أخبارالجراحة والتشريح
د. طارق سنان: الأشعة التداخلية بديل الجراحة لعلاج آلام الظهر
الفرق ما بين الأشعة العادية والأشعة التداخلية أن الأولى تقوم بعرض صور لتشخيص حالة الجسم والأمراض. أما الأخرى فتتضمن القيام بإجراءات علاجية عبر تقنيات التدخل المحدود جراحياً، بهدف الاستدلال على المرض والوصول إليه وعلاجه تحت إشراف التصوير الاشعاعي.
شرح د. طارق سنان بروفيسور الأشعة التداخلية وعلاج الألم في كلية الطب في جامعة الكويت والمستشفى الدولي، قائلاً: الأشعة التداخلية هي عبارة عن إجراءات وعمليات جراحية دقيقة ومبسطة تتم تحت تأثير التصوير الإشعاعي والتخدير الموضعي بواسطة الأنابيب والقسطرة وأدوات خاصة مصغرة تدخل عبر جروح صغيرة بأسلوب في غاية الأمان.
وتابع: هدف هذه التقنيات هو تقليل نسبة المخاطرة والمضاعفات الصحية (كما هو الحال بالنسبة للعمليات الجراحية الكبيرة) مثل الألم والنزف والتهاب الجروح وتدهور الحالة الصحية وتقليص مدة إقامة المريض في المستشفى. كما تقترن مع أقل قدر من الجروح والإيذاء للأنسجة ومكونات العمود الفقري ولا تتطلب وقت تخدير طويلاً.
علاج آلام الظهر بلا جراحة
وأوضح د. طارق أن الاحصاءات الطبية تقدر بأن غالبية البشر سيعاني من آلام الظهر ولو مرة لواحدة. وبينما يمكن علاج معظم هذه الآلام عبر الراحة والعقاقير والعلاج الطبيعي، إلا أن بعضها يحتاج الى علاجات جراحية أكثر تدخلا. وتعتبر تقنيات العلاج بالتدخل المحدود من الحلول الفعالة في علاج نسبة كبيرة من المرضى، مما يفاديهم الخضوع لعملية جراحية كبيرة.
وقال: تتوافر حاليا تقنيات علاجية مختلفة لعلاج مشاكل العمود الفقري، ويعتمد قرار اختيار أنسب تقنية للمصاب بحسب مصدر الاعتلال وصحة المريض. ومن أنواع هذه التقنيات:
– العلاج بالتردد الحراري: المفيد بشكل خاص لعلاج التهاب المفاصل.
– العلاج بالذبذبات الكهربائية: يعتمد على كي الأعصاب وهو مفيد بشكل خاص لعلاج الآلام العصبية مثل آلام عرق النساء والتهاب الأعصاب.
– حقن الظهر: خليط من المواد العلاجية والمسكنة مثل الكورتيزون والاوزون والعقاقير العلاجية الأخرى.
– العلاج بموجات الليزر: تقوم بتصغير حجم الديسك وتقليل الضغط والانزلاق الغضروفي.
– منظار قناة العمود الفقري: مفيد لعلاج حالات ضيق القناة الشوكية ولإزالة التليفات والالتصاقات ولتركيب الدعامات لتوسعة القناة.
– النفخ البالوني: لفقرات العمود الفقري الذي يعالج المصابين بهشاشة العظام والكسور المهشمة للفقرات وأورام العمود الفقري.
علاج كبار السن
خلصت دراسة قام بها باحثون من كلية الطب بجامعة سينسيناتي الأميركية الى أهمية علاج كبار السن (الذين تعدت أعمارهم 65 سنة) بطرق اقل تدخلا لوقايتهم من الآثار الجانبية المرتبطة بالعمليات الجراحية، مثل مشاكل العضلات والعظام والاكتئاب والإعاقة وتدهور جودة الحياة.
ونصحت الدراسة بعلاج كبار السن عبر تقنيات تركز على رعاية المريض بطرق أقل تدخلا ولا تتطلب فترة نقاهة طويلة بقدر الإمكان مثل تدخلات التقنيات المحدودة.
وعلق د. طارق قائلا: غالبا ما يكون كبير السن مصاباً بأمراض مزمنة وخطرة ويرافقها حدوث تغيرات في القوام مثل تحدب الظهر وخشونة المفاصل وضيق القنوات العصبية. وهذه التغيرات قد تسبب له مشاكل حركية والمعاناة من آلام مشابهة لآلام عرق النساء التي قد تشتد أحياناً لتسبب له الإعاقة وانخفاض جودة الحياة.
وقال: علاج هذه الحالة يتطلب الخضوع لعملية جراحية، ولكن يخشى على كبير السن من مضاعفات التخدير الكامل والجروح الكبيرة. وهنا يأتي دور ابتكارات تقنيات العلاج بالتدخل المحدود. فبعد سنوات طويلة في علاج آلام الظهر، لاحظت وجود حاجة الى توفير تقنية تسمح بعلاج كبار السن المصابين بضيق قناة العمود الفقري او القنوات العصبية الجانبية بطرق اقل تدخلا جراحيا.
وأوضح أنه في السابق كان علاج ضيق قناة العمود الفقري يتطلب الخضوع لعملية جراحية كبيرة تعمل على توسعة هذه القناة. ولكن حاليا يمكن علاج الدرجة الخفيفة والمتوسطة من هذا الضيق عبر تقنية جديدة بواسطة منظار أو أداة صغيرة تعمل على توسعة القناة وإزالة أي أربطة تسبب الضيق.
3 علاجات لأمراض نسائية
بين د. طارق أن العلاج بالأشعة التداخلية مفيد لأمراض نسائية عدة، مثل:
1- أورام الرحم الليفية
بواسطة القسطرة يمكن للمعالج أن يصل الى الشريان الرئيسي الذي يغذي النسيج الليفي حتى يقوم بسده فيضمحل ويموت. ويستغرق هذا الاجراء نصف ساعة تقريبا، ويمكن للسيدة ان تغادر المستشفى بعدها. وقد تم تطوير هذه التقنية لتتضمن حقن الأعصاب المغذية للحوض والرحم بعقار مسكن طويل الأمد لمنع معاناة السيدة من الآلام.
2- أورام أو تضخم الغدة الدرقية الحميد
يقوم الطبيب بكي تضخم الغدة الدرقية بالتردد الحراري تحت إشراف السونار وتأثير التخدير الموضعي. وخلال ربع ساعة ينتهي الإجراء ويمكن للمريضة أن تغادر المستشفى من دون أثر لأي جرح.
وبحسب حجم الورم، فغالبا ما يختفي الورم بعد شهر الى 3 أشهر من هذا الاجراء. وهو البديل الامثل للخيار الجراحي الذي يتمثل بعملية جراحية تتطلب عمل جرح في الرقبة او عدة جروح صغيرة في الرقبة (وهي منطقة مرئية ومكشوفة) مما قد يسبب مشاكل جمالية للمرأة. كما تقرن الجراحة بخطر اصابة أو لمس اعصاب الحبل الصوتي الذي سيؤثر في الصوت وقد يسبب اختفاءه مؤقتا او تغيره ومضاعفات اخرى.
3- انسداد قنوات فالوب في الرحم
تسبب هذه الحالة العقم نتيجة الى منعها التقاء البويضة مع الحيوان المنوي. ويمكن علاجها عن طريق القسطرة بواسطة اسلاك وانابيب خاصة تقوم بفتح القنوات المسدودة مما يسمح بحدوث الحمل.
تضخم البروستاتا والدوالي
وعن العلاجات الخاصة بالرجال، قال د. طارق إنها:
1- تضخم البروستاتا الحميد
باستخدام القسطرة يقوم المعالج بسد الشريان الرئيسي المغذي للتورم الحميد في البروستاتا مما يؤدي الى تصغير حجم التورم وضموره الى حجمه الطبيعي، فتختفي الاعراض وتقل مشاكل الرجل. ولهذه الطريقة فائدة تفوق التدخل الجراحي، لأنها لا تسبب مضاعفات خطرة كما هو الحالة بالنسبة للجراحة التي ترتبط بمضاعفات بنسبة %40 مثل النزيف والالتهابات.
2- الدوالي
الاصابة بدوالي الخصية هي سبب لمعاناة الرجل من الالم والعقم. ويمكن علاجها باستخدام القسطرة بهدف سد الوريد الرئيسي بواسطة ما يسمى «اللولبيات الصغيرة».
علاج الخشونة وأمراض المفاصل بلا تدخل جراحي
1- حقن البلازما والزيت (العلاج الثنائي)
تصلح لحالات الخشونة من الدرجتين الأولى والثانية، حيث تستخدم عينة من دم المريض لاستخلاص البلازما الغنية بالصفيحات التي يتم تنشيطها ثم حقنها بهدف ترميم وإعادة بناء الغضاريف.
أما حقن الزيت فهي عبارة عن حقن تحتوي على حمض الهايلورونيك لتعويض السائل الزلالي للمفصل.
2- العلاج الرباعي
يتضمن حقن الركبة بحقنتي البلازما والهايلورونيك مع تقنية التردد الحراري لأعصاب الركبة والتردد النابض داخـل المفصل. وهو من الإجراءات الحديثة التي اثبتت فعاليتهـا. فبعد الحقن، يقـوم الطبيب بوضع إبرة داخـل المفصـل وتوصيلهـا بجهـاز يقـوم بتمريـر ذبذبـات كهربية ضعيفة تعمل علـى اخفاء اشارات الألم مـن المكان المتضرر.
معلومات مهمة
◄ من الضروري علاج كبار السن عبر تقنيات أقل تدخلاً جراحياً
◄ هدف هذه التقنيات تقليل نسبة المخاطرة والمضاعفات الصحية
◄ تقترن مع أقل قدر من الجروح والإيذاء للأنسجة ومكونات العمود الفقري
◄غالبية البشر سيعانون من آلام الظهر ولو مرة لواحدة
المصدر: القبس