اللجوء إلى الاستئصال بصفته إجراءً جراحياً أولياً لعلاج الرجفان الأذيني المتقطع (اضطراب النظم القلبي الشائع) قد يكون أكثر فعالية من العلاج التقليدي القائم على العقاقير، بحسب “كليفلاند كلينك” الأميركية.
يُعدُّ الرجفان الأذيني النوع الأكثر شيوعاً في الحالات المشخصة لاضطراب ضربات القلب، كما أنَّ المرضى الذين يعانون الرجفان الأذيني معرّضون أكثر من الأشخاص العاديين للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 5-7 مرات إضافية.
وبينما يتراوح المعدّل الطبيعي لضربات القلب بين 60 و100 نبضة في الدقيقة، فإنه في حالة الرجفان الأذيني قد يصل إلى ما بين 100 و175 نبضة في الدقيقة. ويمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني إلى مشاكل خطيرة؛ مثل انخفاض قدرة القلب على ضخ الدم، وحدوث الجلطات الدموية، والسكتات الدماغية.
الرجفان الأذيني المتقطع
يعاني نحو 40 بالمئة من المرضى المصابين بهذه الحالة نوبات متقطعة من الرجفان الأذيني، تسمى “الرجفان الأذيني المتقطع”، والتي يمكن أن تتطور في النهاية إلى الرجفان الأذيني المستمر. وعادة ما يُعالج الرجفان الأذيني المتقطع في البداية بعقاقير مضادّة لاضطرابات النظم. ومع ذلك، فقد أدّت التحسينات التي أدخلت على مستويات السلامة والفعالية في عمليات الاستئصال بالقسطرة إلى زيادة معدلات نجاحها عند اللجوء إلى هذا الإجراء في بداية العلاج.
دراسة علمية تثبت فعالية العلاج
شملت الدراسة، التي أجراها خبراء كليفلاند كلينك، تحت عنوان “إيقاف الرجفان الأذيني أولًا”، 203 مرضى مصابين بالرجفان الأذيني المتقطع لم يخضعوا من قبل للعلاج بالعقاقير، وامتدت الدراسة طوال عام كامل، وأجريت في 24 موقعاً في أنحاء الولايات المتحدة. وقد اختير المرضى عشوائياً للخضوع للعلاج بالاستئصال بوساطة التجميد عبر القسطرة البالونية، أو بالعقاقير المعيارية.
ويستخدم الطبيب في عملية الاستئصال بالتجميد قسطرة متصلة ببالون مملوء بالنيتروجين السائل لتجميد أنسجة القلب، التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب. وشفي 75 بالمئة من المرضى الذين خضعوا للاستئصال من الرجفان الأذيني من دون علاج إضافي، وفي غضون 12 شهراً، مقارنة بـ 45 بالمئة من المرضى الذين عولجوا بالعقاقير.
رأي طبيب مختص…
إن دراسات سابقة أظهرت نجاح اللجوء المبكر إلى عمليات الاستئصال لدى مرضى الرجفان الأذيني، بحسب الدكتور أسامة وزني، رئيس قسم الفيزيولوجيا الكهربية ونظم القلب في كليفلاند كلينك، والباحث الرئيس في الدراسة.
وأوضح أن “هذه المرة الأولى التي يُعتبر فيها الاستئصال العلاج الأول، في دراسة كبيرة خضعت للمعايير التنظيمية الخاصة بإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد تشير هذه النتائج إلى تحوّل في طريقة تفكيرنا في العلاج”.
مضيفاً: “قد يحافظ التدخل المبكر بالاستئصال بالقسطرة على شفاء المرضى من الرجفان الأذيني لفترة أطول، ومنع المرض من التطوّر إلى الرجفان الأذيني المستمر”.
هذا، ودرس الباحثون أيضاً سلامة الاستئصال بالقسطرة البالونية باعتبارها خط علاج أول، وتمت ملاحظة واقعتين أساسيتين مرتبطتين بالسلامة في ذراع استئصال القسطرة؛ أي في 1.9 بالمئة من الحالات.
وقد عُرضت دراسة كليفلاند كلينك بصفتها تجربة سريرية حديثة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب 2020، الذي عقد رقمياً بين 29 أغسطس والأول من سبتمبر الحالي.