الصحة والجمال
سرطان الغدة الدرقية
سرطان الغدة الدرقية لا يعتبر من الأورام الشائعة ، وهو من أنواع السرطانات التي يشفى معظم المرضى منها إذا تم علاجها بالطريقة الصحيحة.
يبدأ السرطان عادة على شكل كتلة أو عقدة صغيرة في الغدة، وتزداد حجما مع الوقت.
وقد ينتشر الورم إلى الغدد اللمفاوية في الرقبة أو إلى مناطق أخرى.
يصيب سرطان الغدة الدرقية عادة الأشخاص الذين يتراوح عمرهم من 25 إلى 50 سنة، ولكنه قد يصيب الأصغر والأكبر سنا أيضا.
لا يوجد سبب واضح لتكون أورام الغدة الدرقية لدى معظم المرضى. ولكن توجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى تكون الورم لدى قليل من الناس.
أحد الأسباب هو التعرض لكمية كبيرة من الإشعاع في مرحلة الصغر، مثلما يحدث في حالات الحوادث النووية أو العلاجات الإشعاعية..
ولدى قلة من المرضى يكون الورم وراثيا أي موجودا لدى أكثر من فرد من أفراد العائلة.
أعراض سرطان الدرقية:
معظم أورام الغدة لا تؤدي إلى أية أعراض غير وجود كتلة أو تضخم في الغدة الدرقية.
وفي كثير من الأحيان لا يشعر المريض بأي شيء ويكتشف الطبيب أو شخص قريب من المريض وجود انتفاخ أو تورم في الغدة.
وعادة يكون الانتفاخ في أسفل الرقبة من الأمام، حيث توجد الغدة، ولا ينتج عنه أي شعور بالألم.
ويلاحظ أن الانتفاخ أو الكتلة تتحرك عند البلع.
في بعض الأحيان وخصوصا إذا تأخر التشخيص فقد تحدث أعراض أخرى مثل:
• ألم في الرقبة أو في الأذن
• تغير أو بحة في الصوت
• صعوبة في البلع
• ضيقة في التنفس
• قد تتكون تكتلات في أماكن أخرى في الرقبة
تشخيص أورام الغدة الدرقية:
أهم فحصين لتشخيص أورام الغدة هما صورة السونار والخزعة عن طريق الإبرة.
فالصورة تكشف عن وجود كتلة أو عقدة في الغدة الدرقية مع تفاصيل أخرى.
أما فحص الخزعة فيستطيع في كثير من الأحيان تحديد إذا كانت الكتلة ورما حميدا أم خبيثا.
في بعض الأحيان لا يمكن التأكد من التشخيص بدون إزالة الكتلة جراحيا للتأكد منها.
في معظم الأحيان لا تستطيع فحوصات الدم تشخيص الورم إلا في حالات قليلة جد
أنواع سرطان الغدة الدرقية:
توجد عدة أنواع من سرطان الغدة الدرقية. ولكن نوع علاج قد يختلف عن الآخر:
1. سرطان الغدة الدرقية الحليمي ((Papillary Thyroid Cancer:
وهذا النوع يشكل حوالي 80% من كل سرطانات الغدة الدرقية، وهو أيضا من أقلها خطورة، إذ أن معظم المرضى المصابين يشفون منه نهائيا إذا تعالجوا بالطريقة الصحيحة.
2. سرطان الغدة الدرقية الجريبي (Follicular Thyroid Cancer):
هذا النوع يشكل حوالي 10% من سرطانات الغدة.
3. سرطان الغدة الدرقية النخاعي (Medullary Thyroid Cancer):
وهو نوع نادر نسبيا، إذ يشكل نسبة 5% تقريبا من أورام الغدة.
وهو يختلف كثيرا في علاجه عن علاج النوعين الأولين. وفي كثير من الأحيان يكون وراثيا.
4. سرطان الغدة الدرقية الكشمي (Anaplastic Carcinoma ):
هذا يعتبر من أسوأ أنواع الغدة الدرقية ومعظمه لا يوجد علاج فعال له، ولكن من الجيد أنه نادر الحدوث، وعادة يصيب الأشخاص بعد عمر 60 سنة.
5. توجد أنواع أخرى نادرة أيضا مثل الورم اللمفاوي (Thyroid Lymphoma).
علاج سرطان الغدة الدرقية
يختلف العلاج حسب نوع الورم والمرحلة التي وصل إليها، ولكن بصورة عامة فالعلاج ينقسم إلى الأمور التالية:
1. الجراحة:
تعتبر الجراحة العلاج الرئيسي لسرطان الغدة الدرقية. في معظم الأحيان بعد تشخيص الورم يتم استئصال الغدة الدرقية بأكملها. وعادة يتم ذلك لعدة أسباب مثل منع رجوع الورم في باقي الغدة، ولتسهيل المتابعة وعمل الفحوصات اللازمة.
تكون الغدد اللمفاوية في الرقبة متضخمة لدى بعض المرضى وذلك بسبب انتشار الورم فيها. في هذه الحالة يتم استئصال الغدد اللمفاوية خلال نفس العملية أو في وقت لاحق.
في حالات الورم المبكر فإن العملية الجراحية وحدها تكفي للشفاء من الورم ولا يوجد داع لأي علاجات أخرى.
2. اليود المشع:
يعطى اليود المشع كعلاج بعد استئصال الورم لمنعه من العودة. ويعطي في بعض حالات السرطان الحبيبي والجريبي، ولكنه لا يفيد في الأنواع الأخرى.
بالإضافة إلى أنه أيضا يستخدم لاكتشاف أي انتشار للورم في أماكن أخرى في الجسم. ويعطى اليود بعد العملية بـ 3 أو 4 أسابيع.
ويمكن إعادة العلاج بعد 6 إلى 12 شهر إذا كان هناك داع لذلك.
مع أن اليود المشع يعتبر علاج سهلا نسبيا، لكنه في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى في الجسم، مثل جفاف الفم.
لذلك لا يعطى اليود المشع إلا عند الضرورة.
3. العلاجات الموجهة:
تعتبر العلاجات الموجهة من العلاجات الجديدة في علاج سرطان الغدة الدرقية.
وهي تفيد بعض الحالات المتقدمة من الورم التي لا تفيد فيها الجراحة أو اليود المشع.
ومن أمثلتها Sorafinib, Lenvatinib, Vandetanib.
4. العلاجات الأخرى
مثل العلاج الإشعاعي أو الكيماوي لا تعطى في العادة إلا في حالات تقدم الورم وعدم جدوى العلاجات الأخرى.
المتابعة بعد العلاج:
من المهم جدا أن تتم متابعة المريض بعد علاج سرطان الغدة الدرقية. والهدف من المتابعة هو التأكد من عدم رجوع الورم.
وهذا يتم عن طريق الفحص الطبي في عيادة الطبيب الجراح وإجراء الفحوصات الدورية.
أهم الفحوصات التي يتم إجراؤها هي صورة السونار، وذلك للتأكد من عدم رجوع الورم في الرقبة أو في الغدد اللمفاوية، و فحص الثايروغلوبيولين (Thyroiglobulin)، وهو فحص دم يجب إجراؤه دوريا.
وبالنسبة لبعض المرضى يجب إجراء فحوصات أخرى مثل الصورة الطبقية أو صورة اليود المشع.
من المهم المعرفة أنه حتى لو رجع الورم ففي العادة يمكن استئصاله مرة أخرى والشفاء منه. إذا تم علاج سرطان الغدة الدرقية بصورة صحيحة من قبل جراح خبير في مثل هذه العمليات فإن 90% إلى 95% من سرطانات الغدة الدرقية يتم الشفاء منها كليا.