل، لتجنب أية مشكلات طارئة، خاصة مع مناعته الضعيفة، فقد يتأثر الطفل طوال حياته، بأي مشكلات قد تطرأ، إذا لم يتلق الرعاية اللازمة في هذه الفترة بالتحديد.

وقالت إنه عندما يحين الوقت لعودة الطفل المبتسر إلى المنزل، فيجب على الأم أن تتحلى بالهدوء والطمأنينة، كي تستطيع رعاية طفلها، لأن بعض الأمهات قد يشعر بأحاسيس الراحة والحماس والقلق، خصوصاً في ظل الخشية من فقدان الدعم الذي كان يقدمه الفريق الطبي لها ولطفلها، عندما كان يعيش حياته في الحضانة، تحت إشراف طبي، للوصول به إلى حالة النمو المعتاد. وتنصح الهيئة العامة للرعاية الصحية بأن أفضل طريقة لتجاوز هذه المشاعر هي الحرص على قضاء فترة طويلة مع الطفل، لأن ذلك سيحسن من مستوى فهمها وشعورها نحو طفلها، كما أن عليها تلبية احتياجاته، كي تزيد من قوة العلاقة بينها وبين الطفل.

كما يجب على الأم الحرص على ملامسة الطفل لفترات طويلة، وبشكل خاص ملامسة جلدها لجلده، لإشعاره بالأمان والطمأنينة، وعليها بذل الجهد والصبر في سبيل إرضاعه طبيعياً، والتنبه المستمر للطفل خلال الرضاعة، وتحفيزه على الحصول على وجبته كاملة من الرضاعة الطبيعية.

ويحتوي لبن الأم على العناصر الأساسية والبروتينات، التي تساعد على تعزيز نمو الطفل وتقوية جهازه المناعي وحمايته من الأمراض، لذلك يجب على الأم الالتزام بالرضاعة الطبيعية عن طريق إرضاع الطفل من الثدي مباشرة، أو عن طريق تشفيط اللبن، وإعطائه له عن طريق الببرونة، إذا كان غير قادر على الرضاعة مباشرة من ثدي الأم.

وأشارت إلى أن شفط لبن الأم للأطفال غير القادرين على مصّ الثدي، يتم عن طريق استعمال اليد، أو شفاط يدوي، أو آلي، مع ضرورة الاهتمام بغسل اليدين جيداً، وتنظيف أدوات تخزين اللبن وتعقيمها، واستعمال وعاء تخزين منفصل لكل رضعة.

ويجب على الأم معرفة عدد وكمية الرضعات اللازمة لتغذية الطفل، فمعظم الأطفال المبتسرين يرضعون بكمية أقل، لذا يحتاجون إلى زيادة عدد الرضعات عن غيرهم من الأطفال كاملي النمو، الذين حصلوا على فترة الحمل الطبيعية.

وأكدت الهيئة أن الرضاعة الطبيعية تبني صحة الرضيع، وتزيد مناعته وقوته، خصوصاً «لبن السرسوب»، المعروف باسم لبن المسمار، لأنه غني بالأجسام المضادة والعناصر الغذائية. وتنصح الهيئة العامة للرعاية الصحية الأمهات بالفصل بين الرضعات ساعتين، أو ثلاث ساعات، مع الالتزام بجدول زمني للرضاعة، لأن الطفل المبتسر يحتاج إلى ما بين ثماني إلى عشر رضعات يومياً، للحفاظ على كمية السوائل في جسمه، مع متابعة عدد مرات التبول والإخراج يومياً.

وشددت الهيئة على أنه من غير المسموح إعطاء أية سوائل أخرى للطفل، مثل الأعشاب أو الغلوكوز، فالمسموح به فقط هو لبن الأم.

ويجب على الأم متابعة حالة رضيعها دورياً مع الطبيب المختص، لمراقبة نموه وتقديم الرعاية اللازمة الخاصة له.

 

المصدر: صحيفة الخليج

إغلاق