دراسات وبحوث

دراسة حديثة: الصيام المتقطع قد لا يكون آمنا للشباب

وجدت دراسة حديثة أن الصيام المتقطع قد يرتبط بزيادة خطر اضطرابات الأكل لدى المراهقين والشباب، وهي مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى اختلال في نمط تناول الطعام لدى الشخص.

وقال باحثون من جامعة تورنتو في الدراسة التي نشرت في مجلة “سلوك الأكل، إن شعبية الصيام المتقطع نمت على مدى السنوات الماضية، رغم ثبوت ارتباطه بسلوكيات اضطراب الأكل والمشاكل النفسية المرضية (psychopathology).

وأضاف الباحثون أن الدراسة تفحّصت مدى انتشار وخصائص الانخراط في الصيام المتقطع، وارتباطه بسلوكيات اضطراب الأكل والمشاكل النفسية المرضية.

وتم تحليل بيانات من الدراسة الكندية للسلوكيات الصحية للمراهقين، وهي دراسة وطنية للمراهقين والشباب الكنديين، شملت عينتها 2762 شخصا.

وخلال الدراسة، ارتبط الصيام المتقطع خلال الـ12 شهرا أو الـ30 يوما الماضية بشكل كبير باضطراب الأكل النفسي المرضي بين المشاركين، وتم اكتشاف أنماط مختلفة من الارتباط بين سلوكيات الصيام المتقطع واضطراب الأكل بين الجنسين.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي الدكتور كايل تي غانسون لموقع “هيلث لاين”، “يشمل ذلك الأكل بنهم، بالإضافة إلى السلوكيات التعويضية مثل القيء والتمارين القهرية”.

السلوكيات التعويضية

ويقصد بالسلوكيات التعويضية سلوك يفعله الشخص للتعويض عن الأكل، مثل:

-ممارسة تمارين رياضية بشكل عنيف وقوي لحرق السعرات التي تناولها الشخص.

-التقيؤ المتعمد.

-أخذ الملينات لتحفيز الإسهال.

وأضاف غانسون أنه “بالنسبة للرجال، أولئك الذين جربوا روتين النظام الغذائي كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن التمارين القهرية”.

وأشار غانسون إلى أنه لم يتفاجأ بالنتائج، مضيفا أنه نظرا لأننا نعلم أن تقييد النظام الغذائي هو عامل خطر رئيسي لاضطرابات الأكل، فقد افترضنا أن الصيام المتقطع -الذي يعد من نواح كثيرة ممارسة أكثر صرامة لتقييد النظام الغذائي- سيكون عامل خطر أيضا لاضطرابات الأكل.

مؤلف الدراسة الرئيسي وجد أيضا أن انتشار سلوكيات الصيام المتقطع بين المراهقين والشباب كان كبيرا، “بالإضافة إلى ذلك، كان من المثير للقلق أن الصيام المتقطع مرتبط بالعديد من السلوكيات الخطرة بين الشابات، بما في ذلك التمارين القهرية، واستخدام الملينات، والقيء”.

وقال الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد ما إذا كان الصيام المتقطع هو في الواقع طريقة صحية للتحكم في الوزن.

ما اضطرابات الأكل؟

اضطرابات الأكل هي مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى حدوث اختلال في نمط تناول الطعام لدى الشخص، مما يقود إلى تناوله كمية كبيرة من الطعام أو كمية قليلة للغاية. كما قد يرافق ذلك حدوث تغير في نظرة الشخص لجسده ووزنه، إذ قد يرى نفسه بدينا جدا مع أنه نحيل للغاية.

واضطرابات الطعام تؤثر بشكل خطير على صحة الشخص، فمثلا الشخص المصاب بفقدان الشهية العصبي أكثر عرضة للموت المبكر بـ18 ضعفا مقارنة بالشخص المعافى، لذلك فإن هذه الاضطرابات هي مشكلة طبية خطيرة، وهي ليست نوعا من الترف كما يعتقد البعض. وكثيرا ما ترافقها أمراض أخرى مثل الاكتئاب والإدمان والقلق.

وأبرز اضطرابات الأكل هي:

فقدان الشهية العصبي (Anorexia nervosa)

وفي هذا المرض يتناول الشخص كمية قليلة من الطعام، وكثير من المصابين يرون أنفسهم بُدناء للغاية، مع أنهم نحيلون جدا، ويصبح هؤلاء مولعين بالتحكم في الوزن والتحكم في الأكل.

الشره المرضي (Bulimia nervosa)

في هذا الاضطراب يمر الشخص بنوبات من الأكل الشره، يتناول فيها كميات كبيرة من الطعام، ثم يحاول التعويض عن ذلك عبر التقيؤ واستعمال المسهلات ومدرات البول والتجويع والرياضة المفرطة.

ويختلف مرض الشره المرضي عن فقدان الشهية العصبي في أن المرضى بالأول يمتلكون وزنا صحيا يعتبر ضمن المعدل الطبيعي للوزن، أما المصابون بالثاني فعادة ما يكون وزنهم أقل من الطبيعي.

الأكل الشره (Binge eating)

في هذا الاضطراب يمر الشخص بنوبات من الأكل الشره، ولكن لا تتبعها عملية تقيؤ أو تجويع أو ممارسة رياضة، ولذلك فإن المصابين بهذا الاضطراب عادة ما يكونون مصابين بالسمنة والبدانة.

وهؤلاء الأشخاص هم أكثر عرضة لأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، كما أنهم يشعرون بالعار والذنب لما يقومون به.

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + هيلث لاين
إغلاق