التغذية

“ألياف غير مرئية” تضاف إلى الأطعمة من أجل نظام غذائي صحي

يمكن إضافة "فايبر إكس" إلى الأطعمة منخفضة الألياف، مثل الخبز الأبيض والكعك والمعكرونة والبيتزا والصلصات، لجعلها أكثر فائدة من الناحية الصحية.

حول العلماء النشويات النباتية الأصلية، مثل القمح والذرة والكسافا، إلى ألياف غذائية تسمي “فايبر إكس” (FiberX)، يمكن إضافتها إلى الطعام لجعله صحياً أكثر من دون تغيير قوامه أو لونه أو مذاقه. وتقاوم هذه الألياف الهضم في الأمعاء البشرية، تماما مثل الألياف الطبيعية.

وحسب البيان الصحفي للمعهد الملكي للتكنولوجيا الأسترالي المنشور بتاريخ 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، فإن ألياف “فايبر إكس” ليست سلسة وعديمة المذاق فحسب، بل قد تكون كذلك خالية من الغلوتين، وتكون مناسِبة لتقوية الأطعمة منخفضة السعرات الحرارية ومنخفضة السكريات.

“ألياف غير مرئية”

عمل الباحثون في المعهد الملكي للتكنولوجيا (Royal Melbourne Institute of Technology) في مدينة ملبورن بأستراليا مع الباحثين في “مجموعة ميكروتك الهندسية”، وهي شركة هندسية توفر معدات معالجة النشا، لتطوير منتج قائم على النشا، يسمى “فايبر إكس” (FiberX).

ويمكن إضافة “فايبر إكس” إلى الأطعمة منخفضة الألياف مثل الخبز الأبيض والكعك والمعكرونة والبيتزا والصلصات لجعلها أكثر فائدة من الناحية الصحية.

استخدم قائد المشروع الأستاذ المساعد أصغر فرحناكي وفريقه، من مركز الأبحاث والابتكار الغذائي التابع للمعهد الملكي للتكنولوجيا، تقنية تعديل النشا المتقدمة مع مواد معتمدة من الناحية الغذائية لإنشاء ما يصفونه بـ”الألياف غير المرئية”.

وقال في البيان الصحفي للمعهد “يمكننا الآن إضافة المزيد من الألياف إلى الأطعمة -مثل الخبز الأبيض والمواد الأساسية الأخرى- دون تغيير المذاق أو الملمس، التي كانت إحدى المشكلات الرئيسية مع العديد من مكملات الألياف المتاحة تجاريا حتى الآن”.

وأضاف “منتجنا لا يمكن ملاحظته حتى بمجرد إضافته؛ إنه مثل الأم التي تخفي الخضار في وجبة الطفل لجعلها مغذية أكثر”.

أهمية الألياف

الألياف هي نوع من الكربوهيدرات لا يتم هضمها في أمعاء الإنسان، ويمكن أن تساعد في تحسين صحة ووظيفة الجهاز الهضمي، ويمكن أن تساعد أيضا في الوقاية من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، وتقلل من عوامل الخطر لبعض أمراض القلب والأوعية الدموية.

وتعد زيادة محتوى الألياف في المنتجات الغذائية بنسبة 10% إلى 20% مع الحفاظ أيضا على المذاق والملمس اللطيفين تحديا عبر صناعة المواد الغذائية.

ويمكن أن يكون للأطعمة الحالية التي تحتوي على ألياف مضافة مذاق صعب أو نكهة مختلفة عن المنتج الأصلي. وضمن البحث، أجرى فريق فرحناكي اختبارات التذوق وتحليل الملمس على الخبز والكعك بكميات متفاوتة من “فايبر إكس” المضافة، ووجدوا أنهم كانوا قادرين على إضافة ما يصل إلى 20% من الألياف إلى الطعام مع الحفاظ على المذاق الأصلي للمنتج.

وقالت الباحثة المشاركة الدكتورة مهسا مجزوبي -زميلة الأبحاث الأولى ونائب رئيس الجامعة- إنه باستخدام هذه التكنولوجيا الجديدة، يمكن للفريق تحويل أكثر من 80% من النشا إلى ألياف غذائية. ويقول الفريق البحثي إنه قد تم اختبار “فايبر إكس” باستخدام طرق معتمدة دوليا في المعهد الملكي للتكنولوجيا ومركز ابتكار حبوب التصدير الأسترالي المعتمد.

التقليل من هدر الطعام

تنتج أستراليا حاليا 5 آلاف طن من بروتين البقوليات، التي تحتوي بشكل طبيعي على مستويات عالية من البروتين 14% إلى 39%، مما يجعلها مادة انطلاق مناسبة لإنتاج البروتينات النباتية سنويا، لكن ينتج عنه 30 ألف طن من النفايات.

واشترك مركز الأبحاث والابتكار الغذائي التابع لشركة ميكروتيك والمعهد الملكي للتكنولوجيا أيضا مع مركز الأبحاث التعاونية لمكافحة نفايات الطعام لدراسة الاستفادة من نفايات النشا والمنتجات الثانوية الغنية بالألياف.

وقال فرحناكي “تعني هذه التقنية الجديدة أنه يمكننا زيادة كمية الألياف التي تدخل في الطعام حتى نتمكن من الحصول على المقدار اليومي الموصى به لدينا، حتى عند تناول كميات أقل من الأطعمة”.

وقال فرحناكي إنه “بالإضافة إلى الفوائد الصحية، فإن تقنية “فايبر إكس” لديها أيضا القدرة على تحسين تحديات سلسلة التوريد وتقليل هدر الطعام وزيادة الوظائف المحلية”.

وأضاف “لن تساعد هذه الشراكة في تقليل هدر الطعام على نطاق واسع فحسب، بل ستؤدي أيضا إلى إنشاء منتجات غذائية جديدة عالية الجودة غنية بالألياف الغذائية”.

وأكد أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستمكّن من إنتاج الألياف الغذائية باستخدام عملية فعالة من حيث التكلفة والطاقة على نطاق واسع. وسيعني توسيع نطاق هذه التكنولوجيا أن صناعة الأغذية ستتمكن من الوصول إلى كميات كبيرة من الألياف الغذائية غير المرئية بأسعار معقولة لتوفير أطعمة غنية بالألياف للمستهلكين.

 

المصدر : مواقع إلكترونية

 

 

إغلاق