أخبارأمراض

الكوليرا يتمدد.. 29 دولة تحت حصار الوباء ومخاوف من انتشاره بعد تحذير صادم من منظمة الصحة العالمية

حالة من الرعب يعيشها العالم في الوقت الحالي بعد تفشي مرض الكوليرا من جديد في مختلف بقاع الأرض، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية ظهوره في 29 دولة من بينها دول عربية، وذلك بعد سنوات طويلة من اختفائه، الأمر الذي آثار الذعر في نفوس البشرية خوفا من تحوله لوباء يحصد ملايين الأرواح مرة أخرى.

وتشكل “الكوليرا” تهديدا كبيرا للعالم ، بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن هذا المرض لا يزال يشكل خطرا كبيرا يهدد العالم، ويمكن أن تأخذ الكوليرا شكلا رهيبا في أي وقت، قائلة: “اليوم وعلى مستوى العالم، أصبح مليا ر شخص مهددين بالكوليرا، ويقدر ما يقرب من مليوني حالة سنويا مع معدل وفيات تتراوح بين 1 و3%.

مليار شخص مهددون بالإصابة بـ”الكوليرا”

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه منذ نشر أول أخبار عن تفشي مرض الكوليرا في العالم في 16 ديسمبر 2022، فإن الوضع العالمي قد تدهور أكثر مع قيام دول أخرى بالإبلاغ عن حالات وتفشي المرض، ويشهد العالم منذ منتصف عام 2021 تصاعدا حادا لوباء الكوليرا الذي يتميز بعدد الفاشيات المتعددة وحجمها وتزامنها وانتشارها إلى مناطق خالية من الكوليرا لعقود من الزمان ومعدلات وفيات عالية تنذر بالخطر.

وألقت منظمة الصحة العالمية باللوم على الفقر والأزمات الاقتصادية والحروب والاحتباس الحراري على مستوى العالم، لظهور الكوليرا عام 2022 في 29 دولة حول العالم بينها هاييتي ولبنان ونيبال وكينيا وملاوي ونيجيريا وموزمبيق، وسوريا حيث تسبب في وفاة 22 شخصا فيها وإصابة حوالي 600 شخص خلال أيام.

ما هي الكوليرا؟

الكوليرا هي عدوى بكتيرية إسهالية حادة، تحدث بسبب بكتيريا الضمة الكوليرية، والتي تأتي نتيجة تناول طعام ملوث أو شرب ماء ملوث، وتعتبر من أشد الأمراض فتكا وقد تسبب الوفاة في خلال ساعات إذا لم يتم التدخل الطبي وتلقي العلاج.

متى ظهرت الكوليرا؟

انتشرت الكوليرا لأول مرة في جميع أنحاء العالم في القرن التاسع عشر، وكان منبعه الأصلي دلتا نهر الجانج بدولة الهند، وبعد ذلك اندلعت 7 جوائح للمرض في أزمنة مختلفة، لتحصد الكوليرا في طريقها أرواح الملايين حول العالم.

كما تعرف بأنها من الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي، ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الإنسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا، ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية يمكن أن تعمل كمستودعات للبكتيريا.

كيف ينتقل مرض الكوليرا؟

تنتقل الكوليرا عن طريق تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الكوليرا، وتوجد البكتيريا عادة في المياه الملوثة، ويرتبط انتشارها ارتباطا وثيقا بمرافق الصرف الصحي السيئة ومياه الشرب غير المألوفة، حيث يمكن للفيروس أن يتكاثر وينتشر بسببها.

أعراض الكوليرا

يؤكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن أعراض الكوليرا في أغلب الحالات المصابة، هي إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن الإسهال الناتج عن أي مشكلة صحية أخرى، بينما يصاب البعض الآخر بأعراض شديدة للكوليرا، وغالبا ما تظهر خلال عدة أيام من الإصابة بالعدوى، والأعراض هي:

الإسهال، يحدث بشكل مفاجئ ويعرض المصاب لفقدان نسب كبيرة من السوائل بالجسم، ويكون ذا اللون الباهت.

الغثيان والقيء، ويحدث القيء في بداية الإصابة وقد يدوم لفترة قليلة.

الجفاف، يحدث بعد ساعات من ظهور الأعراض وتتراوح حدته من بسيط لحاد، ويتسبب في فقدان 10% أو أكثر من الوزن ويعني الجفاف الحاد.

فقدان توازن الجسم بسبب الإصابة بالجفاف.

الإصابة بتقلصات مؤلمة في العضلات، والسبب فقدان نسب كبيرة من الأملاح في الجسم والبوتاسيوم.

سرعة وضعف دقات القلب.

فقدان مرونة الجلد أي لا يوجد قدرة على العودة إلى الوضع الأصلي بسرعة إذا تم قرصه.

الأغشية المخاطية الجافة بما في ذلك داخل الفم والحلق والأنف والجفون.

انخفاض ضغط الدم.

العطش.

تشنجات العضلات.

تشنج الأطراف.

تنفس سطحي وسريع.

متى تظهر الأعراض؟

تشير منظمة الصحة العالمية، إلى أن مرض الكوليرا يستغرق من 12 ساعة إلى خمسة أيام حتى تظهر أعراضه، ويصيب الأطفال والبالغين على حد السواء.

متى يجب زيارة الطبيب؟

إذا أُصبت بإسهال شديد بعد زيارة منطقة بها كوليرا نشطة، فاستشر الطبيب فورا.

ما أسباب الإصابة بالكوليرا؟

بسبب أحد أنواع البكتيريا التي يطلق عليها ضمة الكوليرا، وهناك بعض العوامل المسببة للإصابة بالكوليرا، ومنها:

مصادر المياه الملوثة تعد المصدر الرئيسي للإصابة.

سطح التربة أو مياه الآبار.

المأكولات البحرية غير المطهية جيدا قد تزيد من الإصابة بالكوليرا.

الفواكه والخضروات غير المقشرة تعد مصدرًا متكررًا لعدوى الكوليرا في المناطق التي توجد بها الكوليرا.

الحبوب، يمكن للأرز والحبوب الأخرى التي تزرع في الأماكن المنتشرة بها الكوليرا لزيادة فرص الإصابة.

ما مضاعفات الإصابة بالكوليرا؟ 

تعد من أسرع الأمراض القاتلة حالة فقدان الجسم للعديد من السوائل بشكل سريع، والجفاف، ومن المضاعفات المرتبطة به بحسب الدكتور مجدي بدران:

تسبب الإصابة بهبوط الدورة الدموية. 

انخفاض نسبة السكر بالدم والسبب عدم القدرة على تناول الطعام.

انخفاض مستويات البوتاسيوم الذي يؤثر انخفاض نسبته على أعصاب الجسم، ويشكل خطرا على الحياة.

الفشل الكلوي يعد من مضمن المضاعفات نتيجة لتراكم كميات زائدة من السوائل بالجسم.

لماذا تعد الكوليرا قاتلة؟

يمكن أن تكون الكوليرا مرضًا خطيرًا للغاية، في الحالات الشديدة، إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يقتل في غضون ساعات، بسبب الجفاف الناجم عن الفقد السريع لسوائل الجسم.

هل الكوليرا في مصر؟

شددت وزارة الصحة، على أن مصر خالية تماما من وباء الكوليرا، وأنّه لم يتم رصد أي حالات مطلقا، كما أن الدولة تمتلك برنامجا لترصد وتقصي الأمراض الوبائية، يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأي أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد.

علاج الكوليرا

تعويض السوائل التي يفقدها الجسم.

أخذ السوائل الوريدية، وذلك حال التعرض لجفاف شديد فقد يحتاج المرضى للسوائل الوريدية.

المضادات الحيوية، للحد من الإسهال وأعراض الكوليرا الشديدة.

أخذ مكمِّلات الزنك الغذائية، حيث أكدت الأبحاث أن الزنك قد يحد من الإسهال ويقصِّر من فترة الإصابة.

لقاح الكوليرا

أكدت منظمة الصحة العالمية، أن هناك لقاحا للكوليرا عن طريق الفم، يقي لفترة تصل إلى 3 سنوات، وهناك مجموعة تترأسها المنظمة، تحدد أماكن توزيع اللقاح.

الوقاية من الإصابة بالكوليرا

اغسل يديك بالصابون والماء بشكل متكرِّر.

اشرب الماء الآمن فقط.

تناول الطعام المطبوخ جيدا، وتجنَّب طعام الباعة المتجولين.

تجنب الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح.

التزم بالفواكه والخضروات التي يمكنك تقشيرها بنفسك.

المصدر : بوابة الأهرام

إغلاق