أخبار
هل هي بداية نهايته عالميا؟.. بايدن يعلن نهاية كورونا في الولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الأحد أن جائحة كوفيد-19 انتهت في الولايات المتحدة، وقبلها بأيام أعلن مدير منظمة الصحة العالمية أن العالم لم يكن في أي وقت من الأوقات في وضع أفضل مما هو عليه الآن للقضاء على الجائحة، فهل هذه نهاية كورونا، أم بداية نهايته، أم نهاية البداية؟
وجاء إعلان بايدن في مقابلة بثتها محطة “سي بي إس” الأحد، إذ قال لبرنامج “60 دقيقة” إن “الجائحة انتهت. ما زلنا نواجه مشكلة مع كوفيد. ما زلنا نقوم بعمل كثير في هذا الملف… لكن الجائحة انتهت”.
وأضاف “إذا لاحظتم، لا أحد يضع كمامات. يبدو الجميع في حالة جيدة جدا. لذا أعتقد أن (الأمور) تتغير”، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
تراجع حصيلة كوفيد-19
وتراجعت حصيلة جائحة كوفيد-19 بشكل كبير منذ وقت مبكر من ولاية بايدن، عندما كان أكثر من 3 آلاف أميركي يموتون يوميا، حيث أصبحت الرعاية المحسنة والأدوية واللقاحات متاحة على نطاق أوسع، وفقا لرويترز.
لكن يموت حاليا ما يقرب من 400 شخص يوميا بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة، وفقا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأمضى بايدن أكثر من أسبوعين معزولا في البيت الأبيض بعد إصابتين بكوفيد-19، بدءا من يوليو/تموز الماضي.
وقال بايدن إن الحالات الخفيفة كانت شهادة على التحسن في الرعاية خلال فترة رئاسته.
هل هذه نهاية جائحة كورونا؟
الجواب يبدو نعم، على الأقل في الولايات المتحدة. مع ذلك يجب الانتباه إلى أن بايدن طلب من الكونغرس تمويلا إضافيا بقيمة 22.4 مليار دولار للتحضير لزيادة محتملة في الحالات في فصل الخريف القادم.
مع ذلك، يجب الالتفات أيضا إلى صعوبات قد تعيق إنهاء كورونا. فمثلا، حذر كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض أنتوني فاوتشي -خلال مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”- من أن الرفض الواسع النطاق لتلقي اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد-19، ربما يقوّض الجهود المبذولة لتحصين الأطفال واحتواء تفشي المرض في المستقبل.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” للأنباء -أمس الأحد- أن فاوتشي قال للصحيفة إن المواقف الرافضة للقاحات “قد تتسع وتصبح موقفا سلبيا تجاه تطعيمات الأطفال”.
وأضاف “إذا تراجعت عن استخدام اللقاحات ضد أمراض الطفولة الشائعة التي يمكن الوقاية منها، فسينتهي الأمر بتفشي الأمراض التي يمكن تجنبها وغير الضرورية”.
التوترات السياسية وجائحة كورونا
وقال فاوتشي إن الانقسامات السياسية بشأن الصحة العامة في الولايات المتحدة تضرّ بجهود مكافحة الوباء، في ظل إخفاق بعض الولايات في تشجيع التطعيمات وتراجع الكونغرس عن التمويل.
وأذكت جهود احتواء وباء كورونا التوترات السياسية بين البيت الأبيض وزعماء جمهوريين، ومن بينهم رون دي سانتيس حاكم ولاية فلوريدا وغريغ آبوت حاكم تكساس، الساعيين إلى عرقلة التفويضات الممنوحة بشأن اللقاحات.
كورونا.. بداية النهاية أم نهاية البداية؟
في مايو/أيار الماضي، كتب الدكتور كارلوس ديل ريو والدكتور بريتي ن. مالاني، مقال وجهة نظر في مجلة جاما تحت عنوان:” كوفيد-19 في عام 2022- بداية النهاية أم نهاية البداية؟”.
وقال الكاتبان إنه بعد تحديد متغير (سلاسة) “أوميكرون بي إيه 1” (Omicron BA.1) لأول مرة في جنوب أفريقيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، انتشر بسرعة في جميع أنحاء العالم، متجاوزا المتغيرات الأخرى، وأصبح سريعا البديل السائد في العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة.
وقال الكاتبان إن الطفرات الموجودة في أوميكرون ومتغيراته الفرعية لا ترتبط فقط بزيادة قابلية الانتقال، ولكن أيضا بالتهرب المناعي لكل من التطعيم والمناعة بعد الإصابة.
ويوفر التحصين الأولي بجرعتين من لقاحات “الرنا المرسال” (mRNA) حماية محدودة ضد الأمراض العرضية التي يسببها أوميكرون وتزداد بشكل كبير بعد جرعة معززة.
وتوفر لقاحات “الرنا المرسال” درجة مماثلة من الحماية ضد “بي إيه.1″ (BA.1) و”بي إيه.2” (BA.2)، على الرغم من أن الحماية ضد العدوى والأمراض المصحوبة بأعراض تتضاءل في غضون أشهر من الجرعة الثالثة.
على النقيض من ذلك، فإن الحماية المرتبطة باللقاح ضدّ الأمراض الشديدة، بما في ذلك الاستشفاء والوفاة، تظل دائمة.
فيروس كورونا لن يُستأصَل بالكامل
يرى الكاتبان في مقالهما المنشور في مايو/أيار الماضي، أنه بينما تظل العديد من الأسئلة حول مستقبل الوباء، فمن الواضح أن فيروس كورونا -واسمه العلمي “سارس كوف 2” (SARS-CoV-2)- لن يتم استئصاله بالكامل.
وهذا يعني الاستمرار في التكيف مع الحياة مع كوفيد-19، والاعتراف بأنه خلال المرحلة التالية من الوباء ستكون هناك أوقات يكون فيها انتقال الفيروس في المجتمع (community transmission) منخفضا، ويمكن “خفض” الاحتياطات، كما ستكون هناك أوقات تحدث فيها زيادة في العدوى، وعندها ستكون الحاجة لزيادة جهود للتخفيف من مستويات هذه العدوى.
ويضيف الكاتبان أنه إذا تحرك كوفيد-19 نحو التوطن، فلا ينبغي أن يعطل الحياة اليومية. ومع ذلك، مع استمرار الانتقال ومع ما يقدر بـ10% إلى 30% من الأفراد الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 الطويلة بعد الإصابة، ستتطلب هذه المشكلة اهتماما دقيقا لتحديد المزيد من المتلازمة والتدخل المحتمل.
وختم الكاتبان بالقول “تشير البيانات إلى أن التطعيم يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بكوفيد-19 لفترة طويلة، وبالتالي فإن الاستمرار في التركيز على تحسين معدلات التطعيم يجب أن يظل حجر الزاوية للوقاية من كوفيد-19 والتخفيف من حدته، ليس فقط محليا، ولكن عالميا”.
منظمة الصحة أكثر تفاؤلا
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس صرّح في 14 سبتمبر/أيلول الجاري أن العالم لم يكن في أي وقت من الأوقات في وضع أفضل مما هو عليه الآن للقضاء على جائحة كوفيد-19، وحث الدول على مواصلة جهودها لمكافحة الفيروس.
وقال للصحفيين في مؤتمر عبر الإنترنت “لم نصل لذلك بعد، لكن النهاية تلوح في الأفق”.
وكان هذا التعليق هو الأكثر تفاؤلا من الوكالة التابعة للأمم المتحدة منذ أعلنت حالة طوارئ دولية في يناير/كانون الثاني 2020، ووصفت مرض كوفيد-19 بأنه جائحة بعد ذلك بثلاثة أشهر.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة إنه لا يزال يتعين على الدول التفكير مليا في سياساتها وتعزيزها لمواجهة كوفيد-19 والفيروسات المستقبلية، وحث الدول على تطعيم الفئات المعرضة للخطر بنسبة 100% ومواصلة إجراء اختبارات الفيروس.
كما حذرت منظمة الصحة من احتمال حدوث موجات من الفيروس في المستقبل، وقالت إنه يتعين على الدول الاحتفاظ بالإمدادات الكافية من المعدات الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
وقالت ماريا فان كيركوف كبيرة علماء الأوبئة في منظمة الصحة العالمية “نتوقع أن تكون هناك موجات مستقبلية من العدوى، يحتمل أن تكون في مراحل زمنية مختلفة في جميع أنحاء العالم، بسبب نسخ متحورة فرعية من المتحور أوميكرون أو حتى نسخ متحورة مختلفة مثيرة للقلق”.