اعتبرت منظمة الصحة العالمية، مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية من أهم 10 تهديدات عالمية للصحة العامة، وهي المشكلة، التي نجح باحث أميركي في ابتكار طريقة للتغلب عليها بإعادة الفعالية لمضاد حيوي شهير، عن طريق إعادة ترتيب ذراته.
وجاءت الفكرة للبروفسور جون إي موسيس، من مؤسسة «مختبر كولد سبرينج هاربو» في نيويورك بأميركا، أثناء مراقبة الدبابات في التدريبات العسكرية، حيث وجد أنها تستجيب بسرعة للتهديدات المحتملة.
وبعد بضع سنوات، علم موسيس عن جزيء يسمى «بولفالين»، وهو جزيء متدفق، مما يعني أن ذراته يمكنها تبديل المواقع، وهذا يعطيها شكلاً متغيراً مع أكثر من مليون تكوين محتمل، وهي المرونة التي كان يبحث عنها.
تحوَّل موسيس على الفور إلى «كيمياء النقر»، وهي التقنية الحائزة جائزة نوبل العام الماضي، التي «تنقر» الجزيئات معاً بشكل موثوق، وهذا يجعل التفاعلات أكثر كفاءة للاستخدام على نطاق واسع، وكانت فكرته هي استخدام تلك التقنية لتحسين أداء مضاد حيوي شهير، وهو «فانكومايسين»، من خلال دمجه مع «بولفالين».
ويستخدم «فانكومايسين» لعلاج كل شيء من الالتهابات الجلدية إلى التهاب السحايا، غير أن العديد من البكتيريا، طورت مقاومة لهذا المضاد الحيوي، وبعد دمجه مع «بولفالين»، باستخدام كيمياء النقر، أثبت فعالية كبيرة في مقامة البكتيريا، وهي النتيجة التي تم الإعلان عنها الثلاثاء في دورية «بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس».
ويقول موسيس في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمؤسسة «مختبر كولد سبرينج هاربو»، بالتزامن مع نشر الدراسة: «اختبرنا العقار الجديد مع يرقات عثة الشمع، المصابة ببكتريا (العنقوديات الذهبية المقاومة للفانكوميسين VRSA)، التي تستخدم عادة لاختبار المضادات الحيوية، ووجدنا أن المضاد الحيوي المتغير الشكل أكثر فعالية بشكل ملحوظ من (الفانكومايسين) التقليدي في إزالة العدوى القاتلة، بالإضافة إلى ذلك، لم تطور البكتيريا مقاومة للمضاد الحيوي الجديد».
ويضيف أنه «يمكن للباحثين استخدام كيمياء النقر مع المضادات الحيوية لإنشاء العديد من الأدوية الجديدة، وقد تكون هذه الأسلحة ضد العدوى مفتاحاً لبقاء وتطور جنسنا البشري، فاختراع جزيئات جديدة قد يعني الفرق بين الحياة والموت».
المصدر: الشرق الأوسط