الباطنية
النزلات المعوية للأطفال مشكلة كل المواسم
كثيرا ما يشتكي الطفل من مغص أو قئ مفاجئ و يفقد شهيته و عندما تأخذه الأم للطبيب يشخص المرض بأنه نزلة معوية , فتتفاجأ الأم و تحتار كيف تتعامل مع هذه النزلات المعوية؟ و ما هي أسبابها؟ و ما سيحدث لو تضاعفت؟ و متى يستطيع طفلها التعافي؟ , كل هذه الأسئلة ستجدون إجابتها في الأسطر القليلة القادمة.
النزلات المعوية:
هو حالة مرضية تتسم بإلتهاب القناة الهضمية التي تشمل كلاً من المعدة و الأمعاء الدقيقة ، و التي تؤدي إلى مجموعة أعراض كالإسهال و القيء و ألم بطني و تشنج , يعتبر الفيروس العجلي (فيروس روتا) المسبب الأكثر شيوعاً لحالات إلتهاب المعدة و الأمعاء لدى الأطفال , أما لدى البالغين فإن النوروفيروس و جرثومة العطيفة هما أكثر المسببات شيوعاً , قد تحدث أيضاً حالات إلتهاب المعدة و الأمعاء بسبب جراثيم أخرى (أو سمومها) أو بسبب بعض الطفيليات مثل: “سالمونيلا والمكورات العنقودية و الكوليرا وغيرها” , هذا و قد يحدث إنتقال العدوى بسبب إستهلاك الأطعمة المعدّة بطريقة غير سليمة , و أطباق اللحوم المعاد تسخينها , أو بسبب المياه الملوثة , أو عن طريق الإتصال الوثيق بالأفراد المصابين , كما يرتبط بالسفر أو الإقامة في المناطق التي تعاني من سوء السلوكيات الصحية , و أحيانا تشيع الإصابة بين الذين يمارسون السباحة في الأنهار خاصة في أوقات هطول الأمطار نتيجة لتلوثها بمياه الصرف.
الأعراض والعلامات:
عادة ما يشمل الإلتهاب المعدي المعوي وجود الإسهال و القيء أو في حالات أقل شيوعاً يكون مصحوباً بأحدهما فقط , كما قد يصاحبه أيضاً تشنج بطني , و كما توضح لنا الموسوعة الحرة , تبدأ العلامات و الأعراض عادةً بعد 12–72 ساعة من الإصابة بعاملٍ معدٍ , أما إذا كان المسبب عامل فيروسي فتبدأ الحالة عادةً خلال أسبوع , و قد تصاحب بعض الأسباب الفيروسية حمى و إعياء و صداع و ألم في العضلات , لو كان هناك براز دموي فمن المرجّح أن لا يكون السبب فيروسياً و الإحتمال الأكبر أن يكون بكتيرياً , قد يصاحب بعض الإصابات البكتيرية ألمٌ حاد في البطن و قد يستمر لعدة أسابيع.
عادةً ما يتماثل الأطفال المصابون بفيروس روتا للشفاء خلال ثلاثة أو ثمانية أيام , إلا أنه في البلدان الفقيرة غالباً ما يكون علاج الإصابات الشديدة بعيد المنال , و الإسهال المستمر أمر شائع , أما الجفاف فهو أحد المضاعفات الشائعة للإسهال , فالطفل المصاب بحالة شديدة من الجفاف يكون عرضة للإصابة بحالة شديدة من تورم الجلد ، و تنفس غير طبيعي , و يشار إلى أن الإصابات المتكررة عادةً ما تشخّص في المناطق ذات الصرف الصحي السيء التي تعاني من سوء التغذية , ما قد ينتج عنه بطء في النمو ، و التأخر المعرفي طويل المدى.
يمكن تلخيص الأعراض بما يلي:
- الغثيان و القيء
- الإسهال
- فقدان الشهية
- الحمى
- الصداع
- إنتفاخات غير طبيعية
- ألم في البطن
- تقلصات البطن
- ظهور الدم في البراز (الزحار أو العدوى عن طريق الأميبا أو كامبيلوباكتر أو السالمونيلا أو الشيجلا أو بعض السلالات المسببة للأمراض من إيشرشيا كولاي)
- الإغماء و الضعف
- الحموضة
- الكسل و التبلد: فالطفل المصاب بإلتهاب المعدة و الأمعاء قد يكون كسول أو متبلد، و يعاني قلة النوم ، و يصاب بحمى خفيفة ، و تبدو عليه علامات الجفاف ، عدم إنتظام دقات القلب ، و شحوب و تغير لون الجلد ، الجبهة الغائرة ، العيون الغائرة ، دوائر سوداء حول العين ، العيون الزجاجية ، قلة تدفق الدم و صدمة في نهاية المطاف.
العلاج:
مضادات القيء:
قد يكون من المفيد إستخدام أدوية مضادات القئ للأطفال , أوندانسيترون له بعض الإستخدام كعلاج ذو جرعة واحدة يقلل الحاجة إلى السوائل الوريدية و قئ أقل , و ميتوكلوبراميد قد يكون أيضاً ذو فائدة , و مع ذلك كان هناك عدد متزايد من الأطفال الذين عادوا و نقلوا في وقت لاحق سبق إعطائهم أوندانسيترون , أوندانسيترون قد يعطي عن طريق الحقن وريدياً أو عن طريق الفم.
المضادات الحيوية:
المضادات الحيوية لا تستخدم عادة لإلتهاب المعدة و الأمعاء , على الرغم من إستخدامها في بعض الأحيان إذا ظهرت أعراض شديدة (مثل الزحار (الدوسنتاريا)) أو إذا تم الإشتباه في عدوى بكتيرية , إذا تقرر إستخدام المضادات الحيوية فان الفلوروكوينولون أو ماكرولايد هما الأكثر إستخداماً ، و عادة ما يتسبب إستخدام المضادات الحيوية في إلتهاب القولون الكاذب و يتم التعامل مع الحالة بالتوقف عن إستخدام المضاد الحيوي المتسبب و إستخدام ميترونيدازول أو فانكومايسين.
العقارات المثبطة لحركة الأمعاء:
العقارات المثبطة لحركة الأمعاء لها أخطار نظرية من شأنها أن تتسبب في مضاعفات و لكن التجارب السريرية العملية قللت من شأن هذه النظريات و من غير المفضل إستخدامهم مع مرضى الإسهال الدموي أو الإسهال التي تتضاعف بسبب الحمى.
الطب البديل:
المعينات الحيوية:
تبين أن إستخدام بعض المعينات الحيوية يكون مفيدا في الوقاية و العلاج من أشكال مختلفة من إلتهاب المعدة و الأمعاء مثل منتجات الحليب المخمرة (اللبن الزبادي) تقلل مدة الأعراض.