أدوية
باحثون بريطانيون يكشفون مميع الدم الأقل تسببا بالنزيف
توصّل باحثون في بريطانيا إلى تحديد مميع الدم الأقل خطرا من حيث التسبب بالنزيف، الذي يعد من الآثار الجانبية الخطيرة لهذا النوع من الأدوية.
وتوصف الأدوية المضادة للتخثر (anticoagulants) -والتي تعرف أيضا باسم “مميعات الدم” (blood thinners)- لمنع حدوث سكتات دماغية عند المصابين بالرجفان الأذيني في القلب، وهي حالة تكون فيها ضربات القلب بطيئة أو غير منتظمة، وتؤثر على نحو 33 مليون شخص حول العالم؛ لكن من الآثار الجانبية لهذه الأدوية احتمالية حدوث نزيف.
وأجرى الدراسة الجديدة باحثون في كلية لندن الجامعية، ونشرت في (Annals of Internal Medicine) يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وكتب عنها موقع (Eurek Alert).
ووجد الباحثون أن دواء أبيكسابان (apixaban) الذي يُعد من أشهر مضادات التخثر التي تعطى عن طريق الفم، الأقل تسببا بالنزيف في الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء)، كما أنه يقي من السكتة الدماغية بنفس درجة مضادات التخثر الأخرى، وباقي الآثار الجانبية لهذا الدواء تتشابه مع التي تسببها الأدوية التي تستخدم لنفس الغرض.
4 أدوية مضادة للتخثر
وفي هذه الدراسة الجديدة، قارن الباحثون بين الفعالية والأعراض الجانبية لأربعة أدوية مضادة للتخثر تستخدم بكثرة وتعطى عن طريق الفم، هي: أبيكسابان، ودابيغاتران، وإيدوكسابان، وريفاروكسابان، وذلك بمراجعة بيانات أكثر من 500 ألف مستخدم لهذه الأدوية في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، من ضمنهم 281 ألفا و320 مستخدما لدواء أبيكسابان، و61 ألفا و8 مستخدمين لدواء دابيغاتران، و12 ألفا و722 مستخدما لدواء إيدوكسابان، و172 و176 مستخدم لدواء ريفاروكسابان.
ووجد الباحثون أن الأدوية الأربعة كانت متشابهة من حيث نتائج السكتة الدماغية ونزيف الدماغ والوفيات الناجمة عن هذه الأسباب، بينما وجدوا أن هناك فرقا في خطر تسببها بنزيف في المعدة أو الأمعاء، وهو من أخطر الآثار الجانبية لمضادات التخثر التي تعطى عن طريق الفم. واتضح أن أبيكسابان يسبب بدرجة أقل بنسبة 19-28% نزيفا في المعدة والأمعاء مقارنةً بالأدوية الثلاثة الأخرى.
كما وجد الباحثون بعد مراجعة البيانات أن النتائج التي توصلوا إليها تنطبق أيضا على المرضى الذين تزيد أعمارهم على 80 عاما، أو من يعانون من أمراض الكلى المزمنة، وهما فئتان غالبا ما يكون تمثيلهما ضعيفا في التجارب السريرية.
وقال الباحث المشارك الرئيس في هذه الدراسة الدكتور واليس لاو، من كلية الصيدلة بكلية لندن الجامعية: “توصف مضادات التخثر التي تعطى عن طريق الفم بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، ولكن الأدلة التي تقارن بينها بشكل مباشر كانت محدودة”.
وأضاف “تشير نتائجنا إلى أن أبيكسابان قد يكون مفضلاً على مميعات الدم الأخرى بسبب انخفاض معدل النزف في المعدة والأمعاء ومعدلاته المماثلة من حيث السكتة الدماغية، وهي نتيجة نأمل أن تدعمها التجارب العشوائية المنتظمة (Randomized Controlled Trials, RCTs)”.
وقال “كما هي الحال مع جميع الأدوية، يمكن أن تختلف مخاطرها وفوائدها بين الأشخاص، لذا يجب الأخذ بعين الاعتبار النطاق الكامل لنتائج الأدوية وآثارها الجانبية لكل مريض على حدة”.
السكتة الدماغية
ووفقا لمايوكلينك وهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية “إن إتش إس”، فإن السكتات الدماغية خطيرة وتهدد الحياة، وتحدث عندما ينقطع تدفق الدم عن جزء من الدماغ، مما يمنع أنسجته من الحصول على الأكسجين والعناصر المغذية، فتبدأ خلايا الدماغ بالموت خلال دقائق.
ويحتاج المصابون بالسكتة الدماغية إلى رعاية صحية فورية، حيث إنه كلما تلقى المريض العلاج بسرعة بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، كان تَلَف الدماغ والمضاعفات أقل.
أسباب السكتة الدماغية
هناك سببان رئيسيان لحدوث السكتات الدماغية، هما:
-نقص إمداد الدماغ بالدم، والذي يسبب النوع الأكثر شيوعا المسمى بالسكتة الدماغية الإقفارية، وتحدث عند تضيُّق الأوعية الدموية التي تمد الدماغ بالدم أو انسدادها بسبب تجلط الدم أو تراكم الترسبات الدُّهنية، أو غير ذلك من الرواسب التي تسري في مجرى الدم، وهي تمثل 85% من جميع الحالات.
-نزيف في الدماغ نتيجة تسريب أو تمزق في الأوعية الدموية في الدماغ، والذي يسبب السكتة الدماغية النزفية.
علاج السكتة الدماغية
يعتمد العلاج على نوع السكتة الدماغية وسببها والجزء المصاب من الدماغ بها. وعادةً ما يتم علاج السكتات الدماغية بالأدوية، ويشمل ذلك الأدوية التي تمنع الجلطات الدموية أو تلك التي تعمل على تفكيكها وتحليلها، كما أن من الممكن أن يشمل العلاج خفض ضغط الدم وخفض مستويات الكوليسترول.
وفي بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لإجراء عمليات لإزالة جلطات الدم. كما قد تكون هناك حاجة أيضا لإجراء عمليات جراحية لعلاج تورم الدماغ وتقليل خطر حدوث مزيد من النزيف، إذا كان هذا هو سبب السكتة الدماغية.