أمراض
أعراض السيلياك.. مرض الداء البطني
لداء البطني (الزُّلاقي) “السيلياك” (Celiac disease) هو حالة يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم عند تناول الغلوتين، مما يضر بالأمعاء، لذلك لا يمكن للمصاب به تناول العناصر الغذائية، وذلك وفقا “لخدمة الصحة الوطنية” (NHS) في بريطانيا.
وقد يسبب السيلياك مجموعة من الأعراض، منها الإسهال وآلام البطن والانتفاخ.
سبب مرض السيلياك
السيلياك هو حالة من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم فيه جهاز المناعة (دفاع الجسم ضد العدوى) الأنسجة السليمة عن طريق الخطأ.
في السيلياك، يخطئ جهاز المناعة في المواد الموجودة داخل الغلوتين، ويعتبرها تهديدا للجسم فيهاجمها، وهذا يضرّ بسطح الأمعاء الدقيقة، ويعطل قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام.
ليس من الواضح تماما ما الذي يجعل الجهاز المناعي يتصرف بهذه الطريقة، لكن يبدو أن مزيجا من الجينات والبيئة يلعبان دورا في ذلك.
يوجد الغلوتين في:
-القمح.
-الشعير.
-الجادوار.
يوجد الغلوتين في أي طعام يحتوي على تلك الحبوب، بما في ذلك:
-المعجنات.
-حبوب الإفطار.
-معظم أنواع الخبز.
-أنواع معينة من الصلصة.
-بعض الوجبات الجاهزة.
أعراض مرض السيلياك
وفقا لكليفلاند كلينيك، فعندما يتناول المصابون بالسيلياك الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، فإن أجهزتهم المناعية تهاجم بطانة الأمعاء، مما يتسبب في حدوث التهاب (تورم) في الأمعاء وإتلاف للزغابات (villi)، وهي الهياكل الشبيهة بالشعر الموجودة على بطانة الأمعاء الدقيقة.
تمتص الزغابات العناصر الغذائية من الطعام. وفي حال تلفها، فإن المصاب لا يستطيع امتصاص العناصر الغذائية، وينتهي به الأمر إلى سوء التغذية، بغض النظر عن مقدار ما يأكله.
يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين إلى ظهور مجموعة من أعراض القناة الهضمية، مثل:
-الإسهال، الذي قد تكون رائحته كريهة بشكل خاص.
-آلام المعدة.
-الانتفاخ.
-عسر الهضم.
-الإمساك.
يمكن أن يتسبب السيلياك أيضا في ظهور أعراض عامة، بما في ذلك:
-التعب نتيجة عدم الحصول على ما يكفي من العناصر الغذائية من الطعام.
-سوء التغذية.
-فقدان الوزن غير المقصود.
-الطفح الجلدي المثير للحكة.
-مشاكل الحمل.
-العقم.
-تلف الأعصاب.
-اعتلال الأعصاب المحيطية (peripheral neuropathy).
كيف أعرف أن ابني مصاب بالسيلياك؟
بالإضافة للأعراض السابقة، قد لا ينمو الأطفال المصابون بالسيلياك، وقد يتأخرون في البلوغ (delayed puberty).
علاج مرض السيلياك
لا يوجد علاج للسيلياك، لكن اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين يجب أن يساعد في السيطرة على الأعراض والوقاية من المضاعفات الطويلة المدى.
وحتى إذا كانت لديك أعراض خفيفة، فلا يزال يوصى بتغيير نظامك الغذائي، لأن الاستمرار في تناول الغلوتين يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. قد يكون هذا هو الحال أيضا إذا أظهرت الاختبارات أن لديك درجة معينة من السيلياك، حتى لو لم تكن لديك أعراض ملحوظة.
من المهم التأكد من أن نظامك الغذائي الخالي من الغلوتين صحي ومتوازن، وقد أتاحت الزيادة في مجموعة الأطعمة الخالية من الغلوتين المتوفرة في السنوات الأخيرة إمكانية تناول نظام غذائي صحي ومتنوع خال من الغلوتين.
فإذا كنت تعاني من السيلياك، فلا يمكنك تناول أي أطعمة تحتوي على الغلوتين (بما في ذلك القمح والجاودار والشعير)، وسيتم تشجيعك على زيارة اختصاصي تغذية لتعليمات النظام الغذائي الرسمية. وعادة ما يؤدي إسقاط الغلوتين من نظامك الغذائي إلى تحسين الحالة في غضون أيام قليلة، ثم تنتهي أعراض المرض أخيرا. ومع ذلك، عادة ما تتطلب الزغابات (villi) شهورا إلى سنوات لإكمال الشفاء، لذلك قد يستغرق الأمر من سنتين إلى ثلاث سنوات حتى تلتئم الأمعاء عند البالغ، مقارنة بحوالي 6 أشهر للطفل.
ستحتاج إلى زيارات متابعة طبية منتظمة (عادة بعد 3 أشهر، ثم 6 أشهر، ثم كل عام) ويجب أن تظل على هذا النظام الغذائي لبقية حياتك، ويمكن أن يؤدي تناول كمية صغيرة من الغلوتين إلى إتلاف الأمعاء وإعادة المشكلة.
اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين يعني أنه لا يمكنك تناول الكثير من “المواد الغذائية الأساسية”، بما في ذلك المعكرونة والحبوب والعديد من الأطعمة المصنعة التي تحتوي على الغلوتين. قد يكون هناك أيضا غلوتين في المكونات المضافة إلى الطعام لتحسين الملمس أو النكهة، وفي بعض الأدوية. وقد تشمل بعض مصادر الغلوتين الأقل وضوحا: المثلجات وتتبيلات السلطة، كما يعدّ التلوث المتبادل مصدرا شائعا آخر للغلوتين والذي يحدث عندما تتلامس الأطعمة الخالية من الغلوتين عن طريق الخطأ مع الغلوتين.
وإذا كنت تعاني من السيلياك، فلا يزال بإمكانك تناول نظام غذائي متوازن. على سبيل المثال، يتوفر الخبز والمعكرونة المصنوعان من أنواع أخرى من الدقيق (البطاطس أو الأرز أو الذرة أو فول الصويا)، وتبيع شركات المواد الغذائية وبعض متاجر البقالة أيضا الخبز والمنتجات الخالية من الغلوتين.
يمكنك أيضا تناول الأطعمة الطازجة التي لم تتم معالجتها صناعيا، مثل الفواكه والخضروات واللحوم والأسماك، لأنها لا تحتوي على الغلوتين.
مضاعفات السيلياك
تميل مضاعفات السيلياك فقط إلى التأثير على الذين يستمرون في تناول الغلوتين، أو الذين لم يتم تشخيص إصابتهم بعد بهذه الحالة، والتي يمكن أن تكون مشكلة شائعة في الحالات الخفيفة.
وتشمل المضاعفات المحتملة على المدى الطويل ما يأتي:
-هشاشة العظام.
-فقر الدم الناجم عن نقص الحديد وفيتامين بي 12.
-فقر الدم الناجم عن نقص الفولات.
-من المضاعفات الأقل شيوعا والأكثر خطورة: بعض أنواع السرطانات، مثل سرطان الأمعاء، والمشاكل التي تؤثر على الحمل، مثل انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
ما الفرق بين السيلياك وحساسية الغلوتين غير الاضطرابات الهضمية non-celiac gluten sensitivity (NCGS)؟
يتسبب السيلياك في تلف الأمعاء الدقيقة، وهناك علامات محددة في الدم تساعد في تأكيد التشخيص. تسبب حساسية الغلوتين غير الاضطرابات الهضمية أعراضا قد تشمل الغثيان والقيء وآلام البطن والصداع والإسهال وآلام المفاصل والتعب و”ضباب الدماغ”. قد تكون هذه الأعراض طفيفة أو شديدة، ومع ذلك فإن حساسية الغلوتين لا تؤذي الأمعاء ولا توجد علامات محددة في الدم، بل يتم التشخيص بتحسن الأعراض بعد اتباع نظام غذائي خال من الغلوتين، وذلك وفقا لكليفلاند كلينيك.
ما أعراض السيلياك الصامت؟
تقول كليفلاند كلينيك إن بعض الأشخاص يعانون من “السيلياك غير الكلاسيكي”، كما هي الحال عندما يكون العرض الوحيد هو فقر الدم، وقد أصبح السيلياك غير الكلاسيكي الأكثر شيوعا.
قد يعاني البعض الآخر من “السيلياك من دون أعراض”، وهو مرض لا يعاني فيه الشخص من أي أعراض على الإطلاق.
تشخيص السيلياك
إذا اعتقد مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أنك قد تكون مصابا بالسيلياك، فسيقوم بإجراء فحص بدني دقيق ومناقشة تاريخك الطبي معك. قد يقوم المزود أيضا بإجراء فحص دم لقياس مستويات الأجسام المضادة للغلوتين، فالمصابون بالسيلياك لديهم مستويات أعلى من بعض الأجسام المضادة في دمائهم. في بعض الأحيان قد يكون من الضروري إجراء اختبار جيني للسيلياك في الدم.
قد يقوم مزودك بإجراء اختبارات أخرى للبحث عن نقص التغذية، مثل فحص الدم للكشف عن مستويات الحديد. ويمكن أن يحدث انخفاض مستوى الحديد (الذي يمكن أن يسبب فقر الدم) مع السيلياك، وقد يأخذ مزودك خزعة من أمعائك الدقيقة للتحقق من عدم تلف الزغابات.