أخبار

ما تأثير «بكتيريا الجلد» على تجاعيد البشرة؟

على الرغم من أن آثار الشيخوخة والعوامل البيئية الخارجية مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية على الجلد «موثقة علمياً»، إذ إنه مع التقدم في السن أو قضاء المزيد من الوقت في الشمس، «تميل البشرة إلى أن تصبح أكثر جفافاً وأكثر تجعداً». لكن دراسة حديثة، الخميس، حددت «رابطاً جديداً محتملاً ومثيراً لعلامات شيخوخة الجلد»، هو «ميكروبيوم الجلد»، وهو مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في بشرتنا.

تأتي هذه النتائج من خلال دراسة مشتركة أجراها باحثون في مركز ابتكار الميكروبيوم (CMI) في جامعة كاليفورنيا سان دييغو بالولايات المتحدة، وشركة لوريال للأبحاث والابتكار. وتُعدّ الدراسة هي «الأولى التي تعزل الميكروبات المرتبطة بعلامات شيخوخة الجلد وصحته»، وفق الباحثين.

والدراسة التى نُشرت نتائجها، الخميس، في دورية «فرونتير إن آجينغ»، عبارة عن «تحليل متعدد الدراسات أتاح تحديد السمات الميكروبية المحتملة المرتبطة بعلامات شيخوخة الجلد».

فمن خلال الجمع بين قدرات تحليل البيانات العلمية المتطورة لمركز ابتكار الميكروبيوم ومعرفة وخبرة لوريال في تقييم صحة الجلد، فحصت الدراسة شامل البيانات التي جُمعت خلال 13 دراسة أجرتها لوريال في السابق لأكثر من 650 مشاركة من الإناث، تتراوح أعمارهن بين 18 و70 عاماً.

وبينما ركزت كل الدراسات المتضمنة في التحليل على مجال اهتمام معين، على سبيل المثال، تجاعيد «قدم الغراب»، أو تأثير فقدان الرطوبة على ظهور تجاعيد الوجه، جمع هذا التحليل البيانات للبحث عن الاتجاهات المتعلقة بميكروبات معينة في الجلد مع مراعاة المتغيرات الأخرى، مثل العمر. وتعاني نساء كثيرات من ظهور تجاعيد تشبه أقدام الغراب بجوار العين وأسفلها، الأمر الذي يُعد مصدراً لقلق وعدم ارتياح كثير منهن، حيث يبدين دائماً رغبة في التخلص منها.

وهو ما علقت عليه، سي جين سونغ، مديرة الأبحاث في مركز ابتكار الميكروبيوم في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، بقولها: «أظهرت الدراسات السابقة أن أنواع الميكروبات الموجودة على بشرتنا تتغير مع تقدم العمر». وأضافت في بيان صحافي، الخميس، «بشرتنا تتغير أيضاً من الناحية الفسيولوجية مع التقدم في العمر، على سبيل المثال، نكتسب التجاعيد وتصبح بشرتنا أكثر جفافاً».

لكنّ هناك اختلافاً في الشكل الذي يبدو عليه هذا الأمر لدى الأشخاص، ربما نلاحظ أن البعض لديهم بشرة أصغر أو أكبر سناً من كثيرين آخرين في العمر نفسه. وباستخدام أساليب تقنية متقدمة، تمكن الباحثون خلال الدراسة من فصل الميكروبات المرتبطة بهذه الأنواع من علامات الشيخوخة على الجلد، مثل تجاعيد قدم الغراب، عن تلك التي ترتبط بشكل مباشر بعامل العمر، وفق باحثي الدراسة.

وكان الفريق البحثي في الدراسة قد وجد ارتباطاً إيجابياً بين تنوع «ميكروبيوم الجلد» وتجاعيد قدم الغراب، التي يُنظر إليها على أنها إحدى العلامات الرئيسية لشيخوخة الجلد. كما لاحظوا وجود علاقة سلبية بين تنوع الميكروبيوم وفقدان الماء عبر البشرة (كمية الرطوبة التي تتبخر عبر الجلد).

ووفق الدراسة، سيكون من السابق لأوانه استنتاج العلاقة السببية بين تلك العوامل، لكن النتائج زوّدت الباحثين بتوجيهات بشأن الخطوات التالية للتركيز على فهمٍ أفضل للارتباطات الميكروبية بشيخوخة الجلد. وقال تشيان تشنغ، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، رئيس الأبحاث المتقدمة في أميركا الشمالية في لوريال، «التزامنا في لوريال، هو ابتكار منتجات تجميل تلبي الاحتياجات الفريدة لكل فرد. وقد سلّط تعاوننا الأخير الضوء على دور ميكروبيوم الجلد في الشيخوخة، خصوصاً تأثيره على ظهور التجاعيد». وأضاف: «يُعدّ هذا البحث رائداً في تحديد المؤشرات الحيوية الميكروبية الجديدة المرتبطة بالعلامات المرئية للشيخوخة مثل تجاعيد قدم الغراب. إنه يمثل خطوة مهمة نحو تطوير تقنيات لبشرة أكثر صحة وشباباً».

وتشمل المسارات المستقبلية للبحث التي اقترحها فريق الدراسة، النشاط الأيضي (عمليات هضم وامتصاص الطعام) لاكتشاف المؤشرات الحيوية الكيميائية المرتبطة بشيخوخة الجلد، بالإضافة إلى أبحاث الهندسة الوراثية وبحث التأثيرات البيئية الخارجية على الجينات. كما أُخذت الأبحاث في طبقات أخرى من الجلد بعين الاعتبار، إذ تركز العديد من الدراسات على الجلد الخارجي بسبب سهولة جمع العينات.

وأوضح روب نايت، الباحث المشارك في الدارسة، ومدير مركز ابتكار الميكروبيوم في جامعة كاليفورنيا سان دييغو، أنه «على الرغم من أن نتائج الدراسة تمثل تقدماً في معرفتنا بـ(ميكروبيوم الجلد)، فإننا نعدّها مجرد بداية لمرحلة جديدة من البحث». وأضاف أنه «من خلال تأكيد وجود صلة بين الميكروبيوم وصحة الجلد، وضعنا الأساس لمزيد من الدراسات التي تكتشف مؤشرات حيوية محددة للميكروبيوم تتعلق بشيخوخة الجلد».

إغلاق