الصحة النفسية
هل تساعد الدموع على التخلص من المشاعر السلبية التي تؤذي الحالة النفسية والصحة الجسدية؟
يعمل البكاء على حماية العين وتنظيفها بطريقة طبيعية والمحافظة على صحتها، عن طريق طرد الجراثيم والأجسام الغريبة والأتربة الناتجة عن التعرض إلى الهواء، ويحفز الغدة الكظرية، لإنتاج هرمون يساعد على التقليل من الإجهاد العقلي، فضلاً عن تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، لتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء، بعد التعرض للضغط العصبي الذي يؤدي إلى اختلال في المواد الكيميائية بالجسم.
ويواجه الإنسان خلال اليوم الواحد العديد من المواقف والمشكلات والضغوط العصبية، وربما يتطور الأمر للاضطرابات النفسية المختلفة مثل القلق والتوتر والاكتئاب، ويعد البكاء أفضل الطرق الطبيعية التي تخفف المشاعر السلبية، وتعزز من رفع الروح المعنوية، ويعد ذرف الدموع استجابة للمشاعر الإنسانية المختلفة من حزن وألم وفرح، وله العديد من الفوائد التي تُحسن من الحالة الجسدية والمزاجية والنفسية، كما يُعالج حساسية العين والتهيج الناجم عن التعرض لجراثيم الأتربة.
يعزز البكاء من الروابط والصداقات والعلاقات الاجتماعية، طبقاً لتحليل أجراه عالم الأحياء التطورية أورين هاسون، والذي اعتمد على تحليل الدموع في الظروف العاطفية والاجتماعية المختلفة، ووجد أن ذرف الدموع، هو استجابة تطورية للحصول على التعاطف والدعم من المقربين والمحيطين.
ينصح خبراء الطب النفسي، بإظهار البكاء عند حدوث المشاعر السلبية والضغوط اليومية؛ حيث كشفت الدراسات كيف يسهم في التعامل مع المواقف المؤلمة، ويترك تأثيراً إيجابياً في الصحة البدنية والنفسية للأشخاص.
يساعد البكاء على إطلاق هرمونات السعادة، ومنها الأوكسيتوسين؛ حيث تفرز الدموع هرمونات (الأوكسيتوسين والأندروفين)، ما يساعد على التخلص من المشاعر السلبية التي تؤذي الحالة النفسية والصحة الجسدية، ويقلل من الشعور بالألم، كما تحتوي الدموع على معدن المنجنيز الذي يعمل على تغيير الحالة المزاجية، بمعدل 30 مرة أكثر من الدم وفقاً للدراسات؛ لذلك فإن ذرفها عند البكاء، يخفف من حدة التوتر والقلق.
يلعب البكاء دوراً في رفع معدلات الأيض في الجسم، وبالتالي تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وقد أشارت دراسة أمريكية إلى أن ذرف الدموع الناتج عن الضغط العصبي، يحتوي على 24% من بروتين الألبومين، وأوضحت الدراسة أن البكاء يقي من داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومشكلات السمنة.
المصدر: صحيفة الخليج