دراسات وبحوث
الكبد المزروعة قد تعيش أكثر من 100 عام
درس باحثون حالات كبد تمت زراعتها وبلغ عمرها التراكمي أكثر من 100 عام. ويمكن أن تساعد هذه النتائج في زيادة عمر المتبرعين بالكبد، ومن ثم توسيع فئة المانحين في المستقبل.
والكبد هي أكبر غدة في جسم الإنسان، وتساعد على هضم الطعام وتخزين الطاقة وإزالة السموم.
ويقصد بعمر الكبد التراكمي عدد السنوات التي قضاها في جسد المتبرع، يعني عمره، مجموعا مع عدد السنوات التي قضاها في جسد الشخص الذي تلقى الزراعة.
التقنيات الجراحية الجديدة
وتؤدي التقنيات الجراحية الجديدة والتقدم في سبل تقليل مقاومة الجسم للعضو المزورع، إلى نتائج أفضل للمرضى الذين يتلقون كبدا من متبرع كبير في العمر.
وأجرى الدراسة باحثون من المركز الطبي بجامعة تكساس في دالاس، و”ترانس ميديكس” (transmedics)، في أندوفر بولاية ماساتشوستس، في الولايات المتحدة، وقدموا نتائجها في المنتدى العلمي للكلية الأميركية للجرّاحين 2022، ونقله موقع (EurekAlert) في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
واستخدم الباحثون شبكة “يونايتد نيتورك لمشاركة الأعضاء” (UNOS) لتحديد الأكباد التي كان لها سن تراكمية لا تقل عن 100 عام. ومن بين 406 أكباد، تم زرع 253 بين 1990-2022، وحقق 25 كبدا معايير “الكبد المعمرة”، أي تلك التي يزيد عمرها التراكمي على 100 عام.
الكبد المعمرة
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي ياش كاداكيا، إنهم راقبوا المدة التي استمرت فيها الكبد على قيد الحياة في المستلم، وأضاف “قمنا بمتابعة الأكباد التي أمضت أكثر من 100 عام على قيد الحياة”.
بالنسبة للأكباد المعمرة، لوحظ أنه كان متوسط عمر المانح مرتفعا، وهو 84.7 سنة، كما كان لدى المتبرعين نسبة منخفضة لمرض السكري.
وكان لدى المانحين للكبد المعمر مستوى منخفض من “الترانساميناز” (transaminases)، وهي إنزيمات تلعب دورا رئيسيا في الكبد، ويمكن أن يسبب ارتفاعها مشاكل في زراعة الكبد.
مرونة الكبد
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن وجود أكباد تزيد أعمارها على 100 عام يكشف عن المرونة العالية لهذا العضو الحيوي في جسم الإنسان.
وقال كاداكيا “الكبد عضو مرن بشكل لا يصدق”، مضيفا “نحن نستقبل من مانحين أكبر سنا، ولدينا تقنيات جراحية أفضل، ولدينا تقدم في سبل التعامل مع مقاومة الجسم للعضو المزروع، ولدينا مطابقة أفضل لعوامل المانحين والمستلمين. كل هذه الأشياء تتيح لنا الحصول على نتائج أفضل”.