التغذية

فوائد مذهلة لتناول الطعام في وقت مبكر.. ولمدة 10 ساعات!

تشير دراستان إلى أن هناك أوقاتًا مثالية لتناول الطعام والصيام في اليوم

يشير بحث جديد إلى أنه قد تكون هناك فترة زمنية محددة مثالية لتناول الطعام أثناء النهار، حيث يمكن أن يكون تناول الطعام مبكراً نسبياً مفيداً لفقدان الوزن، كما أن مراعاة تناول الوجبات خلال فترة 10 ساعات يمكن أن يحسن مستويات السكر في الدم ويخفض مستويات الكوليسترول الضار، وفقاً لدراستين نُشرت نتائجهما في موقع شبكة “إن بي سي” الإخبارية الأميركية نقلًا عن دورية Cell Metabolism.

توصلت الدراسة الأولى إلى أن تناول الطعام في وقت لاحق جعل المشاركين في الدراسة أكثر جوعاً خلال فترة 24 ساعة مقارنةً بوقت تناولهم نفس الوجبات في وقت مبكر من اليوم. أدى تناول الطعام في وقت متأخر أيضاً إلى جعل المشاركين في الدراسة يحرقون السعرات الحرارية بمعدل أبطأ، ويبدو أن أنسجتهم الدهنية تخزن سعرات حرارية أكثر في جدول الأكل المتأخر عن تناول الطعام مبكراً.

بشكل عام، تشير الدراسة إلى أن تأخير تناول الطعام إلى وقت لاحق يمكن أن يزيد من خطر السمنة.

وقاية من أمراض القلب

وكشفت نتائج الدراسة الثانية، التي أجريت على مجموعة من رجال الإطفاء، أن تناول الوجبات في غضون 10 ساعات يقلل من جزيئات “الكوليسترول الضار”، مما يشير إلى انخفاض محتمل في عوامل الخطر لأمراض القلب.

كما أدى تناول الوجبات الغذائية خلال فترة 10 ساعات من اليوم إلى تحسين ضغط الدم ومستويات السكر في الدم بين رجال الإطفاء، الذين يعانون من حالات صحية أساسية مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم.

الساعة البيولوجية

وتقول كورتني بيترسون، الأستاذة في علوم التغذية بـ”جامعة ألاباما” في برمنغهام، والتي لم تشارك في أي من الدراستين، إن نتائج الدراستين تضيف إلى الأدلة الموجودة على أنه ربما تكون هناك أوقات مثالية لبدء تناول الطعام والتوقف عنه.

قالت بيترسون إن “الساعة البيولوجية الداخلية تجعل من الأفضل القيام بأشياء مختلفة في أوقات مختلفة من اليوم. ويبدو أن أفضل وقت لعملية التمثيل الغذائي للكثيرين هو من منتصف إلى أواخر الصباح”.

توصلت الأبحاث السابقة إلى أن إيقاعات الساعة البيولوجية، التي تساعد في تنظيم النوم والاستيقاظ، يمكن أن تؤثر على الشهية والتمثيل الغذائي ومستويات السكر في الدم.

العبرة بالمواظبة والاستمرار

وقال ساتشيداناندا باندا، وهو باحث مشارك في دراسة رجال الإطفاء وأستاذ في “معهد سولك للدراسات البيولوجية”، إن فترة زمنية مدتها 10 ساعات تبدو “مساحة جيدة” لأن القيود الأكثر شدة، التي تميز العديد من أنظمة الصيام المتقطعة يصعب الالتزام بها والمداومة عليها، مشيراً إلى أنه ربما تكون فائدة أكبر عند قصر تناول الوجبات الغذائية على فترة “ست أو ثماني ساعات، لكن الناس قد لا يلتزمون بها لفترة طويلة”.

تضمنت الدراسة الأولى 16 شخصاً يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، والذين قاموا بتجربة نظامين مختلفين للأكل ليوم واحد لكل منهما. اشتمل النظام الأول على بدء بعض المشاركين في تناول الطعام بعد ساعة من استيقاظهم الطبيعي، بينما انتظر الباقون في مجموعة النظام الثاني بدء تناول الطعام حتى حوالي خمس ساعات بعد الاستيقاظ. ثم قامت المجموعتان بتبديل الجداول الزمنية في تاريخ لاحق.

كانت الوجبات التي تناولوها جميعاً متطابقة وكانت كمية السعرات الحرارية والعناصر الغذائية متسقة عبر كلا الجدولين، وفقاً لفرانك شير، كبير باحثي الدراسة ومدير برنامج علم الأحياء الطبي في مستشفى بريغهام أند وومنز، الذي قال إنه تم قياس مستويات هرمون المشاركين وتبين أن تناول الطعام في وقت متأخر يقلل من مستويات هرمون الليبتين، وهو هرمون يساعد على الشعور بالشبع، بنسبة 16% في المتوسط. كما ضاعف الأكل المتأخر من احتمالات الشعور بالجوع بـ18 مرة على مدار اليوم.

جوع ودهون متراكمة

كما لاحظ الباحثون أن أفراد المجموعة، التي تتناول الوجبات في وقت متأخر، كانت لديهم رغبة متزايدة في الأطعمة النشوية والمالحة وكذلك اللحوم ومنتجات الألبان والخضراوات، موضحاً أن التوق إلى المزيد من الأطعمة الغنية بالطاقة يحدث عندما يكون الأشخاص أكثر جوعاً.

ووجدت الدراسة أيضاً تغييرات ثابتة في الأنسجة الدهنية المرتبطة بنظام الأكل المتأخر، مما يشير إلى زيادة احتمالية تكوين خلايا دهنية جديدة وانخفاض فرصة حرق الدهون.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام في وقت متأخر يحرقون حوالي 60 سعرة حرارية أقل من أولئك الذين تناولوا الطعام في وقت مبكر يومياً، على الرغم من أن بيترسون قالت إن ذلك “يعادل تناول نصف تفاحة إضافية يومياً، لذلك لا يعد هذا التغيير كبيراً”.

على مدار 10 ساعات

وفي الدراسة الثانية، اتبع 137 من رجال الإطفاء في سان دييغو بكاليفورنيا نظاماً غذائياً متوسطياً غنياً بالفواكه والخضراوات والأسماك وزيت الزيتون لمدة 12 أسبوعاً. تناول سبعون من رجال الإطفاء وجباتهم في غضون 10 ساعات، بينما تناول الباقون عموماً أكثر من 13 ساعة.

وقام المشاركون بتسجيل وجباتهم في تطبيق إلكتروني وارتدوا أجهزة لمساعدة الباحثين على تتبع مستويات السكر في الدم.

وقالت بيترسون إن من بين رجال الإطفاء الأصحاء، أظهر تناول الطعام المقيّد بالوقت “تأثيرات إيجابية يجب أن تترجم إلى ترسبات أقل في الشرايين وأمراض قلبية وعائية أقل”. كما أبلغ رجال الإطفاء في تلك المجموعة عن تحسن نوعية الحياة.

ضغط الدم ومستويات السكر

من بين رجال الإطفاء الذين لديهم عوامل خطر مسبقة للإصابة بأمراض القلب، أدى تناول الطعام المقيّد بالوقت إلى انخفاض ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.

أضافت بيترسون أن “هناك الكثير من المؤشرات إلى أن الأكل المقيد بالوقت يحسن التحكم في نسبة السكر في الدم وضغط الدم، ولكن تعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، التي تقوم باختبارات فعلية وعلى نطاق واسع في الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات”.

وقال باندا إنه خلال فترة الصيام “تحصل أعضاء الجسم على قسط من الراحة من هضم الطعام حتى تتمكن من تحويل طاقتها نحو إصلاح الخلايا” ويبدو أن فترة الصيام تسمح أيضاً بتكسير السموم المتراكمة، حيث يمكن التخلص من الصوديوم، فيما يؤدي بدوره يخفض ضغط الدم.

المصدر: العربية

إغلاق